التدوينة رقم 215 ....في صحة الغياب

المدونة وحشتني أوي
فيه نصوص كتير واقفة طابور ومستنية تتنشر، وكان المفروض إني أنشر واحد منهم النهاردة، بس أنا سبت كل النصوص اللي اتكتبت خلاص وقررت أكتب اللي بكتبه دلوقتي.

بقالي فترة طويلة غايبة عن المكان، الشهر اللي فات ده كان مليان أحداث وحواديت وحكايات ومشاكل وأفلام وسفر
ساعات بيبقى عندي رغبة إني أكتب كل حاجة زي ما حصلت بكل تفاصيلها التافهة اللي مش مهمة، وساعات بابقى عايزة أكتب الحاجات اللي مبينفعش تتقال خالص.

نفس طوييييل..
عايزة أحكي عن الممرات اللي بين الأبواب، لو الأبواب دي هي الأماكن اللي بنبقى فيها
واللي بتختلف كل شوية حسب تجربتنا وفهمنا فالممرات دي هي كواليس اللي بيحصل
والتفاصيل الصغيرة اللي بتحرك الممثلين من بعيد وعمر حد ما بيشوفها
زي مثلاً إنه حد بقالك كتيير ما تعرفش عنه حاجة
وتقريبا كدة بطلت تبقى صاحبه
بعد ما اكتشفت إنه رخم بزيادة وسيبته يخرج من دايرتك ببساطة
الحد ده يتصل بيك في توقيت صعب أوي
علشان يقولك اثبت ومتخافش من حاجة أنا مصدقك ومعاك

أو إنك تكون بتترعش من البرد في الصيف
وبترجع كل اللي جواك ع الأرض ونفسك تنام نص ساعة قبل الصبح التقيل أوي عليك ماييجي
ومتعرفش تكلم مين أو تعمل إيه فتتصل بحد مش قريب منك وعدد المرات اللي شفته فيها محدود
والغريب إنك تلاقيه بيعاملك بدفا شديد وبيتكلم معاك بحب وبيحايلك علشان تنام وتصحى تاني يوم كويس

زي ما فيه ناس برقت جامد أوي.. فيه ناس انطفت واتكرمش السوليفان الأصفر اللي كان محسسني إنهم دهب، واكتشفت إنهم كويسين بردو بس لنفسهم، ساعة الجد الحسابات بتبقى أهم حاجة هاخسر إيه وهاكسب إيه .... بس كدة. المسألة بسيطة وعلى أساسها الخريطة بتاعة الدنيا كلها بتترسم.

بيقولوا في السفر سبع فوايد غالباً أنا مش عارفاهم، بس عارفة إني طول عمري بكره السفر وبخاف منه بس لما الفرصة بتجيلنا علشان نعمل الحاجات اللي طول عمرنا بنخاف منها فده معناه إنه الحياة هتبتدي تنور، أو على الأقل أنا بحب أشوف المعنى ورا حاجات ملهاش أي معنى على الإطلاق.

فرنسا باردة أوي.. الخيال عن باريس أحلى من باريس، الناس بتتدايق لما أقول الكلام ده .. وبعدين تبتدي تعليقات من عينة إيش فهمك إنتي، أو يدي الحلق للي بلا ودان، أو إنتي أساساً الكام يوم اللي رحتيهم دول ميتحسبوش

المهم بردو إنها باردة.. بس مراياتها كلها بتلمع وبتعكس جمال غير عادي
أنا رحت باريس، بس هناك حبيت نفسي ومحبتش باريس، الحمام اللي مكنش بيخاف مني وبيتمشى جنبي ع الأرض ببساطة أنا كمان مكنتش بخاف منه لما يطير لأنه مكانش بيطير مفزوع كان بيطير وقت ماهو عايز ببساطة. الورد هناك أشكال وألوان شكله حلو أوي بس مالوش ريحة

باريس مش رومانسية خالص ... كانوا بيضحكوا عليَّ ويقولو كدة. القاهرة بكل زحمتها ومواصلاتها وقرفها دافية أكتر منها ميت مرة
ممكن بردو باريس تطلع أجدع ناس وأطلع أنا البنت اللي مبتحبش السفر، واتخضت لما لقت نفسها لوحدها وسط ناس مابيتكلموش انجليزي ورافضين يقفوا يسمعوها. الغريب إني محستش أبداً إني أول مرة أزور باريس دايماً عندي إحساس بالألفة منين مش عارفة
وبرغم إني كنت مستعجلة أوي في الآخر وعايزة أروح بس عندي يقين ما إني راجعة هناك تاني لأسباب مش مفهومة. بس هو أنا أصلاً كنت رحت أولاني لأسباب مفهومة ؟

هناك في البلاد البعيدة قدامك حل من اتنين يا تنسى كل حاجة وتقعد تتفرج، يا تندمج وتستحمل اللي يجرالك

لقيت إجابات.. تصوروا.. لقيت إجابات بقالي زمن بلف حواليها ومش شايفاها. يعني إيه أبقى خارجة من القاهرة هلكانة من التعب ومهزومة ووحيدة أوصل باريس بنوتة جميلة موت كل الناس بتعاكسها في الشارع. وكل الحاجات بتقلها قد إيه هي مدهشة وخاصة وقدامها ملايين الفرص وحياة واسعة وجميلة ؟ يعني إيه 4 ساعات في الطيارة يعملوا الفرق ده ؟ باريس مش سهلة بردو وليها كرامات
معرفش أنا انبسطت هناك ولا لأ بس عارفة إني مرجعتش نفس البنت فيه حاجات جوايا نورت وحاجات تانية اتدغدغت
باريس واقعية بطريقة مؤلمة، الناس في المترو تُعسا، وفي الشارع مستعجلين، وفي البيت بيسربوا الوقت علشان بكرة ييجي وخلاص.
باريس اللي ماأخدتش وقت كفاية علشان أقرب منها طلعت أي كلام عادي، هي باريس لوحدها اللي طلعت أي كلام يعني وشوية شعارات خايبة وبس.
الخذلان.. أكتر كلمة بتعبر عن الممر اللي أنا فيه دلوقتي اسمها الخذلان.

عايزة أكتب كلام ألطف من الكلام ده عن الكتب الجميلة اللي رجعت بيها من هناك، أو عن الغروب الملهم من شباك الطيارة.. بس حاسة إنه مش وقته الجمال على مسافة، لسة محتاج وقت علشان يستوي ويقدر يخرج بطريقته في الوقت اللي يناسبه
بس دا ميمنعش إنه الحياة بتنور.. ولسة هتنور كمان.
 
كتاب المئة تدوينة. Powered by Blogger.

التصنيفات

القائمة الكاملة للتدوينات

 

© 2010 صفحة التدوينات المرشحة لكتاب المئة تدوينة