خيط رفيع

أحلامي... بل تحليق روحي... بل أمنياتي المنسية... أمالي المجهضة 
حينما أغفو أرى عالمي أنا... بل ماتريد هي أن تراه... تطاردني بلعناتي... أهرب منها في الحقيقة وأحيا، فتقتحم علي وقت راحتي وكأنه ملاذها الأخير....
أخبرتك ألف مرة، ليس باليد حيلة... تفر روحي مني وتذهب إليك... تبحث عنك، وحينما يضنيها البحث تجدك... كم تجيد لعبة الاختفاء!!
من قال أنك تعذبني بهجر... تجرحني بصد... تؤلمني بشوق، أخبرتك ولم تصدقني في الليل أتحرر مني وأبقي معك
لماذا أنت حزين؟ ولماذا تبكي وحدك؟ ولماذا تخجل من ضعفك وراء هذا الجدار تتكوم علي نفسك... تبكي وحدك، أجلس بين يديك، أمد يدي أمسح دموعك... تدفعني بعيدًا، تصرخ بي أن أبتعدي... أن اذهبي
لا أبرح مكاني وأبقى أمسح دموعك وتدفعني... حتى في الحلم قاسٍ!!!
كيف أذهب وأنا حبيسة جدران صمتك؟ كيف أذهب وقد علمت منذ ان ألتقيتك أنك قدر لا فرار منه
كيف أذهب وانت تحتل عالمي وتقتحم خلوتي مع نفسي وألتقيك خارج حدود الواقع وأنتزع عنك قناعك الباسم... وأراك كما أنت.. أنت
فر أنت إن أستطعت... حتى آخر العمر، أما أنا فلا أشتقاك ولا أفتقدك... قبست من روحك قبسًا ألقيت عليه تعويذة... وأبقيتة بجوار قلبي...
فر أنت إن أستطعت... مزق أوردتك بالفراق... بدد أيام العمر ارتحالا... واحترق بالشوق والحنين والافتقاد... واكتب ألف قصيدة بمداد دمك ودموعك
لكنك لي وإن أنكرت... معي وإن غبت...
وفيت أنا بوعدي، سددت دين أيامي... ولم يبقَ سوى خيط رفيع...
بيني وبينك خيط رفيع... كلما مددت إليك بآخر لأوثق ما بيننا سارعت أنت بحل وثاقه
خيط رفيع... وخطوة أخيرة بين بين... بيني وبينك قدر "هربنا منه لنصطدم به"


الكاتب:  ميرا شعبان  المدوّنة: ميرا.. مار



 
كتاب المئة تدوينة. Powered by Blogger.

التصنيفات

القائمة الكاملة للتدوينات

 

© 2010 صفحة التدوينات المرشحة لكتاب المئة تدوينة