وحيدة أنا........ كنت
وحيد أنت....... كنت
وحيد أنت....... كنت
خبأنا كل الفرح والأحلام والأمنيات في صندوق صدفي ودسسناه فى خزانه الماضى السحيق. فقد أصبحنا نخاف الفرح ونخاف الأحلام وننظر لهما بترقب لما سيحدث بعدهما.
وحيدة أنا في عالمى...... كنت
وحيد أنت في عالمك...... كنت
وحيد أنت في عالمك...... كنت
غريبان ما بين عالمينا المختلفين وكل منا على يقين بأن الآخر هناك فى مكان ما ينتظر, على طرفى الكرة الأرضية نقف, يحمل كل منا نصف كل شيء..... النصف حلم الذي ينتظر التتمة..... نصف الطرف الذى ينتظر ما تبقى ليكتمل........ نصف ونصف ونصف سيكتمل يوما ما بنصف آخر ولكنه لا يعلم متى سيأتى ومتى سيكتمل. أغمض عينى كل مساء لأراك ترفرف في الحلم بأجنحتك فى سمائي, تطل من شرفتى, تتسلل إلى حجرتى وتقبل جبينى وترحل. ليالٍ طويلة أنتظر المساء لأغمض عيني وأحلم بك, فنحن في الحلم معا, كل الأبواب مفتوحة لنا, أراك وتراني ولكنك كنت طيفًا رائعًا تسكن أحلامى, أهرب لك في خيالي كل مساء فأنت مجرد حلم وعندما كنت أستيقظ أزداد يقينًا بأنك ستأتي ذات صباح.
ستطرق بابي……. وتخبرني بأنك الذي ظل يسكن أحلامى لسنوات, وبأنى أنا التي كنت آتي كل مساء لغرفتك, وأقبل جبينك, وأترك تلك الاأقحوانة إلى جوارك وأرحل. وتستيقظ وأنت تستنشق عطري في غرفتك وتزداد يقينًا بأني هناك في مكان ما أنتظرك.
وأصبح الحلم اأحد طقوسي اليومية, بل هو الطقس الأهم الذي يُزيل عني تعب اليوم وإرهاق الحياة, فهناك ألقاك وهناك تلقاني.
وبعد الحلم ما عدت أنا وحيدة
ما عدت أنت وحيدًا
فقد كان يكفينا يقين بأننا في مكان ما وبأننا سنلتقي ذات صدفة في أرض ما. أمضينا معا كل الحلم وكل الجنون وألم الحنين ووجع الاشتياق, وأصبح الحلم قدري.
والانتظار قدرك
والجنون قدرنا
وبعد العديد من الليالي والكثير من الأحلام والأمنيات والابتهالات, في لحظة ما التقينا؛ أنثى أتعبها انتظار الحلم كل مساء, ورجل أتعبه رسم خيالات لها في أحلامه.
كنت أنت بعد خيال .... حقيقتى
وكنت أنا بعد الحلم حقيقتك
فعاد قلمي يشتاق الكلمات, وتشتاق الكلمات الأوراق, وتشتاق الأوراق قارئها وأنت قارئها.
وطرقت الباب ذات مساء, ففتحت لك كل أبوابي ونوافذي وبلهفة عمرى استقبلتك. وكانت تلك هي بداية عامي الجديد.... تلك هي الليلة التي سأقوم بكتابة كل التاريخ منتسبًا إليها فهناك ما بعدها وهناك ما قبلها, إنها ليله الميلاد..!
حيث أخذتنى بين ذراعيك, ورقصت معك رقصتى الأولى, ومنذ تلك الليلة وأصبح لي جناحان أحلق بهما فى سمائك.
الكاتب: | مها العباسي | المدوّنة: | لافندر |