لنعيمك يا حمزةُ حَلِّق

أن تصرخ فلا يسمعك أحد, أن تستنجد بالناس.. فلا تجاب.. أن تتوسل إليهم فيتركونك. فتجرجر يديك وفي جانبيك جرح ينزف دمًا, تصيح بصوتك المبحوح في وهن وأنت تبكي.. وكلاب أهل النار يهرولون خلفك يضحكون في مجون وهم يرَونك تتعثر أمامهم، ثم يطلق أحدهم رصاصة على يدك الأخرى.. فتسقط.. ثم يهرول ناحيتك أحدهم، فيقيدك ... فتصرخ من ألم الرصاص المخترق يديك وجانبيك... ومن القيد.. ثم يحيطك الزبانية... يصفعونك ويلكمونك.... ثم يصفعونك ويلكمونك.... حتى يملوا... ينزعون أظافرك ظفرًا ظفرًا... تصرخ بأعلى صوتك.. فلا يجيبك أحد.. هم يعلمون أنه لن يسمعك أحد فهم اختاروا المكان بعناية.

يتناثر لعابك من البكاء والألم.. وهم يتضاحكون من حولك.. ثم يقبل أشقاهم فيقطع أعضاءك التناسلية.. فتصرخ وتصرخ.. حتى تفقد الوعي.. فيبادرك أحدهم قبل أن تفقد الوعي.. ليطلق عليك رصاصة في صدرك.. فلا تتألم ولا تهتز.. يقبل الآخر.. فيلوي عنقك في شدة حتى يكسره ..
فلا تتألم..!

وترى الكون جميلاً من حولك.. تنظر إلى يديك فتجد أنك تشع نورًا.. ثم تجد الضياء يغمر كل ما يحيطك, تشتم رائحة طيبة لم تشمها قط, تشعر بجسدك خفيفًا يطير في صحبة من النور، كلهم يبتسمون لك.

ثم يميل أشدهم ضياءً على أذنك: "انتهى الألم يا حمزة."

 
كتاب المئة تدوينة. Powered by Blogger.

التصنيفات

القائمة الكاملة للتدوينات

 

© 2010 صفحة التدوينات المرشحة لكتاب المئة تدوينة