حضن كبير

تصحو من نومها المتقطع البائس تكاد لا ترى شيئا أمامها فالأشخاص والأماكن تحولو فجأة لمجرد أشباح شفافه يمكن لعينيها أن تعبرهم بمنتهى السهوله لترى ما ورائهم من أثاث وحوائط ومعلقات لصور باهته بفعل الزمن وتأثيرالأرق
على عينيها المرهقتين تحاول عبثاً منع الأفكار المتصارعة من التدفق
فى اتجاة واحد وتجرب أن تنظم حركة سيرها بشكل أكثر واقعيه ..
تنتابها حالات من الحيرة والتشتت والتفكير المرهق فتقرر النهوض لمواجهة تلك الهلاوس المقيته
تستخدم أسلحتها المشروعه لقيادة عقلها نحو ما تريد هى فعله فتنقلب فى يدها دفة الأمور وتتجه مع تيار القلب الذى ترتفع ذبذباته بشكل ملحوظ كلما فكرت فى الغد
تفكر فى فعل شئ يحسن من حالتها المزاجيه فيهديها تفكيرها لوجبه طازجه وكوب عصير تفاح من ذلك الذى تفضله .. وتتبعها بتمشيه مطوله على الكورنيش فينتهى بها الأمر لنزلة برد من النوع القاتل ..
تتجه لعملها صباحاً بعد صراع مرير لمغادرة فراشها .. وتحاول تشغيل عقلها فيما يتوجب عليها من مهام العمل .. فتجد صعوبه بالغه فى فعل ذلك ..!!
تفكر أنها ستقضى الليله بمفردها .. وستتضاعف صعوبة الأمر عليها .. فهى تحتاج الآن لمن يساعدها فى تقديم مشروب ساخن أو وجبه خفيفه .. ستحتاج لمن يساعدها اليوم لكن الواقع يقول أنه لا أحد بجوارها اليوم ولا أى يوم آخر ..
لا يوجد هناك من ينتظرها .. ولا يوجد أيضاً من تنتظره هى .. تحاول أن تقنع نفسها أنها بأفضل حال وأن كل ما يمر بعقلها ليس سوى هلاوس المرض .. ستزول تلك الأعراض بسهوله بمجرد بلوغها ذروة النوم .. وتعاطى القليل من المسكنات التى أدمنتها فى الفترة الأخيرة ..
تستعرض قائمة المقربين لتستعين بأحدهم على الهاتف ليشاركها لحظات ضعفها .. لكنها ترغب أن تأتى تلك الخطوة من أى منهم دون أن تقدم هى عليها ..
مابين الأرق والتعب ومحاولات النوم .. تقضى ليلتها لتمر ككل تلك الليالى التى سبقتها .. وتفشل كل أفكارها فى ملئ فراغ الوجع داخلها.. ليبلغ ذروته الليله ..
تفتح عينيها صباحاً على نفس السؤال..
– انتى عاوزة ايه - ؟
وترد بنفس الإجابة
– أنا عاوزه حضــن كبيـــر -


الكاتب:  دعاء عمرو المدوّنة: مواجهات
 
كتاب المئة تدوينة. Powered by Blogger.

التصنيفات

القائمة الكاملة للتدوينات

 

© 2010 صفحة التدوينات المرشحة لكتاب المئة تدوينة