نَفْسِي عَنْ بَشّارٍ تُحَدِثُكُم

ظهر بشار على المنبر رجلاً أنيقًا, كلام مُنمّق, ثقة عالية, خِطابيّ درجة أولى… لكنه خبيث, مراوغ, متلاعب، فتنبّه إلى الجوهر ولا تنخدع بالمظهر.!

الأسد: الإشاعات|مهلاً نفاها ولكِنّهُ لم يُسَمِّها، لماذا؟ لأنّه ذكي, خبيث, مُحنّك, لا يريد تهييج المشاعر وقت حقن الجسم بالمهدئات.!
الأسد: الأحداث الأخيرة زادت الوعي القومي عند السوريين| صحيح، فقد أظهرَت أنّك أعتى من القذافي, ضحكاتك, برودك, تعذيبك للأطفال.
الأسد: أعطينا الأكراد الجنسية|وكأني بك تمُنّ على الأكراد.! يا رجُل.. الثورة هي من وهبتهم الجنسية وليسَ أنْت، بمعنى أوْضح؛ لولا الثورة لما حصل الأكراد على (حقِّهم) .
الأسد: التقيت بمواطنين من كافة الشرائح من كافة أنحاء سوريا لأفهم تفكيرهم| رحلة ماجلان هذه –على افتراض صدقها– جاءت متأخرة يا بشار وما كنت لتكون أصلاً لولا الثورة التي فرضَتها عليك فرضًا، أو اخسأ بكذبك!

تحَدّثَ بشار الأسد أو [جزار النعجة] كما يحلو للثوّار العرب أنْ يَدْعُوه،
عن الهواتف الذكية، وبدا أنه مستاء منها.! بشّار الأسد ليس وهابيًا ولم يتتلمذ على يدِ مشايخ نَجد الذين حرّموا في فترة من عُمر التاريخ الهواتف الذكية، ثم لم يُحَبِذوا استخدامها.! بشار مستاء من الهواتف الذكية لأنّها سريعة في نقل الأخبار والانتشار, كثيرًا ما فضحَتْ النظام السوري الحاكم, فحقّ له إذن أن يستاء منها, وسبحان من جمع التشدد والاستبداد في استصدار الأحكام.!

تحدّث أيضًا عن الآثار السلبية للثورة، والتي ستكون لها آثار سلبية على أنْفُس الأطفال, حيثُ سيكبرون وهم لا يحترمون النظام, في الحقيقة، إنّ بشّار الأسد تفاجأ من أبطال سوريا اليوم, فقد كانوا في يوم من الأيام (طلائع البعث).!!
ما هي طلائع البعث؟
تنظيم يؤسَّس لاستنساخ عقول بشرية تتبنّى رؤى الفِكر البعثي وتدافع عنه, هذا التنظيم يستهدف الأطفال في مرحلة ”الابتدائية” حيْثُ تكون الأدلجة أيسر وأسهل, يعْرف المجتمع السوري جيدًا أنّ المنتمين لهذه التنظيمات لا يُسَمُّونهم إلاّ بالطلائعيين, ولهم على سبيل المثال مصطلحات خاصة بهم كـ ”الشخصية الطلائعية”, محاولة مستميتة للسيطرة على فئة مُأدلجة من الشعب مُقدِّسة للنظام, مُتشرّبة للفكر البعثي, موالية له, كثيرًا مايرددون عبارات مثل ”الأسد إلى الأبد” وَ”البعث طريقنا” وَ”القائد الملهَم مؤسس سوريا الحديثة”.

طلائعٌ مُستَعبَدون بالأمس هم ثُوّارُ اليوم وَ أحراره, لقد عجزت المنظمة التي أُسِّسَت منذُ عام 1974 م عن تكميم الأفواه, واستعباد الأنفس, بل إنّ بعض السوريين يرى الثورة السورية مُعجزة إلهية في ظل هذه المنظمة ومثيلاتها التي تمتد عبر المراحل الدراسية لتشمل حتى طُلاّب الجامعات .

الشعب السوري يتحرر من البرمجة وللمرة الأولى يصرخون في وجه النظام ليس بالانتقاد فقط، بل بالإسقاط والمحاسبة أيضًا, إنهم يتحررون من عبودية النظام الشمولي الذي يُمَجّد الدولة وقائد الدولة في آن, وفصلوا فصلاً بيّنًا بيْن التوأم السِيامي، سوريا والأسد, أنتَ الآن اكتشفتَ لماذا تَقْرِن شرذمته اسمه باسم الدولة في كل هتافٍ.!
والآن لنتذكر أهم ما ورد في الخطاب، أنّ الثوار خونة مرتزفة, تكفيريون متشددون, سجناء سابقون.. طبيعي جدًا أن يصنفهم بشّار هكذا, فهم خونة للأفكار المزروعة فيهم غصبًا, كفروا بالشعارات التي رددوها دهرًا, سجناء سابقون في زنازن الصمت والتدجين.

لماذا وصف الثوار بالجراثيم؟
أولاً : لأن الجراثيم تَفْتِك, الثوار يَفْتِكون بجسد النظام الحاكم.. وهذا جيّد.
ثانياً : لأنّ الجراثيم سريعة التكاثر وسريعة الإنتشار, تمامًا كالحق، وهذه الثورةُ حق, إذَن هذا ممتاز.

إذَن نِعم الجراثيم هم الأحرار السوريون, وقُل لبشار: ”أيّها الطبيب، إنّ من الجراثيم ما هو نافع, وإنْ كُنتَ ترانا عكْسَ هذا، فنسألُكْ عن جرثومةٍ وجهها وديع, نُطْقَها بديع, لكنها تسببت بإزهاق روح ألفٍ ونيْف، وجرحِ آخرين, بالضرب الفظيع أوالقتل المريع أو التعذيب الشنيع والتقطيع!.”

لا أريد أن أطيل عليْكم في تقييم وعوده أو المناقشة حول مصداقيتها, ولكني أريد أن أهمس لكم، أنني إذا ما اضطُرِرتُ لاعتلاء منبر في يوم من الأيّام, فإنني أريد جمهورًا كجمهور بشّـار.!
 
كتاب المئة تدوينة. Powered by Blogger.

التصنيفات

القائمة الكاملة للتدوينات

 

© 2010 صفحة التدوينات المرشحة لكتاب المئة تدوينة