معقولة في كده؟!

معقولة فى كده ؟؟؟!!!
حقيقة يمكن اللي يعرفني يستغرب جدا إني بتكلم في موضوع زي ده.. أصلي منتقبة، مدركة تماما إن أما بتغيب الأخلاق والدين الإنسان ممكن يعمل أي حاجة غلط ويفكرها صح.
في الحياة عموما وبصراحة يعني شايفة إن أكتر واحد ممكن يتحرش بالبنت الولد اللي بيحبها أو اللي بتفتكره بيحبها، ليه بقى؟
لأنه بيعتبر إن من حقه يأنججها مثلا، يمسك إيديها وتجاوزات يمكن أكتر من كده. وفى نفس الوقت صعب إن هى تسمح بيها لأي حد تاني     (بصرف النظر عن إن فكرة الارتباط دى مرفوضة أخلاقيا ودينيا) فتخيلوا كل ده وبعدين يسيبها ويلعب على غيرها.
شايفة إن ده أسوء وأدنى أسلوب للتحرش لأنه بشكل غير مباشر وبقبول الطرفين، أصل غالبا الطرف التاني اللي هو البنت يعني مبيرفضهوش إلا في ذكرياته لأنه بيكون حصل خلاص.
أهم حاجه إن الخبر اللي نزل في اليوم السابع عن فكرة التدوين لنهاردة أهم كومنتات لفتت نظري عليه كتبها ولاد بيقولوا ايه بقى.. بيقولوا ده البنات اللي بيعكسونا خليهم يرحمونا شوية بقى. أكيد منكرش إن في بنات ربنا اللي أعلم بيها بس ده مش معناه إن البنات ككيان كده كلهم بقوا بيعاكسوا الولاد ده كلام غير مقبول بالمرة.
بس يمكن الخوف الزايد من التحرش برضه مش صح يعني.. آه أكيد مبقولش إن كل بنت مش المفروض تحافظ على نفسها بس لما الموضوع يتحول لفوبيا بيبقى صعب قوي برضه؛ يعني شفت مرة وأنا في الميني باص وأنا رايحة الجامعة (أيام الجامعة يعني) واحدة قاعدة جنب واحد الحقيقه مخدتش بالي منهم في الأول، بس فجأة وبدون مقدمات "أنت يا سافل بتستغل إني نايمة عشان تحط ايدك على كوعي"
وهو ماسك في ايده مواسير وبيقولها " لا دي البتاعه دي هي اللي خبطتك "هي طبعا نزلت شتيمة في الراجل.. والحقيقة لحد اللحظه دي معرفش مين فيهم اللي كان على حق بس معقولة واحد هيجيب لنفسه الخناق ده كله عشان يحط ايده على كوع واحدة؟! بيتهيألي صعب.
سمعت قبل كده برضه إن في نوع من البنات برضه لو خرجت من بيتهم ورجعت تاني ومتعكستش تحس إن في حاجة غلط معقولة في كدة؟؟
المزيد

كلام مش في السياسة

مميزات ثورة 25 يناير:

- جعلت كل مواطن يكتشف -وفجأة- أنه مصري.. فهو لا ينتمي إلى أي جماعة أخوانية سلفية متطرفة أو علمانية ملحدة... هو مصري.

- أسهل واسرع الطرق لتهدئة الفتنة بين المسلمين والأقباط اقناعهم بأننا نعيش على أرض واحدة ونتغنى بنفس الأغانى الوطنية.. وده طبعا على أساس إنهم مش واخدين بالهم.

- ظهور كبير وجديد وساحق لكثير من المواهب الشابة التي تهنئ الثوار وتعزي أهالى الشهداء بشكل جعلني أتساءل: هيا الوطنية دي كلها كانت فين؟!

- إتاحة كثير من فرص العمل للشباب في ظل الأزمة الاقتصادية وحالة التقشف التي تعيشها البلد بظهور مجموعة قنوات الثورة (التحرير - 25 - والثوار ..... إلخ) وهذا فضلا عن روتانا التي اكتشفت قيمة المصريين لتتحمل عبء قناة خاصة بهم "روتانا مصرية".

- الشعب يريد... حسني يريد... الله يفعل ما يريد.

- الشعور بقيمة وأهمية أمهات مصر في صنع هذا الجيل العظيم والذي يتجلى بوضوح في إعلان "روابي" الجديد.. وده بغض النظر عن إنه عاجبني.

- وجود اختلاف وتغيير كلي للشعب المصري بحيث أصبح نصف الشعب (بيبلتج) على النصف الآخر، والنصف الآخر يقنع ويبرر للنصف الأول أهمية الاقتناع بوجهات نظره.

- احتلت الأخبار السياسية والكتب الاستراتيجية والتاريخية السياسية المرتبة الأإولى من اهتماماتنا بدلا من (playstation) وأخبار الموضة، أصبحنا نتابع آخر أخبار صفحة "كلنا خالد سعيد" وننتمى مسبقا لأي حزب لم يؤسس بعد بشرط أن يكون تابع للثورة.

- سؤال كان يلح بشدة على ذهني منذ أن انتهت الثورة: (لماذا) يرهق مصطفى بكري نفسه بكل هذه المستندات التي يتبرع بها ليعرضها على النائب العام (هو مفيش حد غيره عنده مستندات ولا ايه!؟) إلى أن قرأت الخبر التالي: "طلعت السادات يتقدم ببلاغ ضد مصطفى بكري يتهمه فيه بالكسب غير المشروع والتربح بالمال العام".. الحمد لله فيه حد تاني بيقدم بلاغات.

- أضيف مصطلح جديد إلى أحاديثنا المصرية المعتادة وهو (ده كان قبل 25).. وده طبعا كان قبل 27.


ولا يوجد أكثر من المميزات التي خلفتها ثورة 25 يناير ولذلك فقد قرر البعض (وعلشان مفتيش) لا أعلم القليل أم الكثير، الاندفاع خلف ثورة ثانية ولازلت لا أعلم...
- أهو للدفاع عن مطالب الثورة السابقة؟
- أم للاعتراض على ما لم تنجزه الثورة السابقة؟
- ولا هو نزول وخلاص؟!
أنا لا أقصد الإهانة ولكنه تعجب من قدرة هذا الشعب على خلق أي سبب جديد من لا جديد والإصرار على استنفاذ آخر ما تبقى لنا من طاقة اقتصادية ونفسية.
في انتظار ما يمكن أن تضيفه لنا الثورة الجديدة 27.
المزيد

قلب الثورة

لو كان قلبًا من ورق
ما صار حبًا واحترق
لو كان قلبًا زائفًا
لما تحرك.... أو خفق
لو كان همسًا خائفًا
ما صار رعدًا أو برق
لو كان تعِسًا بائسًا
لوُئِد طفلاً واختنق
قد كان حلمًا وتحقق
من بين طيّات الأرق
قد كان نجمًا لامعًا
قد صار شمسًا في الأفق
أفقًا بعيدًا... اقترب
صبحًا جديدًا أو فلق
المزيد

يوميات في المشروع - اللب والهريسة

سواق بيزمر لكل الناس وبيقف علشان يركب أي حد
معاه مكان أو معهوش
اللي واقف عايز يركب أو مش عايز
بيقف لأي حد وأي حاجة
لو مشوارك بياخد ربع ساعة
فحضرتك هتآنسنا شوية زيادة
ساعة كدة بس.. وتحمد ربنا إنك هتنزل سليم
سواق غريب
مشغل أغاني بصوت عالي
وبيمشي بسرعة أوي
فجأه السواق وقف وقال كل الناس تقفل إزاز العربية كويس
وقفل كل مفاتيح اللوك بتاعة العربية -اللي هي المسوجر يعني-
الناس قالت له: فيه إيه؟!
قال لهم: أصل فيه خناقة قدام وممكن حد يفتح العربية ولا يعمل حاجة فيها
الراجل خايف علينا كتر خيره
راجل محترم –بغض النظر عن اللي كان بيعمله-
وهو ماشي وعدينا على الخناقة
اللي مكانتش خناقة ولا حاجة
كانت مجرد حادثة على الطريق
السواق قال كلام غريب
خلاني تنحت
قال: يادي القرف اللي احنا فيه
أهو دة اللي خدناه من الثورة واللي عملوا الثورة
كان ماله حسني مبارك؟
ما الراجل كان زي الفل
على الأقل كنا عايشين في ضله
وكان مخلينا في أمان وهَنا
مش كل يوم قرف وخناقات
لحظة كدة
الراجل دة قال: (ضله)
على أساس إن حسني مبارك يعني كان إيه؟
طائر رخ ولا ستاير قبنوري ضد الشمس؟
ضل مين يا ابو ضل؟!
واحد رد عليه قال له: مين وكنا عايشين فى ضله إيه
قال له: حسني مبارك
الناس تنحت
وأنا طبعًا جالي هيستريا ضحك
المهم إن السواق ماسكتش
قعد يعدد في محاسن مبارك
محاسن ولا جمالات أهو كله محصل بعضه
هو كان فيه زيه؟
دة راجل ماخلاناش ندخل في حرب 30 سنة –يادي أم الجملة اللي حافظينها مش فاهمينها دي-
الناس كانت عايشة مرتاحة بتاكل لب وهريسة
الراجل بيقول لب وهريسة
حد يقول لي إنه بيهزر يا جدعان
دة على أساس إن حسني مبارك كان اللب والهريسة ضمن برنامجه الانتخابي
ولا كان بيوزعهم على الشعب ببلاش ولا إيييييييييه؟!!
وإيه علاقة اللب والهريسة بالاستقرار والحرية والعدالة والكلام دة كله
يادي الوكسة على الناس اللي مش فاهمة وعاملة نفسها فاهمة
واللي فاهمة وعاملة نفسها مش فاهمة
واحد قال للسواق: على جنب
وهو نازل
قعد ينادي
امسك سواق فلول
امسك سواق فلول
المزيد

لهذا أكره السفر

“لو الطيارة مش راح تطير إلا وانت عليها ومش مسجل اليوم… مش حتسافر” هذا ما قاله لي الضابط الفلسطيني على معبر رفح الفاصل بين قطاع غزة وجمهورية مصر العربية عندما حاولت إقناعه بضرورة سفري، وبارتباطي بمؤتمر وبتأشيرة إلى ألمانيا، وقال لي: الجانب المصري يسمح بمرور 350 شخص فقط لا غير في كل يوم، و”بنصحك تروح وماتحاولش”.

قبل أن أسرد لكم تفاصيل ما يجري على المعبر، دعوني أوضح لكم آلية عمله في الوضع الطبيعي، فكل صباح يتواجد الفلسطينيون بداية في صالة خارج معبر رفح كليًا، وبعد التأكد من وجود أسمائهم في الكشف يتم نقلهم بالباصات إلى منطقة JVT وهي منطقة تسبق صالة المغادرة من معبر رفح ويتم فيها فحص الجوازات، من ثم ينتقل المسافرون إلى صالة المغادرة من الجانب الفلسطيني حيث تفحص جوازاتهم من قبل الأجهزة الأمنية، من بعدها يستقل المسافرون حافلة لتقطع بهم مسافة قدرها 50 مترًا إلى صالة القادمين في الجانب المصري من المعبر.

على معبر رفح تكره السفر وتشعر بامتهان فظيع لكرامتك وتشعر بالتمييز وترى المحسوبية والواسطة أمام عينيك وعلى كلا الجانبين المصري والفلسطيني فيما يُعرف بالتنسيقات، وهي أنواع:

تنسيقات الجانب الفلسطيني:

ترى شرطيًا فظًا لا تفارق وجهه التكشيرة يحمل بيديه جهازًا لاسلكيًا وورقة، ويأتي من حين لآخر لينادي على أحدهم بحجة أن الجانب المصري يطلبهم وهم على أربعة مستويات:
واسطة تضع اسمك على لائحة المسافرين في الصالة الخارجية ويعتبر هذا أضعف أنواع التنسيق.
واسطة تدخلك فقط إلى صالة JVT.
واسطة تدخلك بسيارتك الخاصة أو بسيارة أجرة إلى صالة المغادرين ويتم إلحاقك بالباص الموجود في الصالة الفلسطينية.
واسطة تدخلك إلى صالة المغادرين، ومن ثم إلى الباص الذي يستعد للدخول إلى الجانب المصري من المعبر، ويعتبر هذا أقوى أنواع التنسيق من الجانب الفلسطيني "ولازم تكون إنسان واصل جدًا علشان تستمع بهيك تنسيق".

تنسيقات الجانب المصري:

1. واسطة عن طريق معرفة، أو دفع مال لأحدهم على الجانب المصري من المعبر ينجز لك تنسيقًا، وبمجرد دخولك من الجانب الفلسطيني تجد اسمك موجودًا، ويتم منحك موافقة لدخول مصر.

2. واسطة كبيرة جدًا، في الغالب عقيد أو أعلى أو 1000 دولار أو أكثر، وهذه الواسطة تقوم بإرسال اسمك إلى الجانب الفلسطيني، فيأتوا بك حتى لو لم تكن مسجلاً ضمن الكشوفات، ولو كنت خارج المعبر، ومن الممكن أن يقف العمل في المعبر كله إلى أن يجدوك ويتم أخذك بسيارة خاصة أو أجرة، وإدخالك إلى الصالة المصرية مباشرة حتى لو كان المعبر مغلقًا.

هذا يعني أنك لو كنت مثلي من عامة الشعب ولا تمتلك معارفَ ولا تمتلك المال الكافي لدفع ما يلزم للدخول، فأبشّرك أنك لن تستطيع مغادرة قطاع غزة قبل أن تفقد مرارتك أو عقلك، أيهما أسرع تلفًا.

تشاهد على المعبر نساءً تبكي وتلطم وتناشد أن يتم إدخالها للحاق بزوجها، أو لكي تتمكن من علاج أبنائها، أو لحضور فرح ابنتها الوحيدة، ولا إجابة سوى الرفض.. فالجانب المصري لا يقبل سوى عدد محدود، وفي بعض الأيام التي تتم فيها ترميمات للمعبر، يتقلص هذا العدد المحدود إلى أكثر من النصف ليترك طلابًا ومرضى وأصحاب إقامات وأعمال يرجون الله عز وجل أن يسهّل لهم دخول معبر رفح، حتى لو دفعوا أكثر من مالهم ووقتهم وجهدهم، وفي بعض الأحيان يدفعون كثيرًا من كرامتهم.

بمجرد محاولتك السفر من معبر رفح، تشعر بأنك تستجدي شيئًا ليس من حقك، "فالشَّخط" والنّهر سيد الموقف، على الجانب الفلسطيني النهر مستمر والحديث المستمر عن المرجعين، من الجانب المصري يجعلك تشك في أنك ربما تكون زعيم عصابة إرهابية عالمية وأنت لا تدري، وعندما تصل الجانب المصري تسمع فقط أسئلة ولا تسمع إجابات، فبعد وقت ليس بالقليل من الانتظار ربما تدخل وربما يتم إرجاعك، ما يحكم الموضوع هو العدد، وكأننا أصبحنا مجرد أرقام، وأرقام فقط، فعلى معبر رفح لا معنى للحالات الطارئة إلا إن كانت في أنفاسها الأخيرة، ولا معنى لشهادتك العلمية، ولا للحدث الذي أنت ذاهب إليه، ولا لسبب خروجك من غزة، الذي يهم فقط هو العدد فالكل مرتبط بعدد لا يمكنه تجاوزه.

بعض المسافرين، ونظرًا لمحدودية العدد، تم إعادته من على معبر رفح يومين متتاليين ليتمكن من الدخول في اليوم الثالث بعد عناء طويل، هناك لا أحد يهتم، ففي كل الدنيا من يرغب في السفر ليس عليه سوى التوجه إلى المطار أو إلى المعبر الحدودي ليتنقل كيف شاء ويستمتع بسفره، أما عند الحديث عن غزة، فعليك مسح كلمة متعة من جانب كلمة سفر واستبدالها بكلمة عذاب، وعليك أن توَطّن نفسك على المشقة وأن تطلب من أولادك وزوجتك الغفران إن قررت اصطحابهم معك.

لا أدري لماذا نُحجب عن مصر؟ ولماذا تُحجَب عنا ونحن الذين نعشقها ونهواها ونعرف فرقها الرياضية وأغلب أهلنا درس في جامعاتها ومدارسها وكثير من أبطالها استشهدوا على ثرى غزة وفلسطين؟، هي امتدادنا وعمقنا، نحب كل شئ فيها، ولكنها تعاملنا كعدد، نحن نعلم أنها في مخاض عسير وندعو الله لها أن تعود قوية كما كانت دومًا، ولكننا نأمل منها أن تكون رفيقة بنا، أو تكون كما عوّدتنا الحضن الأكبر والأدفأ، أن تكون مصر.
المزيد

اللي اتقتل

قعدنا نتعب في حساب وعد
وقلنا يعني إيه العمل؟

فقالوا : ثورة
فقلنا : يلا
خرجنا قلنا مفيش رجوع
من غير ما يمشي مفيش أمل

لقينا ضرب وحديد ونار
وناس تصدك بلا كلل

فقلنا يعني معقول هنرجع؟
صرخ شبابنا: ماترجعوش
الأرض لسة ما اتحررتش
من اللي ذل فيها العباد
وأكلها سهلة بلا عمل

وقتل ما بيننا ولاد صغار
وأمهات
رجالة ثابتة زي الجبل

وقتل عيون كانت تنور
في قلب أمة تهدي الأمل

يا ناس يا عايزة تنام وبس
ما يهمهاش
دم القتيل اللي اتقتل

لو كان قريبك ..
كنت سبت اللي عملها بلا حساب؟
كنت نمت؟
كنت كلت اللقمة عادي؟
من غير ماتعرف ليه اتقتل؟

اللي اتقتل
مش حد عادي
اللى اتقتل
مات لاجل تبني لابنك حياة
يعيشها صافية بلا فشل

من غير ما يلقى إنسان خرافي
يعد نَفسه ويقوله هات
ضريبة ادفع زي الحمل
على النفس ، على الهدوم
على الكلام وعلى السكات
ادفع وادعي ما ييجي بكرة
لأن بكرة مفيش أمل

اللي اتقتل
جاب لينا حق سنين قديمة
عداد وداير من زمان
على اللي باع وعلى اللي خان
جابهولنا صافي من غير تعب
فمش خسارة
نتعب شوية
علشان ينام في التربة حي
من غير وجع
من غير ألم
ونعيش حياتنا
نفتكر له ونبتسم له
ونقول له شكرًا
حررتنا.. من العلل
المزيد

عرابي والثورة الافتراضية

كتبت هذا الموضوع فور ظهور فيديو اللواء أبي قمر، وها أنا أنشره اليوم مصدومة ومقهورة بسبب أنباء عن "ترقية" هذا اللواء بدلاً من محاكمته في ظل وزير خارجية جديد وأجواء لا نهائية من الانفلات الأمني.
________________________________

الثورة كمصطلح سياسي هي الخروج عن الوضع الراهن إلى وضع مختلف تمامًا.. وهكذا تمنى وتوقع كل مشارك أو مؤيد للثورة الشعبية التي خرجت يوم 25 يناير مطالبةً بكل ما كنا نتمناه طوال ثلاثة عقود عجاف هي مدة حكم الرئيس السابق.. تغيير –حرية– كرامة إنسانية، ولكن السيناريو أصبح مختلفًا.

فالتغيير حدث بشكل جزئي وحتى يومنا هذا لم تتغير حكومة الفريق أحمد شفيق ولم تتم إقالة الوزير أحمد أبو الغيط والوزير ممدوح مرعي ووزير الداخلية محمود وجدي الذي استفز جموع الثائرين بحديثه في برنامج مصر النهاردة ودفاعه عن استخدام الشرطة للرصاص الحي على المتظاهرين مبررًا ذلك باستخدام المتظاهرين العنف ووجود بعض العناصر التي اندست بين المتظاهرين واستخدمت السلاح!، ورفضه لمطالب المتظاهرين بحل جهاز أمن الدولة معتبرًا إياه جهازًا وطنيًا ولا غِنى عنه، وموجودًا بالعالم كله.

عن أيَّة كرامة إنسانية يتحدثون بعد أن تسرب فيديو على الإنترنت لمدير أمن دمنهور وهو يقول بالنَّص: اللي يمد إيده على سيده لازم يتضرب بالجزمة وتقطع إيده.. إحنا أسيادهم وإحنا الأمن وإحنا الأمان وإحنا اللي حاميينهم والناس كلها كانت بتعيط وتقول يارب تيجوا عشان اللي إحنا فيه.. شافوا طبعًا أيام سودا.

بالله عليكم ما هذه العقليات التي لا تحتاج فقط إلى أن تستوعب وتدرك ما حدث يوم 25 يناير ، بل تحتاج أن تراجع أيضًا درس الثورة العرابية في كتب التاريخ عندما رد الخديوي على مطالب عرابي قائلاً: كل هذه الطلبات لا حق لكم فيها، وأنا ورثت مُلك هذه البلاد عن آبائي وأجدادي، وما أنتم إلا عبيد إحساناتنا.. فقال عرابي جملته الشهيرة: لقد خلقنا الله أحرارًا، ولم يخلقنا تراثًا أو عقارًا، فوالله الذي لا إله إلا هو إننا سوف لا نُورَّثَ، ولا نُستعبَد بعد اليوم.
أين عرابي ليسمع مدير الأمن وهو يتحدث عنا –نحن الشعب الذي طالب عرابي بتحريره منذ أكثر من قرن من الزمان- وكأنه سيدنا ونحن عبيد إحسانه .. ناسيًا أو متغافلاً عن الدور الحقيقي لرجل الأمن وهو حماية المواطنين وليس الاستعلاء عليهم أو إذلالهم أو المنّ عليهم بواجبه الوطني.

مدير الأمن يتحدث عن الشعب المصري -الذي لم تبرد ناره على الشهداء بعد– وكأننا فى عصر السادة والعبيد وكأن كل ما قمنا به من ثورة ورغبة في تطهير البلد من الفساد ومعاملة المواطن المصري بكرامة في بلده وكل بلاد العالم كان مجرد ثورة إفتراضية في عقولنا وخيالنا فقط، وكأن دم الشهداء كان مجرد لون أحمر أغرق الشوارع مثلما يحدث في ألعاب البلاي ستيشن ثم يختفي بمجرد ظهور كلمة (جيم أوفر).

كيف تعود الثقة بين المواطن ورجل الشرطة ووزير الداخلية لا يريد حتى الاعتراف بالجرائم التي ارتكبها جهاز الشرطة وأمن الدولة من قتل وإصابة أبناء الشعب؟، كيف نطمئن بعد أن قام شرطيٌّ بإطلاق النار على سائق ميكروباص لاختلافهم على أولوية المرور؟!!!.. كيف تستقيم الأمور ووزير الداخلية يعتقد أن المشكلة تكمن في ملابس الشرطة التي تحتاج إلى تغيير؟؟ ولا يدرك أن المشكلة الحقيقة تكمن فى عقليات من يعتبرون أنفسهم أسيادًا والمواطنين عبيدًا، ولا يتدبروا ولو للحظة معنى شعار: الشرطة في خدمة الشعب.
المزيد

مَـشهد رأسي على مصر

لـكَم كُنت أتمنى أن أراكِ يا مصر بنظرة عين واحدة...
نظـرة تَـلمّ أطراف تاريخك المُرصعة بلوحات الكرامة والشرف...
نظرة من أول جَبينك الأسمر بالجنوب وحتى قدميك الخضراء الطاهرة...
وذلك العـِرق العذب الضارب بجذوره جســدي...
جسـدي المعجــون بتحــرير تراب سيناء...
مصرية أنـا...
الأرض والعرض والانتمـاء...
شاهدتكِ يومها سجادة صلاة بألف مئذنة...
وشعبًا آخرَ بالفراغ الساكن في سمائك يُصلي...
أجـراس كنـائسك تُـحَلي جيـدك الأسمـر...
وثكنة عيون سَـاهرة لخير أجنـاد الأرض.
على مشارف البُعد تحمي جَـفنك الغــافي...
نجوم على شَــالك الليلي تُهَمهم برُقيَتـها...
" أن اللّهم احفظ مصرَ من كل سوء "
وهُنـا حبيب أهدته مصر شرارة العشق الأول...
ونبضًا مضبوطَ الإيقاع بمنسوب النيل في الدم...
حُلمــه الأخضــر بين عينيه يرفرف...
أنّ الصبـرَ جميل الصَـابرين...
وقبة "محمد علي" الفضية على ذلك...
تَـشهد...
...
...
وأن آخر قـُولنـا...
نَـدعوك اللّهُـم بالشيوخ الـرُّكَّع
والأطفالِ الـرُّضَّع
والبهائم الرُّتَّع
نــَدعوك الّلهُـم بِـكُل مـَا يرضيك يا الله
أن أَنـِزل سَكينتك على مصر والمصريين
وارحم دُموعهم ودُعائهم وتوجههم
إلى بابك يا كريم
يا من لا تـَـردّ من جاء إلى أعتابك يا الله
خـائبًا...
المزيد

يقظة اجتماعية في مسجد الإنسانية

يشكل المسجد نواة الأمة الإسلامية كما تشكل العائلة نواة المجتمع، حيث هو مركز التخطيط تطلعًا للمستقبل المتعارف عليه في مشارق الأمة و مغاربها، أو بالأحرى كان..

فقد المسجد أحد أدواره الرئيسية ألا وهي بناء الأمة و تكوينها عمليًا، نفسيًا واجتماعيًا. نظرة تحليلة سريعة على واقع أغلب المساجد في بلداننا تظهر أنها عبارة عن دور عبادة لا غير، تعمر في أوقات الصلاة لأداء الفريضة وتفرغ في أخرى، وبين الحين والآخر قد نجد بعض دروس العلوم الشرعية هنا وهناك بالنسبة للمهتمين بها، ولا جديد في حال الأمة إذ غيبت ركيزة أساسية في دور المسجد ألا وهي التعارف بين المرتادين له؛ بمعنى التواصل الاجتماعي المؤطر البنّاء ذي الأهداف التنموية الروحية الترفيهية التخطيطية التثقيفية التعليمية التدريبية الإستراتيجية. إذ هو واعتمادًا على الواقع نجد أنه من بين أكثر المؤسسات زيارة من طرف المسلمين مما يجعله هدفًا استراتيجيًا مهما وذا فعالية في تقدم الأمة إن استعمل واستغلت كل الإمكانيات القاصدة لنهضة الأمة والرقي بها درجات لسماء العظمة الحضارية.

من بين الأمثلة البسيطة التي قد تجعل من المسجد منفذًا وأريجًا لتنوير الأمة ولو محليًا على نطاق الأحياء: اتخاد موعد أسبوعي فيه مع سكان الحي من بعد صلاة عصر آخر يوم في الأسبوع للتشاور في أمور الحي والتخطيط لازدهاره، كما تسطير مختلف النشاطات الترفيهية كما التثقيفية والتعليمية المقررة في إطار الأسبوع الموالي، وفتح باب للنقاش وطرح الآراء والأفكار في إطار تواضع المسجد وحميميته، مما يؤكد ويفعل الدور الهام والأصلي له في تنمية الأمة في جميع نواحي الحياة. كما مثال آخر وهو أن يجهز بتجهيزات وتسهيلات تضيف له قيمة معنوية وحضارية مثل مكتبات تضم مختلف الكتب عن مختلف العلوم، وورشات لتعليم الحرف والمهن، كما قاعات للمحاضرات وأماكن للتأمل، وأخرى لازدهار الأطفال وتفريغ طاقات الشباب، وصرف أموال المساجد في أشياء قد تحدث تغييرًا فعلاً في "شخصية" الأمة، عوض صرف أغلب الميزانية في الأضواء والزرابي و"الديكورات" التي قد تكون ثانوية في غياب القيم العلمية والثقافية والاجتماعية للمسجد باعتباره نواة الأمة وقلبها النابض. الأفكار كثيرة وغالبيتها بسيطة، لكن أثرها فعال سواء على المدى القصير أو الطويل.

تفاديًا للإحراج و جوابًا للسائل عن ضعف الميزانية المالية لإحداث مثل تلك التجهيزات أو بالأحرى تطبيق إحدى الأفكار البسيطة التي لا تحتاج لمورد مالي ضخم، أقول له: ومن أين حصلت "شاكيرا" على تلك النقود مقابل ساعتين ديال النشاط؟!
المزيد

رداء الطفولة

ترتديه لحظة الميلاد، حينَ تتألم وتبكي.. وعلى الجميع مِن حولك أنْ يكتشفوا سر بُكائك مُسرعين على الفور ومُلبين طلبك, حتى تتوقف عبراتك وتنتهي دموعك, وحين تضحك ليظل الجميع كبيرهم وصغيرهم متأهبين كالجنود الصامدة مِن أجل أنْ تظلَّ تلك الضحكات أطول وقتٍ مُمكن, وإن كان ذلك على حساب راحتهم. يختفي أثره شيئًا فشيئًا مِن أمامك كي ترى الواقع أكثر دقة وأكثر تفصيلًا, أحسبه رداءً شفافًا يعطي شكلاً ثابتًا لأي شئ تراه مِن خلفه دون أن يُغيِّرَ في حقيقته, نتعلم الكثير والكثير ونكبر يومًا بعد يوم تاركين هذا الرداء بمشاعره البسيطة وحبه النقي، وتنضج أفكارنا معنا كثمار الصيف, نتعلم أنْ نستفيد مِن أخطائنا وألا ننساق وراء نفوسنا, نتعلم أنَّ الحُزن درب لا مدينة, والدنيا جميلة كانت أو قبيحة فهي دنيا. والأحباب مُغادرون، والذكريات ليست هي العثرات. والحب مِن طرف واحد شقاء حتمي. والماضي كان ضيفًا استراح ورحل. بلا شك هو رداء جميل يحوي الكثير مِن الرقة والنعومة، لكِنْ لِتعلم أنه سيأتي اليوم ويصبح باليًا وعليك نزعه حتى لا تشقى بسبب احتفاظك به طوال هذه المدة، ولن يأتي أحد ليبلغك بأن تنزعه الآن؛ لأن لا أحد سيراه باليًا قبلك. فإن رأيته في الميقات المناسب فهذا لك وإلا فسوف تتجرع مرارة الغمامة المُسدلة أمام عينيك حتى يحسبك الجميع غافلاً لم تستيقظ بعد.. فلا يملكون حينها إلا أن ينضحوا الماء في وجهك، وحينها فلا تلومنَّ إلا نفسك.!

المزيد

بمناسبة اليوم العالمي للبيئة صور من الأهرام بموبايلي

نبذه مختصره الاول ( لمعلوماتك الشخصية)
اليوم العالمي للبيئة (WED) أو يوم البيئة العالمي بدء احتفال دول العالم بهذا اليوم في العام 1972م. حيث تستضيف في 5 يونيو من كل عام مدينة في العالم الفعاليات الرسمية لهذا اليوم، كما تم إنشاء برنامج الأمم المتحدة للبيئة " UNEP " التابع لمنظمة الأمم المتحدة في نفس السنة
والذي استغل الاحتفال العالمي بالبيئة في 5 يونيو لتوضيح المخاطر المحيطة بالبيئة، واتخاذ إجراءات سياسية وشعبية للحفاظ عليها.

البلد المستضيف للاحتفالية هذا العام: الهند
دي بقي صور شدتني بصراحة من اهرام الجمعة، صورتها بموبايلي وظبطت فيها شوية بالفوتوشوب و رفعتهالكوا
دي معلومات عن تدوير الاشياء والقوة التي توفرها عند اعادة استخدامها مرة اخري
ده القانون المصري ، هو ليه القانون ده مش بيتفعل بجدية ؟؟
ليه المخالف مش بياخد عقاب فوري
حتي بدون اللجوء للمحكمة
مادام الشخص مخالف يبقي بتعاقب

دي لازم كله تقروها ، جامده جدا جدا :)
و ازاي المناخ بتغير و هل حنا بنعمل حاجة ولا مبنعملش حاجة؟

دي بقي انا جبتها عشان اقولكوا شوفوا الحيوانات المصرية تعبانة ازاي
بيقولك الغزال المصري ممكن يقعد طول عمره مبيشربش ولا نقطة مياه نهائيا
لا و ركز انت بقي على كمله الغزال المصري دي

دي بقي أنا حسيت إننا في حصة علوم



المزيد

بيوت مصرية

مشهد 1 - نهار / داخلي
________________
يجلس عبد الله يشاهد التليفزيون, بينما والده محمد يقرأ الصحيفة كعادته كل يوم, فجأة يرن جرس التليفون, يسرع عبد الله للرد وقبل وصوله للرد يحدثه أبوه.

والده ( محمد ): بقولك إيه يا عبد الله..
عبد الله: نعم يا بابا..
والده: لو حد عايزنى قوله إني مش موجود.
عبد الله: طيب يا بابا مش كدة أنا هكدب وحضرتك قولت اللي يكدب يروح النار؟!
والده: لا يا عبد الله يا حبيبي دي كدبة بيضة!
عبد الله: يعني عادي يا بابا؟
والده: أيوة يا عبد الله وأوعى تقول لحد إني موجود النهاردة أي حد يتصل قوله بابا مش موجود.
عبد الله: حاضر يا بابا.

Cut
......
مشهد 2 - نهار / داخلي
________________
تخرج بسمة من غرفتها مرتدية ملابسها, متجهة إلى غرفة والدتها مستعدين للخروج ووجدت والدتها ما زالت تجهز أمام المرآة.

بسمة: إيه يا ماما مش يلا عشان منتأخرش.
مامتها: خلصت أهو يا بسمة..
بسمة: ماما أنا عايزة ألبس نقاب زيك كدة حاسة إني هستريح لو لبسته
مامتها: لسه بدري عليه مش دلوقتي
بسمة: وليه مش دلوقتي؟
مامتها: ابقي البسيه لما ربنا يسهل كده ويجيلك ابن الحلال وحياتك تستقر
بسمة: يا سلام، طيب افرضي مجاش بقى؟
مامتها: يا حبيبتي أنا عيزاكي تلبسي دلوقتي وتتشيكي زي صحباتك وتعيشي سنك وزي ما قولتلك كل حاجه ليها وقتها، وبعدين هو ايه اللي ميجيش هو انتي شوية ده انتي قمر
بسمة: ماشي يا ست ماما.. يلا بينا بقى عشان احنا اتأخرنا
مامتها: يلا بينا يا بسومتي

Cut
.......
مشهد 3 - ليل / داخلي
________________
تجلس هويدا والدة عمرو مع زوجها صلاح في غرفة النوم تندب حظها في يوم مشئوم لا يتوقعه أحد, هو يوم نتيجة الثانوية العامة. وجلسا متألمين معصومي الأيدي يفكران في حل للخروج من هذا المأزق.

صلاح: ليه بس كده يارب؟.. هيدخل ايه طيب بمجموعه ده اخص عليك يا عمرو
هويدا: اخص عليه ليه ما أنت كنت شايف يا عيني مكنش بيعرف ياخد نفسه من الدروس والمذاكرة
صلاح: أنا عارف إنه عمل اللى عليه بس 90 % دول هيدخل بيهم ايه؟!
هويدا: يلا بقى يا صلاح ربنا عايز كده الحمد لله
صلاح: الحمد لله بس أنا كان نفسي يدخل طب عشان يبقى زي عمه، وأهو يشتغل معاه بالمرة وأطمن عليه إنه استقر في شغل كويس وحياته مستقرة.
هويدا: طب إيه رأيك يا صلاح لو دخلناه حقوق، وتخلي ابن عمتك يتوسط ليه ويخليه وكيل نيابة؟.. حتى لو دفعنا فلوس مش مشكلة المهم مستقبله يكون كويس.
صلاح: تصدقي فكرة أهو حتى يبقى سلطة، وحتى لو احتاجوا فلوس مع الوسطة مش مشكلة كله يهون في سبيل مستقبله..
بس ايه الأفكار الحلوة دي كانت تايهة عني فين دي؟!
هويدا: عشان تعرفوا بس انكوا متقدروش تستغنوا عننا... ادعى انت بس الموضوع يتم على خير
صلاح : إن شاء الله خير

Cut
......
مشهد 4 - ليل / داخلي
________________
يجلس وائل في البلكونة ينتظر مكالمة من أصحابه للخروج في نزهته المعتادة يوم الإجازة، وفجأة موبايل وائل رن فتعجل بالخروج وأثناء خروجه نادى عليه والده وطلب منه إلقاء بقايا سجاير. فقام بذلك وهو متضرر.

وائل: أنا مش عارف لزمتها ايه البتاعه المقرفه دي
والده: والله يا بني ما ليها أى لزمة بس نعمل ايه بقى!
وائل: أنا صحابي برضو بيدخنوا مش عارف ليه
والده: أوعى يا وائل تعمل زيهم.. ربنا يكفيك شرها يابني
وائل: طيب ما تحاول تبطلها يا بابا
والده: ربنا يسهل يا وائل بس المشكلة إني اتعودت عليها.. سيبها على ربنا

Cut
.......
مشهد 5- نهار / داخلي
________________
يجلس كريم مع والده يشاهد برنامجًا دينيًا في انتظار ميعاد درسه الخصوصي وكانت حلقة البرنامج تتحدث عن التوبة. فيأتي اتصال إلى الشيخ مقدم البرنامج.
المتصل: يا شيخنا أنا دلوقتي كنت والعياذ بالله زاني بس توبت والحمد لله بس حاسس إن ربنا مش هيسامحني
الشيخ: أهم حاجه إنك تعقد النية وتندم على كل شيء عملته وتأكد إن الله غفور رحيم
ينظر كريم لوالده ويقول: بابا هو إيه زاني دي؟
والده: لما تكبر هتعرف يا حبيبي.
يزيد فضول كريم وعندما يأتى معاد الدرس يذهب ويلتقي بأصحابه ويتوجه بالسؤال إلى أقرب صديق له
كريم: بقولك إيه يا أحمد انت عارف يعني إيه زاني
أحمد: أهاااااااا أيوه يا بني, هو انت متعرفش؟.. أنا هقولك

Cut
.......

إيه رأيكوا في الحاجات دي.. حاجات زي الفل.. (كدب وتناقض وازدواجية وبلاوي) كفيلة أنها تودي أطفالنا وأولادنا في ستين داهية. ممكن تكون مسألة نسبية بتختلف من بيت لبيت ومن أسرة لأسرة ومن ثقافة لثقافة.. لكنها بتحصل وبنسبة كبيرة جدًا جدًا جدًا في مجتمعنا.
المزيد

حدث بالفعل

فـي الـمـتـرو.. فـي عـربـة الـسـيـدات.. عـ الـصـبـح:

* سيدة: يادي النيلة، ابتدينا.
* سيدة: خشـّي جوّه شوية.
* سيدة: جوّه فين؟ ما انتي شايفة.
* سيدة: نساع بعض،، نساع بعض.
* سيدة: عربية الستات دي لعنة.
* بنت مبتسمة وبتغمز لصديقة: ليه يا طنط؟
* تجيب: الستات ما بتستحملش بعض!
* سيدة من بعيد: ضهري ضهري حاسبي! وبعدين أدامي ناس.
* البنت المبتسمة لصديقتها: يعني العربيات التانية اللي بتسحمل بعض؟
أروح عند الرجالة مثلا، هيقولولي: اسندي يا بنتي على كتفي.. ريـّحي ريـّحي!! (تضحكان)
* سيدة مسنة بشوشة: يا جماعة مش كده، فيه امتحانات ثانوية عامة وجامعة... ربنا يوفّق الجميع.
* البنت المبتسمة لصديقتها: بصي أم أزرق دي مصرّة تدخل ازاي؟
* سيدة: يا بنتي مفيش مكان.. أنط أتشعلق على كتف اللي أدامي عشان ترتاحي؟
* سيدة مسنة بشوشة: يا ولاد ما هي اللي بتشتغل لو اتأخرت تاخد أجازة...
إنما اللي عندها لجنة امتحان تعمل إيه! نستحمل بعض، وربنا يوفق الجميع.
* سيدة: هو السواق مش مشغل التكييف ليه؟ تكييف ده ولا شفاط؟ فين المراوح؟ إلهي تفطس.
* البنت المبتسمة لصديقتها: تفتكري بعد الثورة، هيعملولنا مترو بتكييف؟
* صديقتها: آه بس هيبقى باتنين جنيه... بقولك، أنا خسّيت؟
* البنت المبتسمة لصديقتها: بعد السـّاونا اللي احنا فيها دي؟ آه.
* سيدة مسنة بشوشة: دلوقتي تفك في السيدة.. استحملوا يا ولاد.. ربنا يوفــّق الجميع.
* سيدة: هو الدم راح فين؟ الولية مقعدة ابنها جنبها، وأد أمها واقفين ومفيش إحساس!
* بائعة: حد عايز مناديل؟ حد عايز مناديل؟ بت يا دنيا، اتهدّي بأه ما تبقيش انتي والزمن عليا! حد عايز مناديل؟
* سيدة: نازلة اللي جاية؟
* فتاة: نازلة سعد.
* سيدة: طب عدّي ورايا.
* الفتاة: لأ
* سيدة منكوشة: زن زن زن زن، مش كفاية حر وزنقة، كمان بتزنــّي؟ صدّعتينا!
* سيدة: يا بنتي انزلي ياللا واقفة ليه؟
* بنت: حاضر، أما الباب يفتح، سبحان الله!
* سيدة مسنة بشوشة: بعد الثورة محدش يتدايق.
المزيد

محتاج كام مرة تموت؟

في العتمة بشوف الكذب بشكل أوضح..
أشعة الصمت اللي فوق البهرجة
بتعرّي حقيقة الزيف الفضفاضة
بتفضّح بسكوتها كلام شفاف متلّون
مَالي فراغ السطر بريحة عهر وقهر
العتمة دي نهر
بادئة من أول الحزن الساكن في سواد العين
بـ تحسس في طريقها
على البرق..
على الحرق..
على الخرق..
شايفة وبقوة..
جـارفة وفي نور الليل
تحت عبايتها المخمل
كل الأصوات الصفرا العالية عن حد المنطق..
حافرة بمخالب وقت..
وقت ومستقطع من وقت..
تشلّح أوراقك عن غُصنك غصب..

و تقولك :
محتاج كام مرة تموت علشان تفهم..؟
و بقيمة رعشة أحبالك من جوفك..؟
و بحركة خاصة أفكارك أو رفضك..؟
: انطق
محتاج كام مرة تموت.؟
محتاج كام مرة تضيع وفي عز النور..؟
محتاج كام مرة تتعرى و أدام الخلق علشان تعرف بأمانة؟
ايه معنى الصدق..؟
المزيد

التدوينة رقم 215 ....في صحة الغياب

المدونة وحشتني أوي
فيه نصوص كتير واقفة طابور ومستنية تتنشر، وكان المفروض إني أنشر واحد منهم النهاردة، بس أنا سبت كل النصوص اللي اتكتبت خلاص وقررت أكتب اللي بكتبه دلوقتي.

بقالي فترة طويلة غايبة عن المكان، الشهر اللي فات ده كان مليان أحداث وحواديت وحكايات ومشاكل وأفلام وسفر
ساعات بيبقى عندي رغبة إني أكتب كل حاجة زي ما حصلت بكل تفاصيلها التافهة اللي مش مهمة، وساعات بابقى عايزة أكتب الحاجات اللي مبينفعش تتقال خالص.

نفس طوييييل..
عايزة أحكي عن الممرات اللي بين الأبواب، لو الأبواب دي هي الأماكن اللي بنبقى فيها
واللي بتختلف كل شوية حسب تجربتنا وفهمنا فالممرات دي هي كواليس اللي بيحصل
والتفاصيل الصغيرة اللي بتحرك الممثلين من بعيد وعمر حد ما بيشوفها
زي مثلاً إنه حد بقالك كتيير ما تعرفش عنه حاجة
وتقريبا كدة بطلت تبقى صاحبه
بعد ما اكتشفت إنه رخم بزيادة وسيبته يخرج من دايرتك ببساطة
الحد ده يتصل بيك في توقيت صعب أوي
علشان يقولك اثبت ومتخافش من حاجة أنا مصدقك ومعاك

أو إنك تكون بتترعش من البرد في الصيف
وبترجع كل اللي جواك ع الأرض ونفسك تنام نص ساعة قبل الصبح التقيل أوي عليك ماييجي
ومتعرفش تكلم مين أو تعمل إيه فتتصل بحد مش قريب منك وعدد المرات اللي شفته فيها محدود
والغريب إنك تلاقيه بيعاملك بدفا شديد وبيتكلم معاك بحب وبيحايلك علشان تنام وتصحى تاني يوم كويس

زي ما فيه ناس برقت جامد أوي.. فيه ناس انطفت واتكرمش السوليفان الأصفر اللي كان محسسني إنهم دهب، واكتشفت إنهم كويسين بردو بس لنفسهم، ساعة الجد الحسابات بتبقى أهم حاجة هاخسر إيه وهاكسب إيه .... بس كدة. المسألة بسيطة وعلى أساسها الخريطة بتاعة الدنيا كلها بتترسم.

بيقولوا في السفر سبع فوايد غالباً أنا مش عارفاهم، بس عارفة إني طول عمري بكره السفر وبخاف منه بس لما الفرصة بتجيلنا علشان نعمل الحاجات اللي طول عمرنا بنخاف منها فده معناه إنه الحياة هتبتدي تنور، أو على الأقل أنا بحب أشوف المعنى ورا حاجات ملهاش أي معنى على الإطلاق.

فرنسا باردة أوي.. الخيال عن باريس أحلى من باريس، الناس بتتدايق لما أقول الكلام ده .. وبعدين تبتدي تعليقات من عينة إيش فهمك إنتي، أو يدي الحلق للي بلا ودان، أو إنتي أساساً الكام يوم اللي رحتيهم دول ميتحسبوش

المهم بردو إنها باردة.. بس مراياتها كلها بتلمع وبتعكس جمال غير عادي
أنا رحت باريس، بس هناك حبيت نفسي ومحبتش باريس، الحمام اللي مكنش بيخاف مني وبيتمشى جنبي ع الأرض ببساطة أنا كمان مكنتش بخاف منه لما يطير لأنه مكانش بيطير مفزوع كان بيطير وقت ماهو عايز ببساطة. الورد هناك أشكال وألوان شكله حلو أوي بس مالوش ريحة

باريس مش رومانسية خالص ... كانوا بيضحكوا عليَّ ويقولو كدة. القاهرة بكل زحمتها ومواصلاتها وقرفها دافية أكتر منها ميت مرة
ممكن بردو باريس تطلع أجدع ناس وأطلع أنا البنت اللي مبتحبش السفر، واتخضت لما لقت نفسها لوحدها وسط ناس مابيتكلموش انجليزي ورافضين يقفوا يسمعوها. الغريب إني محستش أبداً إني أول مرة أزور باريس دايماً عندي إحساس بالألفة منين مش عارفة
وبرغم إني كنت مستعجلة أوي في الآخر وعايزة أروح بس عندي يقين ما إني راجعة هناك تاني لأسباب مش مفهومة. بس هو أنا أصلاً كنت رحت أولاني لأسباب مفهومة ؟

هناك في البلاد البعيدة قدامك حل من اتنين يا تنسى كل حاجة وتقعد تتفرج، يا تندمج وتستحمل اللي يجرالك

لقيت إجابات.. تصوروا.. لقيت إجابات بقالي زمن بلف حواليها ومش شايفاها. يعني إيه أبقى خارجة من القاهرة هلكانة من التعب ومهزومة ووحيدة أوصل باريس بنوتة جميلة موت كل الناس بتعاكسها في الشارع. وكل الحاجات بتقلها قد إيه هي مدهشة وخاصة وقدامها ملايين الفرص وحياة واسعة وجميلة ؟ يعني إيه 4 ساعات في الطيارة يعملوا الفرق ده ؟ باريس مش سهلة بردو وليها كرامات
معرفش أنا انبسطت هناك ولا لأ بس عارفة إني مرجعتش نفس البنت فيه حاجات جوايا نورت وحاجات تانية اتدغدغت
باريس واقعية بطريقة مؤلمة، الناس في المترو تُعسا، وفي الشارع مستعجلين، وفي البيت بيسربوا الوقت علشان بكرة ييجي وخلاص.
باريس اللي ماأخدتش وقت كفاية علشان أقرب منها طلعت أي كلام عادي، هي باريس لوحدها اللي طلعت أي كلام يعني وشوية شعارات خايبة وبس.
الخذلان.. أكتر كلمة بتعبر عن الممر اللي أنا فيه دلوقتي اسمها الخذلان.

عايزة أكتب كلام ألطف من الكلام ده عن الكتب الجميلة اللي رجعت بيها من هناك، أو عن الغروب الملهم من شباك الطيارة.. بس حاسة إنه مش وقته الجمال على مسافة، لسة محتاج وقت علشان يستوي ويقدر يخرج بطريقته في الوقت اللي يناسبه
بس دا ميمنعش إنه الحياة بتنور.. ولسة هتنور كمان.
المزيد

تسول

هنا في مصر التسول حرفة تمارس بشكل يومي، فتجد للمتسول منطقة بعينها يعمل بها لا يفارقها، وله خطاب يومي يؤديه يكسب بواسطته المال، فهو أو هي "بيجروا على كوم لحم".."جوزي عيان وبيغسل".. وملايين الأعذار.. وأحيانًا يأخذ التسول أشكالًا أخرى كبيع أكياس المناديل، تنظيف زجاج السيارات وغيرها.. وهو حين يؤدي خطابه يؤديه برتابة كما قد يفعل موظف حكومي يملي عليك ما تحتاجه من خطوات لإنهاء مصلحة ما تخصك، والمتسول في وطننا لا يحتاج للبحث عن عمل، فلم يعمل إذا كان يحصل على أكثر مما قد يجنيه إن عمل.

قصت عليَ صديقتي العزيزة أن المتسول بجانب صيدلية عملها قام بتجميد مبلغ و قدره 80 جنيهًا يومها، وهكذا بحسبة بسيطة وجدنا أن ما قد يجنيه في الشهر قد يصل إلى 2400 جنيه.!

التسول في الخارج يأخذ شكلًا مختلفًا تمامًا، شاهدوا معي هذا المقطع من فيلم "Mr Bean's Holiday"
هل رأيتم كيف تسول مستر بينز؟.. هو استخدم السيناريو الذي يؤديه ببراعة المتسولين لدينا، يبدو أنه أداه كفصل مسرحي، وهو لم يجني المال إلا بعد أن بذل جهدًا حقيقيًا، فهو حاول الرقص على أكثر من أغنية، لكن هذا لم يجذب انتباه أحد. فقط حينما استغل الأغنية الأوبرالية ووظفها ووظف الصبي معه في الأداء.. حينها وفقط جنى المال.. الموهبة والابتكار لديهم يجنى المال.!

لماذا إذن لا نجد لدينا أمرًا مماثلًا؟
لأن المتسول لن يشغل باله بما قد يبرع فيه طالما تعطيه المال دون مجهود يذكر.. ولأن حتى الجامعيين وبعض المثقفين لا يعرفون ماهم موهوبون به.. وما يمكنهم ابتكاره، لأن نظام التعليم لدينا لم يدعم يومًا الموهبة والابتكار.. ولأن بطبيعة الحال المبتكر منبوذ.. ليس لشيء سوى ثقافتنا المعادية للتغيير.. وفي النهاية تظل كل حياتنا تسول.!
المزيد

توكل

في الصباح الباكر.. ينثر أشياءه الصغيرة على الأرض
ثم ينثر عليها بعض الماء (بعد أن يلقن الماء بعض التعاويذ)
ويعود لمنزله.. منتظرًا المعجزة!
بعد أيام.. تخرج الحياة من باطن الأرض!



المزيد

من أرشيف الذاكرة.. يوم وصلت معبر إيرز


ليس ما أكتب عنه حادثة قريبة، ولا ذكرى سعيدة، ولا أدري لمَ لم أكتب عنها في وقتها؟! هكذا أنا ألجأ للصمت كثيرا، أدون مع نفسي خواطر، تبقى في قلبي، أقلبها أياما وشهورا، تُنبت بداخلي معاني جديدة أرى بها العالم بشكل جديد في كل مرة. والحقيقة أنني أجهل بالتحديد ما يدفعني الآن للكتابة في هذا الموضوع، لكن كل ما أعرفه هو أن ثمة رغبة عارمة بداخلي للكتابة، فاستمعوا لي إن شئتم وشاركوني.
قبل ما يزيد عن عام، دق جرس هاتفي، نظرت لشاشته لأجد المتصل رقما خاصا، أجبت فإذا بها موظفة من القنصلية الأمريكية في القدس، تخبرني أنه وأخيرا سيتم تجديد جواز سفري الذي كدت أنسى أين أحتفظ به، وتطلب مني الحضور بعد أسبوع إلى معبر إيرز لإنهاء الإجراءات هناك. شكرتها، وأغلقت الهاتف، ولم أفكر مطلقا في أمر الجواز وإجراءاته، بل رحت أسرح بخيالي نحو معبر إيرز، أقصى نقطة شمالية تربط قطاع غزة بإسرائيل. فأنا لم أصل يوما إلى ذلك الحد الأقصى، كل ما أعرفه عن فلسطين التي عشت فيها منذ طفولتي هو قطاع غزة، ذلك الشريط الضيق الملقى على ساحل البحر الأبيض المتوسط بطول يصل إلى أربعين كليومتر، وبعرض عشرة فقط.
عندما كنا صغارا، كانت المدرسة تأخذنا رحلة كل عام تجوب قطاع غزة من شماله حتى جنوبه، أبعد رحلة يمكن لأي باص أن ينجزها، هكذا كنا نظن، حتى إذا انتهت الرحلة قبيل المغرب عدنا متعبين إلى بيوتنا فقد وصلنا إلى الحدود! هذا كل ما أعرفه من فلسطين 360 كم مربع لا أكثر.
لم أر يوما القدس، ولا الجليل بالطبع، ولا حتى رام الله أو الخليل، تلك المدن أبعد من القارة الأمريكية، وكل بلاد العالم. أذكر ذات مرة عندما كان والدي يصطحبنا بالسيارة ما بين مدينتي غزة وخانيونس حيث نزور أقاربي، أننا مررنا بوادي غزة، سألت والدي يومها عنه، فأخبرني أن المياه كانت تصب من جبال الخليل في هذا الوادي قديما، تخيلت حينها أن مدينة الخليل قريبة جدا، وشعرت لأول مرة أن قطاع غزة مرتبط بباقي فلسطين، ورحت أتخيل تلك الجبال والمياه كيف كانت تنساب، أتشبه الجنة التي سنذهب إليها بعد أن تنتهي حياتنا أم أجمل منها؟ ويوقف خيالي ذلك الجندي الإسرائيلي المرابط على الحاجز يفحص هوية أبي وأمي، ثم يبتسم لي ويعرض عليّ بعض الحلوى، فأصاب أنا بالتشوش، هل آخذ الحلوى؟ هل أبادله بابتسامة؟ فأتذكر فورا تعليمات أمي بأن لا آخذ أي شيء من الغرباء، فأرد شكرا، فيبتسم ذلك الجندي مرة أخرى، سامحا لوالدي بمواصلة الطريق. يا إلهي هل سأرى جنودا إسرائيليين مرة أخرى عندما أصل معبر إيرز؟
ووصلت إلى الجانب الفلسطيني من المعبر، عفوا هناك جانبان فلسطينيان، الأول يتبع للحكومة الفلسطينية في غزة، وهو خارجي، أما النقطة الأخرى فتديرها السلطة الفلسطينية التابعة لرام الله، هناك سمعت لأول مرة ومنذ وقت بعيد موظفين فلسطينيين يتحدثون العبرية عبر الماخشير -أي الجهاز اللاسلكي-، لينسقوا دخول الأفراد مع الجانب الإسرائيلي.
حتى تلك اللحظة لم أكن أرى أي ملمح غير فلسطيني، كان أمامي ممر طويل جدا ومغلق، قالوا بأنه يؤدي إلى الجانب الإسرائيلي، وأن علينا أن نمشي في هذا الممر ما يقارب خمس عشرة دقيقة، حتى نصل إلى الصالة الإسرائيلية، ووصلت هناك. لتبدأ إجراءات التفتيش، والتي كان يقوم بها شخص تبدو عليه بوضوح الملامح العربية، ويتحدث باللهجة الفلسطينية الخالصة، ولم أدر حقيقة هل هو من عرب الداخل أم من القطاع، لكنه على الأغلب من عرب إسرائيل، وأنا أقصد تلك الكلمة بمعناها المجرد. وضعنا كل شيء بحوزتنا في الصندوق، ودخلنا فردا فردا جهاز التفتيش الإشعاعي للأفراد، لم يكن ذلك الرجل العربي الملامح هو الذي يتحكم في هذا الجهاز، لقد كانت تتحكم به مجندة إسرائيلية لم نكن نراها ولكن نسمع صوتها وهي تعطي تعليماتها للرجل بالعبرية من خلف الشبابيك الزجاجية المغلقة في الطابق العلوي المكشوف على الصالة التي نقف بها، كل ذلك كان متوقعا وطبيعيا بالنسبة لي، صحيح أنه كان مستفزا لكن ما أثار حنقي، ذلك المشهد عندما جاء دور طفل لم يبلغ الرابعة من عمره، لدخول جهاز التفتيش، وهو أشبه بغرفة صغيرة دائرية يلفها زجاج شفاف، يقف فيها الشخص مباعدا بين رجليه ورافعا يديه، يلف الجهاز لفة سريعة، تأخذ صورة إشعاعية تصدر صوتا يخيف فتى صغيرا هكذا.
تردد الطفل قبل الدخول، دفعته أمه مشجعة، وقف تلك الوقفة، أصدر الجهاز صوته، فارتج الطفل، أوقف الجهاز، ظن الطفل أن المهمة انتهت، لكنه عاد بأمر من المجندة الكرة من جديد. كدت أبكي على هذا الطفل، الذي لم يكن يخفي بكل تأكيد أي شيء تحت ملابسه التي كانت ترتعش من الخوف.!
يا إلهي، كل الذكريات القديمة عادت لمخيلتي، ذكريات الجنود الإسرائيليين وهم يدقون باب بيتنا بعنف الساعة الثانية فجرا ونحن نيام، صائحين: "افتخ باب!" وصورة الجنود وهم يدخلون غرفة النوم بأحذيتهم المتسخة، فأمسك بصدري أخشى أن يتمزق من تسارع نبضات قلبي، فيتسلل لقلبي صوت جندي وهو يقرأ كل مساء سورة ياسين مكررا آية: ”وجعلنا من بين أيديهم سدًا ومن خلفهم سدًا فأغشيناهم فهم لا يبصرون” عشرات المرات، فأهدأ قليلا، ثم يخرج الجنود، لينتقلوا إلى بيت جارنا، نسمع أصواتهم وهم يدخلون المطبخ، يعيثون به فسادا، ثم يخرجون، فيُحدثني جارنا صباحا عندما أذهب لأشتري من دكانته عن ما صنعه الجنود ليلا، ويسألني ماذا صنعوا في بيتنا.!
كل الذكريات تزاحمت في عقلي وأنا أسمع صوت تلك المجندة وأرى هذا الطفل الذي لم يرى الجنود الإسرائيليين من قبل عيانا، أشفق عليه وعلى نفسي. حتى إذا ما انتهينا من إجراءات التفتيش، انتقلنا لصالة أخرى، لبدء إجراءات تجديد الجواز حيث يتواجد وفد من السفارة، يتعاملون معنا بمنتهى الإنسانية والحضارة والرقي، الحمد لله، الآن أصبحنا أجانب، بعد أن كنا قبل دقائق فقط فلسطينيين إرهابيين. ما هذا التناقض الذي أعيشه؟! وجلست بصمت أنتظر دوري لبدء الإجراءات وأنا أرمق ذلك الشاب الإسرائيلي، الذي يلبس ملابس مدنية، حاملا على كتفه سلاحه، ويمشي بلا مبالاة أمامنا يتحدث إلى زملائه، ويراقبنا من بعيد، فيستفزني لأسأله: من أي بلاد الله أتيت أيها الشاب الأشقر؟ وكم تظن أنك ستمكث هنا؟ وهل تفكر في أن تهاجر من إسرائيل أم تعجبك الحياة؟ ألا تخشى على نفسك وأنت تعمل في معبر إيرز بالقرب من قطاع غزة، لماذا تخاف مني أنا لست فلسطينية الآن؟! ولماذا خلعت لباسك العسكري؟ لم تحمل سلاحا وأنت تلبس لباسا مدنيا؟ أليس هذا مخالفا للقوانين عندكم؟ فيقطع حديثي مع نفسي صوت الموظفة من السفارة تخبرني بأن دوري قد حان، أنهيت الاجراءات عائدة إلى الجانب الفلسطيني عبر ذلك الممر الطويل، لأجد زوجي في انتظاري، فيسألني عن الحال، فأجيب: علاء، أود الصراخ عاليا أرجوك..!
المزيد

الدبوس هو الحل

ظاهرة التحرش الجنسي زادت وانتشرت لحد إنها مابقتش ظاهرة ولا حاجة، دي بقت طبيعة وشيء عادي في شوارعنا، بنت ماشية يعني هتتعاكس، في المواصلات يبقى هغلس عليها وأحاول ألمسها.. وهكذا.. في الأول اسمحيلي يا حواء يا حبيبتي أعرفك ع الواد المعفن الزبالة اللي بيتحرش ده، وهو بالمناسبة مش دايمًا ولد.. كتير بيكون حد كبير، حد كبير مش راجل كبير لإن المتحرش مش راجل أساسًا!، اللي بيتحرش ده بقى ياستي لا بيهمه شكلك أو لبسك أو سنك أو حتى حالتك أو المكان والزمان اللي انتو فيه، يعني ممكن جداً تكوني منقبة أو محجبة أو حتى حامل ويتحرش بيكي، ممكن كمان في عز الضهر في شهر رمضان يتحرش بيكي برضه، ماهو مش بني آدم بقى
المتحرش ده ممكن جدًا تلاقيه في الشارع، أو في المواصلات أو حتى في الشغل أو مدرستك أو كليتك أو الصيدلية أو عند البقال، اختصارًا بيتلاقى فى كل مكان وممكن يتحرش بيكي فى أي مكان من دول ولو بلعتي لسانك تبقى هتفضلي طول عمرك تفتكري اللي حصل وإنتي قلبك بيتعصر من جواكي على إمتهان جسدك بالشكل ده
أما بقى بالنوسبة للبعض اللي يقولك ماهي تستاهل لابسة ضيق ومحزق أقوله: المبادئ لا تجزأ يا حلاوة، إفرض هي لابسة وحش وعايزة تتعاكس زي ما بتقول ، وإفرض إن الشباب نفسه يتجوز ومش عارف ( مع إن الحديث الشريف بيقول من استعفف أعفه الله )، لا لا افرض كمان إنها متفقة مع الواد اللي بيتحرش بيها ده وعاجبها الوضع، هل ده مبرر إنك تشوف مشهد زي ده في الشارع وتسكت عليه تحت شعار: ماهي اللي عايزة كدة؟ ... من حق الشارع واللي في الشارع أنهم مايشوفوش مشاهد خارجة عن الآداب العامة، على الأقل اعتبره مشهد خارج يا سيدي وماينفعش نعديه، وإلا بقى هنكتب على ناصية كل شارع للكبار فقط!

نرجع لمرجوعنا يا عزيزتي حواء.. في طرق كتيرة لحماية نفسنا من التحرش
أولاً: عمرك في حياتك ما تركبي مواصلة وتقعدي جمب سواق أبدًا أبدًا أبدًا.
ثانيًا: لو ركبتي مواصلات دوري على مكان فيه بنات تقعدي جمبهم وخلي أوبشن القعدة جمب الولاد أوبشن غير مطروح على الساحة إلا فى الضرورة القصوى.
ثالثًا: زمانك بتقولي: أقعد في المواصلات؟!!! ده انتي متفائلة أوي، عارفة إنه صعب بس إياكي تركبي أتوبيس وتوقفي خصوصًا لو كنتي راكبة لوحدك لأن ماحدش من الذكور اللي قاعدين ع الكراسي عنده شوية دم عشان يقوملك وتقعدي إنتي، فريحي نفسك من الأول وماتركبيش
رابعًا: حصل وتم التحرش، ماتسكتيش يابت إنتي، صوتك ده يجلجل ويملا فراغات الكون ويخبط فى دماغ هذا الكائن المتعفن، إشتميه، لو تاكسي إفتحي باب التاكسي وهدديه إنك هترمي نفسك لو ماوقفش، لو ماوقفش ارمي نفسك من العربية، أنا عندي أموت أشرفلي من إنى أعيش بدون كرامة .. لو وقف إنتى ومزاجك بقى يا تبصقي في وشه يا تشتميه، إتس أب تو يو يا ولية.
خامسًا: فى أفكار لصاعق كهربا ولرشاش سيلف ديفينس وأنا صراحة مش بفضلهم، لأن مثلًا همشي بصاعق إزاي وأنا معايا طفل؟! مش هينفع، وبعدين السلف ديفينس ده ماعرفش بيجيبوه منين.. يعني مثلًا لو رحت للعطار وقولتله: إديني 2 كيلو سيلف دفينس لو سمحت واتوصى!.. هيرد يقولي إجري هلب يور سيلف بعيد عني يا ست إنتي

في حل تاني أبسط وأروق وأخبث بكتير، كتير مننا محجبات وطرحتهم متلغمة دبابيس، ولو مش محجبات يشيلوا دبابيس معاهم في الشنطة.. قرب منك، حاول يلمسك، هوووووووب تشوكيه بالدبوس، هتلاقيه إتشال وإتحط وبقى يصوت ومش لاقي اللي ينجده، وإنتي هتضحكي من كل قلبك بجد.
سادسًا: ليكن شعارك في الحياة ياللي إغتصبتوا بنات القُبة هنلسوعكوا برجل الكنبة.
المزيد

بدون اختصار

كثيرا ما تمنيت أن أعلم من المستقبل ما يرضي فضولي.. أن يمر يومي فى عرض سريع، أعرف فيه متى وكيف سوف ينتهي وماذا سيحدث في نهايته؟
تمنيت أيضا أن تكون اختياراتي هى مجموعة من الأوراق أكتب في كل واحدة منها ما أريد.. ثم أبعثرها وأختار واحدة وينتهى الموقف، وإن لم يصح ما اخترته يكفى أن أبعثرها مرة أخرى وأختار، وأظل هكذا أنتقي ما أحب وأغير ما لا يعجبني على أمل أن يغير فيما حدث أو يحدث.
إن الغموض الذي يغلف كل ما نعيشه وكل مانقرره ليس الا إنعاشا لمعنى الحياة، تخيل معى إذا كنت تغفو ليلا وأنت تعلم متى تستيقظ وأين تذهب ولماذا ستتأخر؟ كذلك إذا قررت فأخطأت.. وفورا رجعت عن قرارك لتمحو ما أخطأت به أو تغييره.!!
... ملل...!
هذا هو ما ستتوصل إليه بعد فترة غير قصيرة من الاستمتاع بهذه الحياة الرائعة التي تتحكم أنت فيها بكل شيء. إن رتابة الأحداث والأيام تجعلك دائما في حالة ترقب، ولذلك فهى بصورة أو بأخرى تعطى جوا من المرح والاختلاف، لا تحاول أن تغير فيه أو تتعجل بمعرفة ما تبقى منها، تمتع بها بدون اختصار للأوقات. ولا ترهق نفسك في اكتشاف ما سوف يتضح تلقائيا حتى وأن لم تبدِ اهتمامًا.


الكاتب:  نسمة حاتم المدوّنة: كلام والسلام
المزيد

عربية

خايف عليك
منك إليك
أنادي عليك
يجي هواك
أسمع نداك
أجري وراك
أشوف رؤياك
طيفك معاك
أطبطب عليه
يأخدني لسماك
أطير معاك
أكون وياك
أحضن هواك
تكون كلمات
تنثر حروف
رياح نسمات
أمطار عيون
تزغزغ صفاك
أرضك تقول
همس همسات
تفتح ثغور
نبت نبات
بسمة بسمات
ينور نورك
هلال محياك
يرسم رسمة
لوحة كاسية
ياسمينة طلة
شجرة راسية
تنطق تقول
أنا توووت
دود قز طالع نازل
يغزل يخطط
حرير
نسيج
يلمس لمسة
تكون فيضان
هدير إنسان
سما سموات
قمر يطل
شمس فل
نور أنوار
تغمض عينك
تفتح بشويش
تشوف ملامح
شكل مش واضح
سراب؟
خيال؟
حلم؟
بسمة تشدك
كف على خدك
الله
ده الحرير؟
ده النبات؟
ده انت؟
ليك حدود!
شكل موجود؟
أيون انا
حبيت أقول
"بحبك"


**************

نفسى أرد عليك لكن
انت أكيد عارف
أنا ماليش في نظم الحروف
وتوهج الكلمة
بس هاكون سعيدة
لو عرفت إني
بحس إنك نفسي
مجرد اسمك عبير وجزء من رسمي
ياااريت تعرف
إنك غالي عليا
وكفاية إنى قلت كده
لأنك عارف
إنى بنت حرة
عربية


الكاتب:  حسن محمد علي المدوّنة: شكل حياتك
المزيد

لا مكان

تتنامى إلى مسامعي أصوات أجراس الكنيسة القريبة في صباح ذلك اليوم الهادىء. الشوارع المنحدرة والصاعدة بطول المدينة، نظيفة تمامًا، البيوت القصيرة والصغيرة المتناثرة والمتلاصقة، تحفها حدائق صغيرة مرتبة، النوافذ المتعددة بستائرها الرقيقة وأحواض الزهور المنتشرة حولها، هبات هواء لطيفة تطيّر أوراق الأشجار الخضراء والصفراء والبنية المتناثرة على الأرض وتبعثرها من حولي، أطفال صغار بعيون ملونة وبشرة بيضاء وشعور شقراء يمشون في صف طويل فوق الرصيف المقابل متشابكي الأيدى بخطوات طفولية متأرجحة فى طريقهم إلى المدرسة، سيدات أنيقات يدفعن أمامهن عربات أطفالهن الصغار أثناء تمشيتهن الصباحية تحت أشعة الشمس. من حين لآخر يمر من تحتي راكبو الدراجات بخوذاتهم السوداء الضخمة وآخرون يمارسون طقوسهم الصباحية فى الركض بزيهم الرياضى الجذاب.
من داخل شرفتي أتابع المشهد بروتينية، يتصاعد بداخلي إحساس بالفراغ وثمة غصة في الحلق لا أقدر على ابتلاعها. تتضاءل أمامي الصورة تدريجيًا لتحل محلها صورة أخرى بشوارع صاخبة مزدحمة ووجوه سمراء ضاحكة وبيوت ساهرة لا تنام. من داخل شرفتي أخطو للداخل، أحكم إغلاقها وفرد الستائر جيدًا. أتناول حقيبة سفرى الكبيرة جدًا وأغادر.


الكاتب:  دينا خطاب المدوّنة: تناتيش

المزيد

الشوارعْ

حينَ استراحَ
فوق غصنِها الثمرْ
تعلَّمَتْ خطوطُها
كيفَ تميلُ
علَّمتْها
هذه الشوارعُ الصهيلَ
ثمَّ علَّمتْ
عيونَنَا استراقَها
وعلَّمت
قلوبَنا الحنينْ


الكاتب:  أحمد الحضري المدوّنة: برد
المزيد

كذبة بيضاء

أفرد سجادة الصلاة ولا أُصلي!

منذ فترة ولا أستطيع الصلاة، أجاهد للإقامة خمسة فروضٍ بسيطة وأنتهي مجهدة. لا أستطيع الصلاة لأجلكِ يا أمي.. هل تسامحينني؟. أعتدل وأدعو، اللهم ارحمها واغفر لها واغسلها بالماءِ والثلجِ والبرد. أدعو، اللهمّ نقِها من الخطايا كما يُنقى الثوبُ الأبيضُ من الدنسِ. فجأةً أنتبه، كما يُنقى الثوبُ الأبيضُ من الدنس!! يا الله،، هل تستمرُ في العطاءِ لنتعلم الفقد؟ وهل نحتاجُ كلّ هذا الفقد لندرك؟!
أذكُرُ كلّ شيءٍ، فجأةً، وبوضوح

" يا أمي إنّها كذبةٌ بيضاء"، وأضحك. لا تضحكُ أمي. تكُفُ عن القراءةِ وتخبرني بحدةٍ: " ليس هناك كذبةٌ بيضاء،، كلُّ الكذبِ أسود"، أمي بطبعها حادة، كعادتِها كانت تنزعجُ لأقلِ الأشياء وتثيرُ موجةً كبيرةً من التعليمات والتوجيهات. وكعادةِ الأطفال، لم نكن نهتم. حينها لم أفهم ولم أهتم. الآن أفهم، لا أذكُرُ متى تحديدا اعتدتُ الكذب، ولا أعرفُ متى تحديدا بدأت كل هذه البقع بالانتشارِ هكذا، ولا أيٌ منها يخصُ من. كذبةٌ صغيرة فوق كذبةٍ صغيرة والروح ما عادت تحتمل. أعرفُ فقط أنني لم أعد أملك نفس ممر الهواء الذي كُنت أملك، لدي الآن آخر أضيق وأقصر، آخر لا يتسعُ أبدا بما يكفي. يا رب.. أنا امتلئُ ببقعٍ سوداء كثيرةٍ، كثيرةٍ جدا. يا رب.. كما يُنقى الثوبُ الأبيضُ من الدنس. هل يُمكن؟

أستندُ إلى الحائطٍ وأضمُ الساقينِ إلى صدري، أستمرُ فى الدعاء لأمي، وأبدأ بأصغرٍ البقعِ، ربما.. ربما
أحاول.. يا رب.. كما يُنقى الثوبُ الأبيضُ من الدنس. تظلُ البقعةُ كما هي وأظلُ أنا كما أنا.. ممرُ هواءٍ لا يتسع.
أحاولُ ثانيةً.. يارب.. كما يُنقى الثوبُ الأبيضُ من الدنس...
يعلو الدعاءُ قليلاً
يرتقي
أحاول ثالثةً
رابعةً
خامسةً

يا صفاء الروحٍ.. هل تعودُ فأعود؟!


الكاتب:  منى سلامة المدوّنة: شوية ورق 
المزيد

قطار على باب الله

يشق صوته حالة السكون المسيطرة على لحظاتهم .. يفزعهم ، يخرسهم ، و ربما يزعجهم ! .. في البداية كانوا يظنون بأنه مجرد متسول ، و لكن مع قدومه في نفس الموعد تقريباً و إصغائهم لندائه اكتشفوا حقيقته .. فطريقته قد تبدو غريبة في البحث عن " أي شغلانة " على حد قوله و لكنها تظل الوسيلة الأفضل لجذب الانتباه .. فقد يوكله أحدهم مهمة تنظيف أسطح بعض العمارات أو المساعدة في نقل بعض أدوات البناء أو حتى لمجرد الحراسة و لو ليوم واحد ! .. يعرفون عنه ما يجب أن يعرفونه فقط كي تطمئن نفوسهم نحوه و لكنه لا يزال يخفي الكثير عنهم .. و ربما يخدعهم بمظهره الزائف !

يواري شعيراته الفضية أسفل المنديل الذي غطى به رأسه كي لا تعلن عن عجزه .. يمتص شهيقاً موجعاً يتحدى به ذلك الشيء الخفي الذي يشعر به و كأنه جاثم على قلبه فقط كي يطلق ندائه بصوت جهوري .. يسير محاولاً الاحتفاظ في ألم باستقامة ظهره و رأسه المرفوعة كجواد مريض بقيد مشدود ! .. يتجه ببصره إلى الطوابق العليا فيبدو وجهه في عناق خانق مع شمس الظهيرة .. إنها لا تعدو كونها محاولة استعراض قوة لم تعد تمت لجسده بصلة و هو على وشك أن يتخطى عقده السادس !

يومه الشاق انتهى مبكراً هذه المرة فقرر أن يذهب إليها و ينتظرها إلى أن تنهي عملها هي الأخرى .. يسير و قد نفض عن نفسه ثوب القوة المصطنعة ! .. أزاح المنديل من على رأسه فاستقبل الهواء من حوله كنسمات شتائية استمتع ببرودتها .. استسلم لتلك الصخرة الراقدة فوق قلبه و التي اعتاد على وجودها منذ سنوات طويلة .. ترك ظهره حر من دون قيد فأعلن عن ذلك العجز بانحناءه البسيط ! .. وحدها رأسه التي بقت مرفوعة فبدت في عينيه نظرات متابعة و تأمل و وداع لقرص الشمس الأحمر و هو يتهادي من خلف كل هذه الدنيا المبعثرة أمامه !

ذكره صوت القطار بحلمه أيام كان صغيراً .. كان القطار في عينيه هو ذلك الشيء المسحور الذي سوف يحقق له ما يريد ! .. كان ينتظره حتى يبدأ في التحرك ثم يأخذ في السير بجانبه .. كلما أسرعت عجلاته القوية أسرع هو في خطواته .. يسرع و يسرع ، يعدو و يعدو إلى أن يسبقه القطار و يغمره بتلك العاصفة الترابية التي يخلفها وراءه ! .. وقتها لم يكن يعلم سر تعلقه بذلك الشيء و تلك الهالة التي تحيط بهذه القطعة الحديدية الضخمة .. إلى أن تخطى سن العاشرة ! .. فضل حينها أن يتابعه من بعيد بجسد ساكن و عقل يبحر في أفكار شتى!. تأمله فسر له تصرفاته الانفعالية غير المفهومة و ربما أوحى له بهدفه ! .. كان يرغب في أن تكبر دنياه .. تزداد من حوله بتفاصيلها وبشرها وألوانها .. لا لم تكن حالة أشبه بالملل بقدر ما كانت حاجة أقرب إلى الثورة !

جلس على الرصيف المقابل للعقار الذي تعمل فيه ينتظر خروجها .. تحيط به تلك الأضواء التي تبدو و كأنها تتمايل من خلف النوافذ الزجاجية في حالة هي الأقرب للإغواء ! .. عطور الأزهار الخيالية التي تسكن وراءه في الحديقة .. همسات الأغصان التي تصل إلى أذنيه كتسابيح خاصة لا يسعه سوى أن يرددها معها ! .. لم يخرجه من هذا العالم سوى تلك السيارة التي وقفت أمامه ليمد له صاحبها يده و هي تحمل ورقة مالية واحدة و لكنها عالية القيمة .. نظر له في صمت فهو لم يكن يعلم ماذا يعني ذلك ؟! .. عندما تبين الأمر ابتسم و هو يربت على صدره بكفه في إشارة لرفضه المغلف بالرضا و الشكر!..

تطل من خلف البوابة الضخمة بعبائتها السوداء و حجابها الحريري البالي .. جاءته فرحة و هي تحمل في يدها " كيس " أسود صغير .. أخبرته أنه لن يأكل شيء مما تحمله – و هي أيضاً – إلا عندما يعودان إلى دارهما .. يسيران معاً دون أن يشعران بطاحونة الوقت البطيئة و خط طريقهما الطويل و آلام العجز القاسية إلى أن وصلا .. شيء أشبه ببيت قديم .. مصنوع من الطين .. شبه مكشوف .. ليس به سوى ذلك الغطاء الخشن الذي قد تلجأ إليه بعض الكلاب و القطط الضالة للنوم أو الدفء .. أحاديثهما لا تنتهي حتى و هما يأكلان .. يلقيان ببعض الفتات بالخارج كي تهنأ به تلك الحيوانات الهزيلة .. يتحدث و يبتسم و ربما يضحك لكنه لا يستطيع أن ينكر أنه خائف فهو يعلم بما سيحدث .. و قد حدث ! .. سرعان ما وجد الدماء تنفجر من فمها بغزارة بلون صارخ يقذف في نفسه الرعب .. تسيل حتى رقبتها فتختفي في ملابسها السوداء .. دوماً ما يقترن ليلهما أيضاً بالخوف و استدعاء الألم ! .. دائرة شقاء لا تنتهي طالما بقى في قلبيهما خفقان حتى و إن كان ضعيف ! .. يضع كفه على صدرها في رفق كعادته ثم يهمهم بتلك الآيات البسيطة ككل ما يعرفه و احتفظ به داخل قلبه .. علت ابتسامته بعدما توقفت الدماء و راحت هي تغمض عينيها في سلام .. رقد بجانبها و قد أمسك بيدها محاولاً طمأنة نفسه بدفء ضئيل لا يزال يسري في عروقها ! .. إنه لا يخاف الموت و لا يخشى الوحدة فإيمانه يحدثه بأنهما مثلما ولدا معاً .. سيرحلان أيضاً سوياً !


الكاتب:  نهى الماجد المدوّنة: ما بين السطور حواديت
المزيد

رسالة للأطفال

إلى أطفال ليبيا وسوريا وكل الأطفال الذين يعانون من بطش الطغاة

تلتحفون السماء
والبرد يجلدكم
ولا تجدون الدواء يسعفكم
أعلم أن الليل كحيل
وأن الطريق إلى النهار طويل
تتبعثرون
وفي الأزقة تصرخون
ويصرخ قلبي بالشجون
أما آن للأطيار أن تشدو
أما آن للأيام أن تصفو
أما آن للأحلام أن تحلو
أنا من دعوت الله بحق دموعكم
أنا من بكيت لأجل عيونكم
فلتعانقوا السماء فالخير آت
ولتدكوا أرض الباغي بقوة أقدامكم
ولتعلموا أن الخوف يعصف بقلوبهم
لا تصدقوا تفاهاتهم
ولا يصدكم عن الحق تخويفهم
سحقا لأقوالهم 
سحقا لباطل حكمهم


الكاتب:  نجلاء (روناء صبرى) المدوّنة: ورود لا تذبل 



المزيد

لو أردتِ

لمَ تدخلين عالمي؟
وكل ما فيه مهجور
كل ما فيه مكسور
كل ما فيه لم يعرف
يوما معنى للنور
هجرتني اشيائي
والشعر لدي مغرور
لو أردتِ اقتحامي
فاقرئي بين السطور
أنا لازلت لا أفقه
في الحب ما يدور
أحببت يوما ما
ودمرني الشعور
لو أردتِ الاجتهاد
فسأكون مسرورا
لو أردتِ الابتعاد
بكل سرور
لو أردتِ اختياري
اختباري
فأنا بلا قلب
بلا حب
وليس لدي حسابات
في تلك الأمور
علمينى لو أردتِ
سيري بالعالم حولي
واكسري معنى الفتور
اعطيني جنسيتي الأولى
جنسية الحب الملائكي
اهزمي اللحظات المجهولة
واجعلي الأحلام لأجلكِ
ستدخلين عالمي
ويعود له النور
ستصبحين حبيبتي
أميرتي
مدينتي
مدينة الشعور


الكاتب:  إسلام محمود مطر المدوّنة: حكاوينا
المزيد

امتداد

اليوم ممدود…
يا ترى إيه الجاي؟؟؟
أماني كتيرة متعلقة على جدار اليوم…
فيه أيام كده
وفيه أيام فاضية من الآمال…


الكاتب:  أمل إدريس المدوّنة: مفكرة
المزيد

في ذكرى خالد

 ضرب المنبه في الصباح بيقولي قوم اصحى
اليوم ده مش زي اللي راح الشمس أهيه بتحمى
فزيت وقومت دخلت واتوضيت
وخرجت جبت الحصيرة ووقفت وصليت
وسجدت للرحمن وقعدت أدعيله
اليوم ده ذكرى وفاته ودموعي فيها فرحة
قولت يارب ارحمه ودخله الجنة
ونزلت ع الكورنيش وفي إيدي شايل يافطة
كان السكوت علامتنا وكإننا في بيتنا
جايين نعزيكي يا مصر في ذكرى خالد
جايين نفكر اللي ناسي فضل خالد
جايين بأسمائنا نخلد اسم خالد
وندعي ع اللي قتله ونقرا ليه الفاتحة


الكاتب:  عبد الرحمن سامي المدوّنة: باب شارعنا 
المزيد

رسالة إليكَ قلمي

أحَاول أنْ أجمعَ شَتات قلمي 
وأعبر عن بعض ما أشعر به في داخِلي..
اٌريد فَقَط أنْ يَتَدفق الحِبر بِسلاسة,, وأرَى زُرقته تَغمر أوراقِي..
أشد عَـلى رَأسي لـ أَخفف بَعضًا من الألم الذَي يَجتَاحه..
لكَن لافائدة..!

بـَدأت أخَاف على قَلمِي..!!
مَاذا حَل بِه؟
هَل!! هل!! هل اُصِيب بالعُقم..!
اشتقت لحِبرك قَلمي,, اشَتقت لثَرثَراتِك ولـ آلامك ..

عُد إلي.. واُنْظر مَاذا حَل بِي..!
لقد اٌصِبت بالجَفاف والجَدب.. بَعد جَفافك..!

بَحثت فِي كُل المَكتبات.. هَل يُوجَد حِبر يُعادِل حِبَرك المفقود..!!
حِبرك الذَي لطَالما بَدَدَ عَليّ حُزنِي.. وعَاشَ مَعي لَحَظات فَرحِي..

أينَ هو الآن؟
أيَن أجده؟

فِي كُل مَكاَن.. اخَتفيت..!!

قَلمي!! هَل حَل بِك شَيء مَا؟
حَسد.. اَم تَعب.. أم أنه انتهى تاريخك..!!

وعَدتني يَوما.. أنكَ سَتكون لي نَبعًا لا يَجِف.. فَأيَنكَ اليوم؟
آنتهى حِبرك!! أم أصَابك جَدبٌ قَارس..!!

وأنا أكتب رِسَالِتي لَكـ.. أصِبت بدوار فِي رأسي..
فَلا يُمكنِني أن اكَتُب لكَ أكثر..

ولكن..!


الكاتب:  جميلة حمد  المدوّنة: faCe Of life
المزيد

تطفيش عروسة

«إنت فين يا حسن» هكذا سألتني أختي سلمى تليفونيا فقولت لها: «أنا عند أسامة صاحبي في حاجة ولا إيه؟!».. فقالت: «طب تعالى بسرعة عشان في مفاجأة في البيت أو ممكن تقول مصيبة مش عارفين نتصرف فيها».. فقولت لها: «إيه مصيبة!! مصيبة إيه؟ فيه إيه يابنتى».. قالت وهي تضحك: «يعم ما تقلقش.. تعالى بس بسرعة وإنت تفهم بس قبل ما تدخل البيت إديلي رنة عشان أفتحلك الباب وأفهمك»..

وبسرعة البرق ذهبت إلى البيت منزعجا وأبحث في عقلي عن ماهية تلك المفاجأة التي تندرج تحت بند المصيبة.. وعند إقترابي من باب البيت رنيت على سلمى ففتحت ليا الباب وقولت لها هامسا: «ها فيه إيه؟».. فقالت: «ما تتخضش أوي كدة ياسيدي هي حاجة نكتة الصراحة».. قولت: «نعم!! نكتة إيه إن شاء الله».. فقالت «وإحنا قاعدين في أمان الله أنا وماما.. لقينا جرس الباب بيرن.. مين يا سيدي».. قاطعتها: «ها إخلصي».. تابعت: «رانيا جارتنا هي ومامتها».. تساءلتُ: «طب ماشي يعني أنا مالي.. هما أول مرة يعني ييجوا عندنا».. فقالت: «يعم صبرا شوية.. إنت إيه».. قلتُ: «طب كملي يالِمْضَة».. قالت: «المهم يا سيدي بعد السلامات والتحيات والبوس والمدح في صفات وأخلاق وجدعنة وجمال الموقرة بنت الحسب والنسب رانيا والكلام اللي مالوش لازمة لمدة ساعة عرفنا هما جايين ليه».. «أيون لييييه؟؟» هكذا سألتُ.. قالت: «بيقولوا إنهم سمعوا إن سارة ومامتها طلبوا إيدك فَهمّا بيقولوا إحنا أولى»..
بضحكة سخرية قلتُ: «وهما أولى ليه بأه إن شاء الله».. أجابت سلمى: «والله حضرتك إحنا إستعجبنا كده بالظبط وسألنا نفس السؤال ده برده.. فقالت مش إحنا قرينا فاتحة رانيا وحسن وهما صغيرين وبعدين إحنا جيران والجار أولى بالشُفعة».. فاستطردتُ: «وأنا بأه الشُفعة.. ياحلاوة ياولاد».. ردت سلمى: «مظبوط كدة».. قلتُ: «طب بقولِك إيه هما عارفين إن أنا جاي؟».. قالت: «إيه النباهة دي وكنت يعني هاقولك ماتدخلش إلا أما أكلمك».. قلت: «طب كويس أنا هاخلع أنا بأه.. ولو ماما سألتك قوليلها مش بيرد ع التليفون».. قالت لى: «لأ ما ينفعش أصلي ماما هي اللي خلتني أكلمك وقالت ماحدش هايعرف يتصرف معاهم إلا حسن».. قلت: «ممممم طب خلاص إستعنا ع الشقا بالله.. بقولك إيه فيه مانجة في التلاجة؟».. قالت: «أساسي يا بني.. ماما عاملة حسابها تحسبا لأى عريس ليا أو عروسة ليك..هههههههه».. قلت: «طب ظبطي الأمور في المطبخ على ما أغير هدومي وأجيلك.. بس حاولي تكون الكوبايات مش نضيفة أوي ما يستاهلوش أصلاً».. ودخلت إلى غرفتى وأخذت أبحث عن حيلة أُطفش بها رانيا وأمها إلى أن وجدتها..
فقد قررت أن ألبس شورت وفانلة كت كنوع من الإستهزاء وذهبت إلى المطبخ وقلت لسلمى: «البضاعة جاهزة ياتوكتوك».. فقالت: «كله في السلانكتيه ياشَنكلة».. فقلت: «بقولك ايه ياد يا توكتوك.. ما ألاقيش عندك صرصار كده جدع وابن حلال وبشنبات طويلة».. فقالت: «أدعبسْلَك في التلاجة يا معلمى».. فقلت: «إذا فلتقفش لنا واحدا إبن حلال ومجدعة وبيخدم».. «أوامرك ياشنكلة» هكذا قالت سلمى الشهيرة بتوكتوك.. وبعد أن إنتهينا من التجهيزات قلت لتوكتوك «يالا هاتي العصير ورايا وتعالي».. فقالت: «لأ ما يصحش يا شنكلة لازم إنت اللي تدخل عليهم بالعصير.. سِلْو أهل الكار بيقول كده».. فقلت: «عندك حق ياد ياتوكتوك إحنا ولاد بلد وبنفهموا في الأصول بردك».. وحملت العصير ودخلت عليهم وقلت: «مساء الخير.. إزيك يا مدام سلوى؟».. فردت قائلة: «الله يسلمك ياعريس بنتي.. و لو إني زعلانة منك».. فنظرت إلى رانيا وقلت بصوت يحمل كما هائلاً من الغلاسة: «زعلانة منى أنا يا طنط..؟ خير إن شاء الله.. إوعي يكون عشان لسه ما سلمتش على رانيا.. سوري إزيك يا رانيا أخبارك إيه؟».. فقالت رانيا بكل برود: «مِي.. فاين الحمدلله».. فقلت: «أهو شوفتي ياطنط.. مش محتاجة زعل ولا حاجة.. هي على طول كده فاين.. يعنى فيه تحسن ومش هانفقد الأمل إن شاء الله».. فقالت طنط سلوى وهى (تلوى بؤها.. الظاهر زعلانة من حاجة الله أعلم): «هي عروستنا مش عاجباك ولا إيه يابشمهندس؟!».. فقلت: «أنا.!!. مش عجباني.؟؟. حد يقدر يقول كده.. ده رانيا زينة البنات.. هو حد يطول».. قالت: «وماتطولش ليه يابشمهندس؟.. هو يعنى إنت طولت لحد سارة اللي ساكنة في حي تاني خالص.. وما طولتش الدور اللي فوقيكم».. فشعرت بغيوم من الرخامة تحلق في جو الحجرة فنظرتُ إلى سلمى وأومأت برأسي لها حيث الإشارة المتفق عليها فقالت: «إلحق يا حسن في حاجة بتتحرك في جيبك».. فقمت من مكاني منزعجا وأخرجت الصرصار من جيبي وقلتُ: «إيه ده.!!. إيه القرف ده!!».. ثم ألقيته على رانيا والتي صرخت بأعلى صوتها وقفزت من مكانها وإستنجدت بيد أمها قائلة: «ياماما ياماما.. إلحقينى ياماماااا.. إبعديه عني».. وتولت توكتوك الشهيرة بسلمى عملية إبعاد الصرصار الجدع الله يستره عنها والذي هرب بدوره إلى المكان المتعارف عليه بعد إتمام مثل هذه المهمات وهو البلكونة.. ثم أخذت رانيا تشاهد برعب شديد عملية هروب البيه الصرصار، وبعد أن تأكدت من هروبه نظرت إلى بعين الإنتقام فوجدتني أبتسم مما جرى لها فقالت بغضبٍ شديد: «إنت أصلا قليل الذوق.. وأنا عارفة إنك قاصد ترمي الصرصار عليا عشان إنت عارف إني بخاف من الصراصير».. فنظرتُ بغضب إلى طنط سلوى وقلت لها: «أهو هو ده مربط الفرس ياطنط.. ترضى إن بنتك تقل أدبها على جوزها وتشتمه؟!».. فقالت: «لأ بنتي ما تعملش كده أبدًا».. هنا تدخلت أمي متعجبة: «إزاى يا سلوى.. أمال هي عملت إيه دلوقتى؟!».. قالت طنط سلوى: «لأ ده هي بتتدلع على خطيبها».. وعند سماع كلمة خطيبها قفزت من مكاني قائلاً «وأنا بأه ما بحبش خطيبتي تتدلع عليا الدلع ده، ولو عملت كده هاكسرلها دماغها».. «يعنى إيه هاكسرلها دماغها.. إيه طريقة التلاتينيات بتاعتك ده» هكذا إعترضت رانيا.. فقولت لها: «يعني لو ما خدتيش أمك ومشيتي من هنا يا ست المودرن هدي أوامر للفرقة التانية صراصير شنبات تجري وراكي وما تخليش فيكي ولا حتة إنتي والمناديل الفاين بتاعتك اللي إنتي ماسكالي فيها دي».. هنا نظرت سلوى لأمي وقالت: «بتطردونا من بيتكم يا فاطمة.. مردودلكم ياختى إن شاء الله».. وجذبت يد إبنتها المحروسة رانيا قائلة: «يالله يا بنتي نمشي ولا تزعلي نفسك بكرة أجيبلك سيد سيده».. وخرجوا من البيت وقالت لهم أمى: «خطوة عزيزة يا سلوى».. مع إنني متأكد تماما أنها تقصد «خطوة منيلة بنيلة» لكن للأسف إنها طيبة أمى المعتادة.. وما إن إنغلق باب الشقة قالت لي تكتوك: «عفارم عليك يا شنكلة».. فقلت: «شوفت يا توكتوك قيمة الصراصير في بيتنا.. عشان لما أقولك تأكليهم وتراعيهم وتعتبريهم جزء من عائلتنا الموقرة تبقي تسمعي كلامي».. هنا أنطلقت أمي في الضحك وقالت: «الله يفضحكم يا بعدا.. دا انتو مصيبة».. فقولت أنا وتوكتوك في صوت واحد: «إحنا برده تربيتك يا معلمي»..
تمت


الكاتب:  محمد حجاز المدوّنة: مدونة محمد حجاز 



المزيد

أخضر

يصفني بـ (مرصد التفاصيل)
فأخبره أن هذا ليس جيدًا طول الوقت، الأمر يشبه نقاطًا تضيء في عقلك باستمرار، تشتتك كثيرًا، فتلتفت إلى المَنسي حد تناسي الواضح.

أحيانًا تنقلب الحياة معي إلى مشاهد فيلم، كذلك المشهد الذي تسير فيه السيارات ببطء الزحام في صفوف طويلة، وأنا في التاكسي أراقب طلابًا يعبرون الشارع، و أناسًا يركبون الميكروباصات، جنود الجيش يبدو عليهم الملل أمام بوابة الجامعة، ثم فجأة يبهت كل شيء حين تلتقط عيناي نبتة النعناع الأخضر بيد رجل في جانب الشارع، يحملها بأريحية.. وكأن الناس يحملون النعناع في أيديهم طوال الوقت.

لكن على أية حال، ما الذي سيتغيّر في العالم إن حمل رجل نبتة نعناع خضراء وسط زحام المدينة؟


الكاتب:  رنا أشرف المدوّنة: أكواني 
المزيد

بين ذراعيك ينبت لى جناحان

وحيدة أنا........ كنت
وحيد أنت....... كنت

خبأنا كل الفرح والأحلام والأمنيات في صندوق صدفي ودسسناه فى خزانه الماضى السحيق. فقد أصبحنا نخاف الفرح ونخاف الأحلام وننظر لهما بترقب لما سيحدث بعدهما.

وحيدة أنا في عالمى...... كنت
وحيد أنت في عالمك...... كنت

غريبان ما بين عالمينا المختلفين وكل منا على يقين بأن الآخر هناك فى مكان ما ينتظر, على طرفى الكرة الأرضية نقف, يحمل كل منا نصف كل شيء..... النصف حلم الذي ينتظر التتمة..... نصف الطرف الذى ينتظر ما تبقى ليكتمل........ نصف ونصف ونصف سيكتمل يوما ما بنصف آخر ولكنه لا يعلم متى سيأتى ومتى سيكتمل. أغمض عينى كل مساء لأراك ترفرف في الحلم بأجنحتك فى سمائي, تطل من شرفتى, تتسلل إلى حجرتى وتقبل جبينى وترحل. ليالٍ طويلة أنتظر المساء لأغمض عيني وأحلم بك, فنحن في الحلم معا, كل الأبواب مفتوحة لنا, أراك وتراني ولكنك كنت طيفًا رائعًا تسكن أحلامى, أهرب لك في خيالي كل مساء فأنت مجرد حلم وعندما كنت أستيقظ أزداد يقينًا بأنك ستأتي ذات صباح.

ستطرق بابي……. وتخبرني بأنك الذي ظل يسكن أحلامى لسنوات, وبأنى أنا التي كنت آتي كل مساء لغرفتك, وأقبل جبينك, وأترك تلك الاأقحوانة إلى جوارك وأرحل. وتستيقظ وأنت تستنشق عطري في غرفتك وتزداد يقينًا بأني هناك في مكان ما أنتظرك.

وأصبح الحلم اأحد طقوسي اليومية, بل هو الطقس الأهم الذي يُزيل عني تعب اليوم وإرهاق الحياة, فهناك ألقاك وهناك تلقاني.

وبعد الحلم ما عدت أنا وحيدة
ما عدت أنت وحيدًا

فقد كان يكفينا يقين بأننا في مكان ما وبأننا سنلتقي ذات صدفة في أرض ما. أمضينا معا كل الحلم وكل الجنون وألم الحنين ووجع الاشتياق, وأصبح الحلم قدري.
والانتظار قدرك
والجنون قدرنا

وبعد العديد من الليالي والكثير من الأحلام والأمنيات والابتهالات, في لحظة ما التقينا؛ أنثى أتعبها انتظار الحلم كل مساء, ورجل أتعبه رسم خيالات لها في أحلامه.

كنت أنت بعد خيال .... حقيقتى
وكنت أنا بعد الحلم حقيقتك

فعاد قلمي يشتاق الكلمات, وتشتاق الكلمات الأوراق, وتشتاق الأوراق قارئها وأنت قارئها.

وطرقت الباب ذات مساء, ففتحت لك كل أبوابي ونوافذي وبلهفة عمرى استقبلتك. وكانت تلك هي بداية عامي الجديد.... تلك هي الليلة التي سأقوم بكتابة كل التاريخ منتسبًا إليها فهناك ما بعدها وهناك ما قبلها, إنها ليله الميلاد..!
حيث أخذتنى بين ذراعيك, ورقصت معك رقصتى الأولى, ومنذ تلك الليلة وأصبح لي جناحان أحلق بهما فى سمائك.


الكاتب:  مها العباسي المدوّنة: لافندر
المزيد

رصيف نمرة خمسة والعالم زحام

-1-
" أنا هجيلك اسكندرية .. إحم .. مش باخد رأيك على فكرة، أنا جاية فعلاً .. هجيبلك معايا برقوق ، أنا كارماك أهو ! الكيلو بعشرين جنيه حضرتك و احنا ف آخرالشهر... هجيب نص كيلو،، هيكفينا، أحسن انت شكلك داخل على طمع... وهجيب اتنين فليك بس على الله ميسيحوش،، لو ساحوا كل واحد يبقى ياخد بتاعته وأما يروّح يحطها في التلاجة وياكلها بعدين... المهم نعمل الطقس بتاع تبادل الشيكولاتات ، ده مهم ...

أنا هجيلك اسكندرية ... أنا لازم أجيلك
هجيلك ! "

-2-
الانتظار على رصيف -5- في محطة مصر بصحبة علبة بلاستيك مليئة بالبرقوق كان ممتعا بفعل اللهفة، مرهقا بفعل الشمس الحارقة وتورم قدميها تبعا لانخفاض الضغط.. اختيار قطع الملابس التي توحي بحالة متخيّلة في بالها كان نوعا من الفانتازيا الصباحية التي جعلتها تضحك من قلبها أمام المرآة قبل أن تغادر البيت،، وتقول بصوتها العالي: " يا خبر اسوح ع الجنان !!".. إلا إن القطارات الصباحية لا تأتي في ميعادها أبدا.. قطار الساعة التاسعة يصل في التاسعة والثلث.. وهي هناك منذ الثامنة والنصف .. من بعد نصف ساعة أخرى من التسكع، لأنها لم تنم أصلاً..

يبتل قميصها في منطقة منتصف الصدر بفعل العرق فتبدأ في دفع قماشه جيئة و ذهابا، وتطلق زفيرا تحمّله آثار الحر على روح محاطة بالنور منذ البارحة، ولا تريد قتل فرحتها بشيء.. مقعدها في القطار يتشرب الشمس مثلما يتشرب قميصها العرق... تخبئ علبة البرقوق في القطعة التي يحيطها قليل من الظل في المقعد، وتفكر في أن البرقوق الساخن لن يفرحه كما تريد.. فتستمر في إطلاق زفراتها لتبتعد بهذه الهموم الصغيرة عن حيز المقعد، لأنها لو "استفردت" به، لقتلت كل شيء..

-3-
مغادرة رصيف -5- في محطة مصر بحذاء ملوث برمل سكندري وعلبة بلاستيك فارغة وملوثة بآثار أصابع غامقة تتفاوت في الحجم.. كان حدثا تاريخيا في حياة فتاة لا تفهم في هذا العالم الكبير شيئا محددا.. هي تعرف فقط أن نجاحها في إسعاد أحدهم يجعلها بخير.. وأن البرقوق قد يصبح لذيذا جدا،، حتى و إن كان ساخنا...


الكاتب:  ريهام سعيد المدوّنة: على بالي
المزيد

عالية قوي

أكتر حاجة باكرهها فيكي
إن ضحكتك لما بتطلع
عالية قوي
بتفاجئ العالم
زي شبكة واسعة بتترمي
على نهر ساكن
كل واحد حواليكي
بتتولد جواه لوحة مختلفة
بتبدأ تختار ألوانها
وتتجنب المساحات الفاضية
والزوايا الحادة
أكتر حاجة بيبقى نفسي فيها ساعتها
إني أنا بس اللي يسمع ضحكتك
ويوزعها
أنا اللي أختار لكل واحد لوحته
مش عايز ألوان كتير
أو ضوء مبالغ فيه
أو ورد أصفر
مش عايزه يمشي كمان شوية
واللوحة دي جواه
بيضيف لها من كلامه
ويعدل في شوية حاجات
شايف إنها مش شبهه قوي
لحد ما يبعد
وينسى
ويبص جواه فجأة
يلاقي اللوحة دي
يفتكر ضحكتك
اللي ضحكتيها ليه
هو لوحده


الكاتب:  مصطفى السيد سمير المدوّنة: سما زرقا وطيارات ملونة 
المزيد

الممكنات الممكنة

من الممكن – جدا – أن أدعك تقترب .. و أترك حافة ذقني على رصيف طالعك الذي لا تحب قراءته من الأساس، وتصر بأنه سيئ...
ستفعل أنت كل شيء لترضي أحقيتك في اختيار " السوء " كشعار للمرحلة ، و سأحظى أنا بشـج في منتصف ذقني بدفعة متعمدة منك على حافة الرصيف .. لن أعاتبك عليه طويلا، سأجتهد فقط كل صباح لتغطيته بالمساحيق، وسأفشل .. لأقبله في النهاية كجزء من وجهي الجديد الذي لن يعجب أحد.
من الممكن أن يصبح جلد يدي المشقق خارطةً لحلم توقفت عن رسمه منذ مدة ، عقلة الاصبع الواحدة تحوي في العادة أنهارًا وشوارع باريسية وأوكورديون لا يقدر على التوقف لالتقاط أنفاسه وسريرا يدفأ ذاتيا .. لن تزعجني حينها سمرة التشققات، ورغبتي في يد أنثوية تليق بكافة ألوان المانيكير !
وارد أن أتوقف عن النبض بالتفاصيل في لحظة ما، و أن أتوقف عن التنهد بفائض من مشاعر مخزنة لم يحصل عليها أحد.. ويتم تشخيص إرهاقي على أنه حالة مستقبلية مزمنة من الصمت و " البهتان " .. حينها لن أشع نورا في اليوم الذي أستيقظ فيه بخير ، سأبعث في الفضا بموجات لن يلتقطها أحد... وسأظل أتضاءل بخفة حتى تلائمني حقيبة يد أو درفة دولاب.. أسكن فيها آمنة حتى إشعار آخر.
من الممكن دائما أن أجلس لأكتب نصا كهذا، لا أعرف كيف يأتي ولا كيف ينتهي، ما أعرفه عنه يشبه ما أعرفه عن " بكرة ".. و كل ما أعرفه عن " بكرة ":
إنه جايّ !
المزيد

عن العلمانية

الكتاب الذي يوسَم بالمرجع الجامع في مسألة العلمانية ولقراء اللغة العربية -إذا ما قرر العرب يومًا القراءة والتفكر- هو كتاب الدكتور عبد الوهاب المسيري [العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة].. وهو الذي طبعته دار الشروق على جزأين ..قصد المسيري في الجزء الأول أن يفصل (للنظرية) أي التعريفات عند مختلف المفكرين والفلاسفة، وأوجه التباين والتطابق بينهم والخروج بتعريف تقريبيّ للعلمانية، ولم يكتفِ بذلك، بل عرض بعض التعريفات الملتحقة بالعلمانية والملتصقة بها والتي غالبًا ما تمتزج مع غالبيتها في منظومة واحدة.. أما الجزء الثاني فقد حجزه المسيري لعرض (التطبيق) أي أمثلة تفصيلية لنظم طبقات العلمانية بمختلف الصور والمفاهيم.

عبد الوهاب المسيري في رحلته الفكرية العظيمة التي كان أكبر أهدافها الانتهاء من موسوعته الجامعة (اليهود واليهودية والصهيونية) في آلاف الصفحات، صادف في طريقه أثناء وضع الموسوعة عشرات الأفكار التي تتماسّ مع موضوع الموسوعة الأساسي، ولكن كانت تستحق أن يفرد لها كتبًا مستقلة، لذا، فلم يتأخر..وكان كتاب (العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة)ضمن هذه الكتب لحسن حظنا، وأفرد تقريبًا ثلثَ الجزء الثاني للعلمانية الصهيونية.
_________________________________

ماذا لو قال لك أحدُهم إن السلفية الإسلامية بها ملامح عظيمة من العلمانية؟

بالطبع الاتهام بالجنون والهرطقة والإلحاد جاهز ويسير، وغير مكلف، ويبرّئ الذمة ويغسل الضمير في سهولة.. وهذا بالطبع ضمن منظومة التخلف المُبتلاةُ بها أرض العرب منذ مئات السنين، ولا ينفكّ من جبروت سطوتها إلا قلائل يتنكر لهم مجتمعهم ولو بمنحهم فرصة الكلام، فيموتون كمدًا على سهام جاءت ممن اجتهدوا لإنقاذهم.

صاحب الجملة بالأعلي هو المفكر عبد الوهاب المسيري، وأوردها في كتابه السابق ذكره.. وقبل أن نسارع ونتهم ونتشنج، دعونا نتعرف على ما أورده المسيري عن العلمانية.

في البداية يشكو المسيري من عملية التسطيح التي تعرض لها المصطلح حين تم تناوله في المقالات والأحاديث على أنه يعني (فصل الدين عن الدولة)، ويؤكد أن هذا أخذ المصطلح إلى مناطق بعيدة ساذجة، لا تتقاطع مع المقصود. وبدراسة كل الظواهر الاجتماعية والنظريات وما الي ذلك، يصل المسيري إلى أن هناك (علمانيتين) لا واحدة..الأولي تسمى العلمانية الجزئية، وهي التي يمكن تعريفها بأنها فصل الدين عن الدولة.. بينما تُعرف العلمانية الشاملة على أنها فصل القيم الإنسانية والأخلاق عن النظام الاجتماعي كله، وتحويل المجتمع الإنساني كله إلى مادة استعمالية خالصة، تخدم مصالح فئة خاصة من البشر. ويستمر المسيري خلال الجزء الأول في إيراد المصطلحات والتعريفات التي توضح بشكل شائق المنظومة غير المحدودة للعلمانية الشاملة وما يلحقها من منظومات، مثل (التسلع)، وهي تحول الإنسان إلى سلعة يتم تداولها بعد عزل وقتل كل المشاعر الإنسانية والخصوصية الأدمية به، وتحول الأمر كله لمبدأ البيع والشراء مثل نجمات البورنو ونجوم كرة القدم مثلاً..

و(التَشَيُّؤ) وهو أن يَتحوَّل الإنسان إلى شئ تتمركز أحلامه حول الأشياء، فلا يتجاوز السطح المادي وعالم الأشياء. والإنسان المُتشيِّئ إنسان ذو بُعد واحد قادر على التعامل مع الأشياء بكفاءة غير عادية من خلال نماذج اختزالية بسيطة، ولكنه يفشل في التعامل مع البشر بسبب تركيبتهم، أي اننا نتحدث عن مجتمع السوق الحر والمجتمع الذي تتمحور اهتماماته حول السلع والاستهلاك...إلخ. و(الحَوسَلة) وهي كلمة منحوتة من جملة (تحويل كذا إلى وسيلة) سواء كان الطبيعة أو الإنسان، بإخراجهما من إطارهما ووضعهما في إطار مادي منزوع المشاعر والقيم.

وفي الجزء الثاني يورد أمثلة مباشرة وفي مختلف المجالات.

أيضًا للطّرز العلمانية الشاملة التي تحيط بنا الآن وسابقًا، وكان أكثرها تشويقًا وإثارة للرعب أيضًا هو المثال النازيّ وما قام به من فظائع إبّان الحرب العالمية الثانية ارتكازًا على مفهوم علمانيٍّ شامل يتشارك مع مفاهيم أخرى سكنت خلد القادة النازيين، وحثّتهم على القيام بكل هذا.. (لمزيد من التحقيق ابحث في يوتيوب أو في جوجل إيمدج عن العنوان:
Nazi concentration camps
أما عن ما قصده المسيري عن أن تحمل السلفية بضعَ ملامح من العلمانية الشاملة، فلأنه قد لاحظ على المجتمعات التي تتبنّى المفهوم السلفي التدين الشكلي الظاهري، ولكن السلوك الكلي والجَمعي تُعوِزه القيم الإنسانية والأخلاق.. فهم ليسوا بعيدين عن التسلّع والحوسلة -بنظام الكفالة مثلاً والاستهلاك السفيه للسلع-، كما أن سلوكهم المتدين في ظاهره لا يحُضّهم على التوحد مع مشاكل أوطانهم من امتهان لأحد أهم مقدساتهم، وسفح دماء إخوانهم في الدين أو حتى التخلي عن تربيح المجتمع المسؤول عن كل هذا، والداعم له.
____________________________

ماذا تبقّى؟
تبقَّى أن نقول إنني لم أقصد بذكر ما ذكرت مجرد الدعوة لقراءة الكتاب والتفكر في محتواه فقط.. ولكنني أعني بأن المرء لابد بعد قراءته لهذا الكتاب من أن يرى كل من يحصر أمر العلمانية في موضوع فصل الدين عن الدولة، والمؤامرة العالمية على الإسلام، إلى آخر كل هذا (العك).. يراه قزمًا فكريًا، لا يستحق تضييع الوقت في الإنصات لما يقوله من كلام غَثّ.
المزيد

لغز السعادة

لغز حار فيه الكثير، وعنوان تصدر العديد من أغلفة الكتب، وأمل بات البحث عنه أمرًا يؤرق البشر أجمعين في كل لحظة يعيشونها، فمن منا لا يبحث عن السعادة؟! ومن منا لم يترك الحزن آثارًا في قلبه؟!... بالطبع لا أحد.

البعض يتخيل الموضوع في غاية البساطة ويعتقد يقينًا بأن السعادة أنْ يقف المرء أمام المرآة ويردد قولة "أنا سعيد" ثلاث مرات كل صباح فيصير سعيدًا! بالطبع هذا ضرب من الجنون فالسعادة ليست كلمة تخرج مِن الشفاه بل إحساس ينبع من القلب، فإذا كنت سعيدًا صار مظهرك جميلاً وكلماتك طيبة ونفسك نقية وقلبك طاهرًا وعيناك لا ترى إلا كل شئ جميل.

نعود لنتسائل، هل السعادة في إسعاد الآخرين..؟ أم في القناعة بما لديك وعدم التطلع إلى ما في أيدي الناس...؟ أم في التفاؤل والأمل في الغد...؟ أم في راحة البال حين تضع رأسك في نهاية اليوم المكتظ بالعمل الشاق على وسادتك فتنام نومًا عميقًا بلا كوابيس مزعجة...؟! أم في العثور على شريك الحياة والحب والارتباط...؟ أم في الرضا بقضاء الله وحمده على الضراء قبل السراء...؟

أم أنَّ السعادة هي خلطة سحرية من كل ما سبق، قليل من هذا وكثير من ذاك فتصبح سعيدًا مرتاح البال تعلو الابتسامة وجهك ولا تخشى المصائب لأنك تعلم يقينًا بأن كل شئ مُقدر ومكتوب عند الله عَزَّ وجلّ.

البعض يصف ما يحيط بنا بأنه لا يدعو للسعادة مطلقًا فالهموم صارت كالأفاعي الضخمة تلتف حول النفس لتفتك بها فتتركها هشة تتحطم لأتفه الأسباب، ولنا أن نعلم في ذلك أنَّ السد المنيع بينك وبين السعادة هو انشغالك الدائم بهموم الحياة وتحويل ساعاتك وأيامك وسنينك إلى سعي وركض دائم وراء الهموم بأشكالها المختلفة كالطعام والشراب والملبس والمسكن والدراسة والعمل والزواج والإنجاب....إلخ.

لم أطلب منك ألا تفكر في أساسيات الحياة، لكن لا داعي لأن تغرق نفسك في بحورها وتظل ليلاً ونهارًا تقضي وقتك في الانشغال بها، وتذَكر دائمًا، مع أول محاولة مِنك لأن تريح نفسك من عناء التفكير في هموم الحياة فستشعر حينها بإحساس مختلف، بالإضافة إلى الخلطة السحرية التي ذكرناها من قبل، وحتمًا ستحظى بالسعادة وراحة البال.
المزيد
 
كتاب المئة تدوينة. Powered by Blogger.

التصنيفات

القائمة الكاملة للتدوينات

 

© 2010 صفحة التدوينات المرشحة لكتاب المئة تدوينة