تسول

هنا في مصر التسول حرفة تمارس بشكل يومي، فتجد للمتسول منطقة بعينها يعمل بها لا يفارقها، وله خطاب يومي يؤديه يكسب بواسطته المال، فهو أو هي "بيجروا على كوم لحم".."جوزي عيان وبيغسل".. وملايين الأعذار.. وأحيانًا يأخذ التسول أشكالًا أخرى كبيع أكياس المناديل، تنظيف زجاج السيارات وغيرها.. وهو حين يؤدي خطابه يؤديه برتابة كما قد يفعل موظف حكومي يملي عليك ما تحتاجه من خطوات لإنهاء مصلحة ما تخصك، والمتسول في وطننا لا يحتاج للبحث عن عمل، فلم يعمل إذا كان يحصل على أكثر مما قد يجنيه إن عمل.

قصت عليَ صديقتي العزيزة أن المتسول بجانب صيدلية عملها قام بتجميد مبلغ و قدره 80 جنيهًا يومها، وهكذا بحسبة بسيطة وجدنا أن ما قد يجنيه في الشهر قد يصل إلى 2400 جنيه.!

التسول في الخارج يأخذ شكلًا مختلفًا تمامًا، شاهدوا معي هذا المقطع من فيلم "Mr Bean's Holiday"
هل رأيتم كيف تسول مستر بينز؟.. هو استخدم السيناريو الذي يؤديه ببراعة المتسولين لدينا، يبدو أنه أداه كفصل مسرحي، وهو لم يجني المال إلا بعد أن بذل جهدًا حقيقيًا، فهو حاول الرقص على أكثر من أغنية، لكن هذا لم يجذب انتباه أحد. فقط حينما استغل الأغنية الأوبرالية ووظفها ووظف الصبي معه في الأداء.. حينها وفقط جنى المال.. الموهبة والابتكار لديهم يجنى المال.!

لماذا إذن لا نجد لدينا أمرًا مماثلًا؟
لأن المتسول لن يشغل باله بما قد يبرع فيه طالما تعطيه المال دون مجهود يذكر.. ولأن حتى الجامعيين وبعض المثقفين لا يعرفون ماهم موهوبون به.. وما يمكنهم ابتكاره، لأن نظام التعليم لدينا لم يدعم يومًا الموهبة والابتكار.. ولأن بطبيعة الحال المبتكر منبوذ.. ليس لشيء سوى ثقافتنا المعادية للتغيير.. وفي النهاية تظل كل حياتنا تسول.!
 
كتاب المئة تدوينة. Powered by Blogger.

التصنيفات

القائمة الكاملة للتدوينات

 

© 2010 صفحة التدوينات المرشحة لكتاب المئة تدوينة