28

يا رب انتا عارف انى مكنش قصدى اغش ماما .. بس هعمل ايه ... ما انا كان لازم اكدب عليها والا مكنتش هتنزلنى م البيت اصلاً ... وصحيح قولتلها هصلى الجمعة وارجع طوالى بس هيا كانت بتبصلى ونظرة عينيها بتقولى مش مصدقاكى .. بس مش قادرة اقولك لأ ... وبقالنا كام ليلة بنتفاوض .. وكل ما اتشال و اتحط قصاد الفضائيات واقولها لازم كل الناس والبلد بحالها تنزل ..كانت بتسكت وتتجنب النقاش وترد بجملة واحدة .. احنا ملناش دعوة بالسياسة يا بنتى ... غلبت اقنعها بوجهة نظرى .. لكن لما تلاتة شهدا ماتوا ف السويس .. كنت خلاص خدت القرار ... وبالمحايلة والخناق وصلنا لحل وسط انها تسبنى أنزل اصلى و اهتفلى بتاع ساعتين وارجع عشان نتحتفل سوا بعيد ميلادى ... أصل النهاردة هتم 28 سنة .. وكل سنة بنقف سوا ف المطبخ نعمل تورتة ونزوقها .. أصلى بنوتتها الوحيدة ومعندهاش غيرى تنشغل بيه .. الحمدلله الخطة لحد دلوقتى ماشية بنجاح .. إنى انزل اصلى و اطلع بعدها مع المتظاهرين و هيا مش هتعرف توصلى بقى ف الموبايل وتقولى ارجعى .. طب يعنى قطع الإتصالات مطلعش كله ضرر :) .. معلش .. ميقعدش ضميرى يأنبنى بقى .. هيا كانت عارفة انى بكدب و انا كنت عارفة انها هتسامحنى ... ولما ارجعلها بليل هبقى أبوس راسها وأقولها حقك عليا ... آه .. مش دا لو رجعت بقى .. جرى إيه يا بت ؟ .. ان شاء الله هترجعى .. ولا هتبقى منظرك ويحش قوى .. إيه .. اول مرة تنزلى مظاهرة مترجعيش ؟!! دنتى هتشبعى بستفة و تريقة م العيلة و عيلة العيلة .. آه .. وممكن كمان ينقبض عليا .. واللى اخويا الكبير قالهولى ف التليفون امبارح .. وارد جدا يحصل .. دا يا عينى قعد يكلمنى ساعة بحالها من كندا عشان يقولى متنزليش يا عالية .. عشان خاطرى يا عالية .. ماما مش حمل بهدلة يا عالية .. لو جرالك حاجة ألحقك ازاى يا عالية .. وانا اقوله حاضر يا أبيه .. طيب يا أبيه .. متقلقش يا أبيه .. بس بشرط تبعتلى عدة الموبايل الجديدة اللى طلبتها منك ف آخر مكالمة على سبيل الرشوة .. منا مش هتخلى عن وطنيتى ببلاش ... ولما قالى اوعدينى واحلفى برحمة بابا ... سكت و قفلت وانا بعيط ... انا كل ما أفتكر بابا الأيام دى بعيط جامد ... مع انه مات وانا ف ابتدائى وملحقتش اشوفه كتير لأنه دايما كان مشغول او مسافر .. بس اللى فاكراه انه كان حنين عليا وبيحبنى .. لما ندهوه يبص عليا بعد الولادة .. ماما حكتلى انه قعد يبصلى كتيييير .. و بعدين قال البت دى عينيها حلوة .. واخترلى إسمى .. ومن يومها مبقاش يندهنى الا و يعدها يغنيلى غنوة فيروز ويقول .. يخربيت عيونك يا عالية شو حلوين .. الشمس النهاردة حلوة هيا كمان .. كأنها بتطبطب علينا وتقول كملوا مشواركم .. انا منورالكم السكة و الطريق ... اومال فين القنابل بتاعة الدموع بقى اللى بيحكوا عليها ... دنا عاملة حسابى بعلبة كانز ... التوانسة نصحونا ع الفيس والتويتر بإستخدامها .. طب اما نشوف هتنفع ولا إيه ... العدد بيزيد الحمدلله .. والله احنا أجمل شعب ف الدنيا ... بس نتلم و نتسند على بعض ... احنا عمالين نبص ف وشوش بعضينا ونبتسم ..ا نا حاسة انى اعرفهم كلهم .. مع انى معرفش حد .. زمايلى ف الشغل قالولى تعالى إنزلى معانا .. بس انا مرضتش احملهم عبء حمايتى والإنشغال بيا لو حصل حاجة ... بس فخورة بيهم .. كنت فاكرة ان آخر همهم المرتب والخروج مع البنات و الشكوى م البلد واحوالها والجرى ورا أى فرصة سفر و بس .. طبعا مليش حق أحاسبهم و ألوم عليهم .. و ألومهم ليه واخويا الكبير عملها قبلهم .. بعد ما طفشوه من بلده اللى اتربى فيه و كبر و كان نفسه يفضل فيه و ميسافرش .. بس أضطر ... و الا هيكون زى ما قالى مرة بالحرف .. لو كنت فضلت .. كنت يا هبقى حرامى يا هبقى شحات يا هبقى تور ف ساقية .. و انا عاوز الاختيار الرابع .. انى اكون انسان ... عمرى ما هنسى نظرة ماما المكسورة و احنا بنودعه ف المطار اول مرة .. بعد ما مشى .. ماما قعدت اسبوع تعيط بلا توقف ... كان عندى 15 سنين وقتها و مش فاهمة مالها .. وبقولها ان ابيه هيركب الطيارة ويشوف الدنيا انتى زعلانة كدا ليه ؟ ... لقيتها بتهمس ف حزن .. كأن أبوكى سابنى تانى .. مكنتش فاهمة قصدها .. بس لما كبرت اكتر .. فهمت ... بابا سافر العراق وانا صغننة وانقطعت عنا أخباره .. ورجعلنا بعد سنين ف صندوق .. ماما اتبهدلت ياما عشان توصل لأى حقوق .. معرفتش .. ولولا انها مدرسة وعندها شغل و مرتب ثابت و جدى الله يرحمه كان بيساعدنا .. كان زماننا بنشحت .. هوه انا رجلى مبتوجعنيش ليه مع اننا مشينا كتير ؟ ... الناس حواليا بتتكلم على شهدا السويس وبطولاتهم .. بيقولوا كمان فيه الالاف البشر ف شبرا والمطرية وهيحصلونا ع الميدان ... وان فيه الالاف تانيين ف اسكندرية و المنصورة والمحلة وف كل حتة طالعين .. يا بركة الله و نوره دى باينها ثورة بجد .. الامام بتاع المسجد كان بيقول كلام عبيط ف الخطبة ... كلنا كنا بنبص لبعض ونبتسم ونقول معلش .. موظف و جاله أوامر .. كان بيقول للمصلين متخرجوش ...وكأنه بيقول للنفس يدخل صدرونا و ميخرجش .. كل الناس و حتى اللى عمرها ما ركعتها جت تصلى مخصوص عشان بعدها تخرج هوه بيكلم ف إيه ؟ .. وبعد التسليم بثوانى كنا بنهتف من قبل ما نخرج م الجامع أصلاً .. كان زمانى ف البيت دلوقت .. ماما تعبت ف حياتها وكان نفسى انا واخويا نريحها .. صحيح هوه مبسوط ف كندا واتجوز هناك .. وبيبعتلنا فلوس .. بس ماما عاوزاه هوه مش الفلوس .. هيا كان نفسها ف الونس والعيلة و احفاد بجروا حواليها ويلعبوا ف جنينة الحيوانات .. مش ف جنينة ف كندا وتشوفه هوه وولاده كل سنة مرة .. وعلطول اقولها دى مهمتى أنا يا ست ماما و متقلقيش .. ركك ييجى بس ابن الحلال وهملالك البيت قرود .. يعنى طب لو كان بابا لسه عايش مش كان عوضها عن الهم دا ؟ .. هيا الساعة كام؟ .. ياه الوقت بيعدى هوا ... احنا قربنا على قصر النيل خلاص .. البنت اللى واقفة قدامى دى إيشاربها حلو قوى .. لما الهتافات تهدى شوية هبقى أسألها جيباه منين .. مكنتش متوقعة الاقى بنات كتير غيرى ف المظاهرة .. الله .. دا فيه واحد رافع ابنه فوق كتافه قدام اهو و الولد عمال بيهتف والباقيين وراه .. دا فيه ستات كبار وسطنا .. امهات وماشيين مع ولادهم وبناتهم .. يا سلام .. والله بلدنا دى اجدع بلد ف الدنيا .. بستاتها وبناتها وعيالها .. ورجالتها .. اللى كنا بتريقأ عليهم فى قعداتنا الحريمى ونقول ان آخرهم مات ف 73 و بعد كدا خلاص .. لأ مش خلاص اهو .. دول لسه ف كل حتة وشبر .. مخلصوش ولا بطلوش يسترجلوا .. ومن غير بريل ... انا عطشانة .. أطلع البيبسى أشربه .. لأ خليه لوقت الضرب ... فيه واحد بيوزع كمامات علينا .. :) .. طيب أفتح الكانز بقى واشرب لحسن ريقى نشف .. الراجل ابو شعر أبيض دا ماشى ورايا من أول المسيرة و هوه مطلع مصحف و قاعد بيقرى بصوت عالى ... كأنه بيحاول يطمنا .. عموما ... هوه صوته حلو .. بيقرى ياسين ... انا بحب السورة دى قوى ... بابا كمان كان دايما بيقراها وكنت بقعد جنبه اسمعه ... دى اول سورة كبيرة اتعلمت احفظها بعد قصار السور .. معرفش ليه الراجل ابو شعر ابيض دا بيفكرنى ببابا ؟.. يا ترى أحمد بيعمل ايه دلوقتى ؟ .. اكيد ماشى هوه كمان ف شارع ما فى مكان ما .. انا عارفة ان طول عمره كان ثاير على احوال البلد واوضاعها .. كان نفسى اكلمه النهاردة قبل ما أنزل .. بس مفيش غير تليفون البيت اللى ينفع اكلمه عليه .. ومش عايزة اتصل لحسن مامته تفتكر انى بشاغله ... الست دى معرفش كانت بتكرهنى ليه كدا ؟ .. كان فيها إيه لو كانت وافقت على جوازنا ؟ .. كانت عاوزة لأبنها جوازة مستريحة .. احمد كمان كان سلبى قوى قصاد رفض عيلته .. ومتمسكش بيا كفاية ... انا قلبى إنكسر وصعب عليا وقتها منه ... بس بعدين عذرته لأنه غصب عنه ... مش هبقى انا والدنيا عليه يعنى ... يعنى يا رب لو كانت البلد دى عدلة .. مش كان زمانه مستقل بحياته وقرارته عن اهله وكان أصر يرتبط بيا و مرضخش لأى ضغوط ؟ .. الأول كنت زعلانة على نفسى .. بس لما اكتشفت انها حالة عامة واغلب صديقاتى قصص حبهم بتتحطم على صخرة الاهل والظروف .. مبقتش ألوم عليه و سامحته ... احنا اللى بيننا مكنش شوية .. يا رب عاوزة لما يبقى عندى عيال ويكبروا .. يكبروا ف ظروف تانية غيرنا و ميشوفوش اللى احنا شفناه .. كان نفسى اكلمه واسمع صوته حتى لو كنت إتحملت سخافة مامته .. بس خفت ليكون أرتبط بواحدة تانية .. ساعتها كنت هنقهر لو قالى انا خطبت .. وانتى اخبارك ايه ؟ ... يا رب انا مش زعلانة منه .. ومسامحة مامته كمان .. يا ترى هنقدر نوصل للميدان ولاّ مش هنقدر ؟! .. بيقولوا الناس جاية من حتت تانية و وصلوا التحرير ومنتظرينا هناك .. يا بركة اليوم المفترج ... هوه كل حاجة حلوة ليه النهاردة بزيادة؟.. الهوا وكأنه أنضف .. والوشوش وكأنها مغسولة .. والأبتسامات احلى و اصفى .. الله .. دا فيه ناس بتغنى .. هروح اقف وراهم .. واغنى معاهم ... :) .. الراجل ابو شعر أبيض جاى برضو ورايا .. بيبصلى بحنان شديد .. يا ترى بابا لو كان لسه عايش كان هيبقى شكله عامل ازاى ؟ .. ساعات بحس انى مش فاكراه خالص .. لولا الصور كنت نسيت ملامحه.. هوه العلم الوانه بقت حلوة قوى كدا ليه ؟ .. عمرى ما شوفته مزهزه كدا .. كان دايما ف حوش المدرسة بهتان .. وف ماتشات الكورة عصبى .. وف افلام زمان مجرد شكل لعلم زيه زى أى علم تانى .. وكنت بحب علمنا اللى قبل الثورة ولونه الاخضر واقول لو يرجعوه أحسن .. دلوقتى مش عاوزة أغيره خلاص ... يامسهل .. وصلنا الأوبرا ... وقربنا قوى على أول كوبرى قصر النيل ... بتوع الامن المركزى واقفين أسراب اسراب .. معرفش ليه شكلهم يبفكرنى بالغربان .. بس الفرق ما بينهم ان الغربان معهاش عصيان والبشر معاهم ... يا ترى ماما عاملة ايه دلوقتى ؟ ... اهلااااا .. القنابل اشتغلت .. دى جاية عليا ... هتقع فوقى دى ولا إيه ؟!! .. اللى جنبى بيشدنى ... الحمدلله .. عدت فوق دماغى بس .. هوه الشاب اللى مخبى وشه بكوفية بيعمل ايه ؟ .. دا بيمسك القنبلة و يبرميها ف النيل .. الناس بتصقفله ... والله برافو عليه ... انا عينى بتحرقنى ... مش قادرة اخد نفسى ... الله يخربيتهم ... هما بيضربونا بغل كدا ليه ؟ .. فين البيبسى ؟ .. آه صحيح دنا شربته ... هههه .. أدى آخرة الطفاسة .. ولد جاى ناحيتنا وماسك علب و مناديل وبيوزعها ع الناس ... والله كتر خيره .. البنت اللى ماشية قدامى حالتها صعبة قوى ... مسكت كلينكس وغرقته بالبيبسى .. قربت منها وهيا يا حرام مش شايفنى ... هاتى يا بنتى عينك اغسلهالك زى ما غسلت عينى .. بتقولى شكرا .. لأ متقوليش .. الشكر الحقيقى لاهلنا واخواتنا ف تونس .. نصايحهم جت بفايدة .. فانا شوفت ناس ماسكة اسبراى عشان ترشه على عربيات الامن المركزى اللى هتحاول تفرقنا ... وشكلنا هنضطرله .. هوه الكحل بتاعى ساح وبقى شكلى عامل زى امنا الغولة و لا إيه ؟ ... طب والنبى دا وقته ؟! .. ايه اللى بتفكرى فيه دا خليكى ف امنا الغولة التانية .. الشباب بيقولولنا نهدى و نستنى شوية وهنرجع نحاول تانى .. طيب .. يا ترى اللى احنا بنعمله هييجى بفايدة ؟ ... عارفة ان الإجابة صعبة .. بس خلاص احنا يا قاتل يا مقتول .. عمرى ما فكرت انزل مظاهرة ... بس يوم ما شفت صورة خالد سعيد وعرفت اللى جراله ... غيرت رأيى .. حسيت وقتها انه خلاص ... مفيش حد ف البلد دى هيعرف ينزل الشارع تانى وهوه مطمن انه راجع لبيته بسلام ... خالد فكرنى بأخويا و بأحمد و زمايلى ف الجامعة والشغل وفكرنى بولاد خالتى وابن عمتى و جيراننا ف الشارع ... تخيلت لو أى حد فيهم حصله كدا انا رد فعلى هيكون ايه ؟ ... فجأة حسيت ان خالد واحد من أهلى .. ولما قريت الدعوة ع الفيس قولت لازم أنزل .. من شوية سمعت واحد بيبص للسما وبينده عليه .. كان بيقول .. يا خالد .. لو عاش كان هيتم الـ 28 السنة دى ... زيى :) .. يا رب عدلك .. مش عاوزين غير العدل وبس .. العدد بيكتر .. هوه احنا ليه معملناش كدا من زمان ؟ .. يا ريتنا كنا خرجنا من بدرى .. مكنش كل اللى راحوا راحوا .. ولا اللى اتعذبوا اتعذبوا .. ولا كل اللى سابوا البلد سابوها .. ولا كان زمان الناس كلها تعبانة كدا ... ولا كان زمانى النهاردة بتم ال28 سنة و داخلة عالتلاتين و معرفتش افرح و لا أحب و لا أتجوز اللى بحبه وبيحبنى ولا قدرت اخلف و ابقى أم زى كل البنات ما بتتمنى .. و لا كنت انا وغيرى م الناس مش عارفين بكرة بتاعهم هيبقى شكله ايه بعد ما بقى المشى جنب الحيطة مش كفاية وجوا الحيطة مش كفاية .. ومبقاش فيه حل غير هد الحيطة دى بقى و يا إحنا يا هما ... اللى ف أول صف بيقول يلا اتحركوا ... انا خايفة قوى ... رجلى بتترعش .. بابا وحشنى و نفسى اشوفه ...انا اتحرمت من حضنه وانا بكبر .. نفسى لما اخلف بنت باباها ميبعدش عنها ابدا ... ايه الصوت دا .. دا ضرب الرصاص اشتغل .. اول حاجة هعملها لما اروح انى اخد ماما ف حضنى .. البنت اللى جنبى مكلبشة ف دراعى .. لازم أثبت عشان هيا متخفش .. يا رب لو كنت عملت حاجة وحشة تسامحنى .. الراجل الكبير اللى واقف ورايا حط المصحف ف جيبه وبيعيط وبيصرخ ف نفس اللحظة وبيقول بصوت عالى ... متخافوش يا ولاد .. متخافوش .. متخافوش ... الدخان كثيف واحنا مش شايفين قصادنا .. طب أنا مش خايفة .. هقولها بصوت عالى وأسمّعنى وأسمعّهم .. الراجل الطيب بيطبطب على كتفى وبيبص ف وشى قوى .. بيقولى انا فخور بيكم .. احنا جيلنا معملش اللى انتوا بتعملوه .. ربنا حافظكم و شايفكم متخافوش .. الضرب زاد .. صوت الطلقات الكتيرة بيعلى ... جاى من كل حتة .. الناس عمالة تجرى ف كل اتجاه ... بيقولوا لبعض كلام مش مميزاه ... الهتافات بتعلى ... مش سامعة منها غير كلمة مصر .. صوت رصاصة عدى جنب ودنى .. البنت سابت دراعى وجريت بعيد .. انا اتجمدت ف مكانى ليه كدا ومش عارفة أجرى انا كمان معاها ؟ .. واحد م الغربان لمحنى ..دا جاى ناحيتى .. قلبى بيدق جامد .. يا رب ... اصوات من حواليا بتصرخ .. إجرى .. إجرى ... انا عاوزة أجرى بس مش عارفة .. الغراب قرب منى ... طب انا مش خايفة منه وببصله بتحدى ... بيرفع عليا السلاح .. لأ بقى دنا لازم أجرى .. هوه انا مبجريش ليه ؟ .. الأصوات حواليا بتبعد كأن ودنى أتسدت ... الغراب بيشتم و عمال بينعق .. مش سامعة بيقول إيه .. بس الراجل ابو شعر أبيض جاى من وراه و بيزقه بعيد عنى وبيوقعه .. عاوزة أشكره ... بس مفيش وقت ... بعدين بعدين .. الغراب وقع ع الأرض و جم شباب كتير و اتلموا عليه السكة إنفتحت وباقى الناس بتعدى من حواليا ومتجهين للميدان .. الراجل ابو شعر أبيض بياخدنى من إيدى و يمشى بيا بعيد ... ايه .. انا عاوزة اروح وراهم .. لسه هفتح بوقى و أقوله مينفعش اسيب المظاهرة واتخلى عن اللى مستنينا ... لقيته بيقولى متخافيش عليهم .. أفتكرت ماما فطلبت بس يعّرفنى هوه واخدنى على فين عشان متتخضش عليا ؟ .. فرد بحنان تانى .. متخافيش يا بنتى .. هيا هتعرف و هتطمن و مش هتقلق عليكى تانى .. يلا هاتى إيدك بسرعة عشان منتأخرش ... هوه مش انتى قولتى ان نفسك تشوفى بابا ؟
 
كتاب المئة تدوينة. Powered by Blogger.

التصنيفات

القائمة الكاملة للتدوينات

 

© 2010 صفحة التدوينات المرشحة لكتاب المئة تدوينة