بدون اختصار

كثيرا ما تمنيت أن أعلم من المستقبل ما يرضي فضولي.. أن يمر يومي فى عرض سريع، أعرف فيه متى وكيف سوف ينتهي وماذا سيحدث في نهايته؟
تمنيت أيضا أن تكون اختياراتي هى مجموعة من الأوراق أكتب في كل واحدة منها ما أريد.. ثم أبعثرها وأختار واحدة وينتهى الموقف، وإن لم يصح ما اخترته يكفى أن أبعثرها مرة أخرى وأختار، وأظل هكذا أنتقي ما أحب وأغير ما لا يعجبني على أمل أن يغير فيما حدث أو يحدث.
إن الغموض الذي يغلف كل ما نعيشه وكل مانقرره ليس الا إنعاشا لمعنى الحياة، تخيل معى إذا كنت تغفو ليلا وأنت تعلم متى تستيقظ وأين تذهب ولماذا ستتأخر؟ كذلك إذا قررت فأخطأت.. وفورا رجعت عن قرارك لتمحو ما أخطأت به أو تغييره.!!
... ملل...!
هذا هو ما ستتوصل إليه بعد فترة غير قصيرة من الاستمتاع بهذه الحياة الرائعة التي تتحكم أنت فيها بكل شيء. إن رتابة الأحداث والأيام تجعلك دائما في حالة ترقب، ولذلك فهى بصورة أو بأخرى تعطى جوا من المرح والاختلاف، لا تحاول أن تغير فيه أو تتعجل بمعرفة ما تبقى منها، تمتع بها بدون اختصار للأوقات. ولا ترهق نفسك في اكتشاف ما سوف يتضح تلقائيا حتى وأن لم تبدِ اهتمامًا.


الكاتب:  نسمة حاتم المدوّنة: كلام والسلام
 
كتاب المئة تدوينة. Powered by Blogger.

التصنيفات

القائمة الكاملة للتدوينات

 

© 2010 صفحة التدوينات المرشحة لكتاب المئة تدوينة