تناولَ ثمرة طماطم بيديه.. مسحها جيدًا في قميصه الرمادي الذي يرتديه. ثم أكلها مع طبق فول وخمس حبات فلافل.
هذا القميص يغسله مرة واحدة في الأسبوع.. ويمسح فيه يوميًا أي شىء قبل أن يأكلَه. ومع ذلك يثق في نظافته.
بعد انتهائه من الفطور.. نادى على بناته الأربع. "يلا يا خيبتي التقيلة علشان نفرش الخضار".
قامت البنات في همة ونشاط ولكن منكسرات. فرشن مع والدهن ما يبعن من خضار في السوق. أثناء فرشهن للخضار.. قال لهن:
"كل يوم تصحوا عايزين تِجروا على البحر، لكن الشغل تقوموا بالعافية، خلينا في أكل عيشنا، بلا بحر بلا قرف".
تتناقل البنات بعض الغمغمات بصوت منخفض لكي لا يسمعهن والدهن. يمضين يومَهنّ في السوق. بيع.. فصال.. يعاكسهن هذا.. يعتبرهن آخر رجالاً فهنّ يرتدِين ملابس الرجال.
رغم صغر سنِّهن إلا أنه لا يبدو عليهن. لا ترى البراءة إلا إذا نظرت إلى أعينهن.
بعد انتهاء اليوم. يقمن بلَمِّ الفرشة.. وإدخالها إلى منزلهن المصنوع من الخوص والخشب. قالت أصغرهن:.. "آبا عاوزين نروح البحر".
رد عليها وقد تغير وجهه:
"البحر دة مش لينا.. إحنا مش بتوع بحر"
استسلمت البنات.. ليس لعجزهن عن إقناعه. ولكن لتحدثهن معه طويلاً في هذا الموضوع. ولكنه أبدًا لم يستجب لهن.
جاء الليل، نام الأب من التعب، ونامت البنات. ولكنهن نِمن ليوهِمن أباهن فقط. بعد أن نام.. قمن في شكل مرتب مسبقًا. خرجن واحدة تلو الأخرى. ذهبن إلى الشاطىء الذي لا يبعد عنهن إلا خطوات. لم يخلعن سوى شباشبهن. جرَين على البحر وكأنه سيحتضنهن بشدة. أحسسن فيه بحنان أمهن التي فقدنها.
لم يتأخرن وعُدن سريعًا. أبدلن ملابسهن بخفة وسرعة. وعُدن إلى أماكن نومهن. أيقظهن والدُهن. فقمن سريعًا.. حتى لا يسمعن أسطوانه كل يوم.ولكنه لم ينس جملته اليومية..
"كل يوم تصحوا عايزين تجروا على البحر".
قالت له البنت الصغرى في سذاجة:
"إمبارح قلت لنا البحر مش لينا.. بس البحر طلع طيب أوي وبتاع كل الناس".
هذا القميص يغسله مرة واحدة في الأسبوع.. ويمسح فيه يوميًا أي شىء قبل أن يأكلَه. ومع ذلك يثق في نظافته.
بعد انتهائه من الفطور.. نادى على بناته الأربع. "يلا يا خيبتي التقيلة علشان نفرش الخضار".
قامت البنات في همة ونشاط ولكن منكسرات. فرشن مع والدهن ما يبعن من خضار في السوق. أثناء فرشهن للخضار.. قال لهن:
"كل يوم تصحوا عايزين تِجروا على البحر، لكن الشغل تقوموا بالعافية، خلينا في أكل عيشنا، بلا بحر بلا قرف".
تتناقل البنات بعض الغمغمات بصوت منخفض لكي لا يسمعهن والدهن. يمضين يومَهنّ في السوق. بيع.. فصال.. يعاكسهن هذا.. يعتبرهن آخر رجالاً فهنّ يرتدِين ملابس الرجال.
رغم صغر سنِّهن إلا أنه لا يبدو عليهن. لا ترى البراءة إلا إذا نظرت إلى أعينهن.
بعد انتهاء اليوم. يقمن بلَمِّ الفرشة.. وإدخالها إلى منزلهن المصنوع من الخوص والخشب. قالت أصغرهن:.. "آبا عاوزين نروح البحر".
رد عليها وقد تغير وجهه:
"البحر دة مش لينا.. إحنا مش بتوع بحر"
استسلمت البنات.. ليس لعجزهن عن إقناعه. ولكن لتحدثهن معه طويلاً في هذا الموضوع. ولكنه أبدًا لم يستجب لهن.
جاء الليل، نام الأب من التعب، ونامت البنات. ولكنهن نِمن ليوهِمن أباهن فقط. بعد أن نام.. قمن في شكل مرتب مسبقًا. خرجن واحدة تلو الأخرى. ذهبن إلى الشاطىء الذي لا يبعد عنهن إلا خطوات. لم يخلعن سوى شباشبهن. جرَين على البحر وكأنه سيحتضنهن بشدة. أحسسن فيه بحنان أمهن التي فقدنها.
لم يتأخرن وعُدن سريعًا. أبدلن ملابسهن بخفة وسرعة. وعُدن إلى أماكن نومهن. أيقظهن والدُهن. فقمن سريعًا.. حتى لا يسمعن أسطوانه كل يوم.ولكنه لم ينس جملته اليومية..
"كل يوم تصحوا عايزين تجروا على البحر".
قالت له البنت الصغرى في سذاجة:
"إمبارح قلت لنا البحر مش لينا.. بس البحر طلع طيب أوي وبتاع كل الناس".