أحب دائما مادة التعبير ، إن عشقي لها أكثر من عشقي للمكرونة بالبشاميل – أنا أصلا ما بحبش المكرونة بالبشاميل تسوى إيه دي جنب طبق كشري من عند أبو طارق ؟ - بدأ ولعي بمادة التعبير حين كنت طالبا في المرحلة الإبتدائية وكنت دائما غتيت في معاندة مدرس اللغة العربية الذي كان يصر على وجود مقدمة سخيفة لأي موضوع تعبير بأنه موضوع مهم وحيوي ويستحق الكتابة عنه لإن مستقبل البلد يقف عليه – حتى ولو كنت بتكتب عن البلي المسافات الطويلة وجمعية أبلة نوال مين هيقبضها الأول والموضوع دا بالذات مهم وحيوي واقتصاد المدرسة كله واقف عليه – بعدها أصبحت مدرك تماما إن الأمر ما هو إلا امكانية كيف تحفظ وتصم وتنقش كل هذا أيها التلميذ العلامة في ورقة الاجابة ...
بعد ذلك كان هناك مادة الإملاء والتي كنا نكتب فيها حتى النفس الذي يتنفسه الأستاذ – تقريبا الباشا كان بيدربنا على كدا لأيام الجامعة – وفيه كان خطئي المستديم ألا وهو كتابة مصدر الفعل الخماسي بهمزة قطع بدلا من ألف الوصل وللسخرية لا أزال أعاني هذا الخطأ حتى وقتنا هذا - ..
حينما دخلت المرحلة المتوسطة " الثانوية العامة يعني " التقيت بنوع أخر من المدرسين لمادة اللغة العربية ، رجل مثقف بحق ، يقرأ في كافة المجالات ، ذو اطلاع واسع ..
اعجبتني ثقافته وفي أول سؤال له : حضرتك خريج إيه ؟ ، أجابني ويا ريته ما عمل بإنه خريج كلية دار العلوم جامعة القاهرة !! ؛ لم أكن اتوقع نهائيا أن يكون مصيري المنحوس – المرحلة الجامعية يعني – يكون كلية دار العلوم والتي تعلمت فيها شيئا كبيرا بصراحة عن النظام الجامعي أو بمعنى أدق وأصلح النظام في حياتنا … نظام الكوسة ؟!!!
ونظام الكوسة دا نظام كبير جدا لكن افضل دليل على وجود الكوسة هي تلك العبارة الرائعة والتي هي أقرب إلى الحقيقة من الخيال ، إن لم تكن الحقيقة بعينها والتي تقول :
إن أصبح نهر النيل طبيخا لما كفى طبخ الكوسة التي في مصر ..
استطيع أن اقول إنه خلال سنوات دراستي الجامعية استطيع القول على نظام التعليم نفسه :
إن أصبح المحيط بل إن أصبحت المحيطات كلها طبيخا لما كفت الكوسة المصرية !!!
أمر بديهي فما تربيت انت عليه داخل المدرسة أو المرحلة الابتدائية هو نفسه ما تجده في مراحل الحياة المختلفة كأنهم كانوا يدربونا منذ الصغر حتى نتعلم النقش في الكبر وليس على الحجر ، على سبيل المثال وليس الحصر :
ابن ابلة نوال بتاعة الجمعية أكيد فاكرينها يكون دائما أول الفصل مع إنه أغبى من أبلة نوال في توزيع الجمعية ونقول إيه المدرسين خايفين ما يقبضوش أول الشهر الجمعية ..
درس الإملاء الذي تكتب فيه كل نفس من أنفاس سيادة معالي المدرس وليس مستبعدا أن تكتب بكل صفاقة لقد كح الأستاذ – إلهي يزْوَر ونخلص من أمثاله - .
درس العلوم والذي تحفظ ما كتب في الكتاب وتنقشه في كراسة الاجابة بمنتهى الغباء لإن ابلة نوال لا تحب الشرح وخصوصا درس الأمراض التناسلية في السنة النهائية للإعدادية لا اعلم لماذا اصرت ابلة نوال على شرح الدرس حين يكون الفصل خالي من الأولاد – مكسوفة – طب أهي شرحت الدرس للديسكات – فصلنا كله أولاد يبقى درس وضاع ومطلوب الامتحان فيه - .
دروس الكيمياء والأحياء والفيزياء في الثانوية العامة كلها بدون معامل أو اختبارات – على ما اعتقد كلهم فاكرينا البرت آينشتين لسنا بحاجة لمعامل –
درس التاريخ والجغرافيا مصر حار صيفا معتدل ممطر شتاءا – امال البرد اللي بنعانيه دا ايه – اخرس يا ولد انت هتفهم اكثر من كتاب المدرسي ، لماذا اذن لم يتحدثوا عن سلالة قراقوش في التعليم ؟؟؟
نفس النقاط دي تجدها وبقوة في الجامعة خذ مثلا على سبيل المثال :
ابن الدكتور فلان أو بنت الدكتور علان لازم يكون أول الدفعة – تقريبا داخلين شركة في كشك أهو حاجة أكبر من جمعية أبلة نوال إلهي يكسفها - .
اكتب كل كلمة يقولها الدكتور حتى لو عطس أو شرب مياة – لقد عطس الدكتور وبرقع له إزازة مية - .
المعامل مقفولة على طلاب كلية علوم ذاكروا نظري يا أولاد لإن الدكتور عمل مكانكم التجارب – خونة ألا تثقون في الدوك ؟ - .
درس التاريخ إعلان أن جميع أعضاء هيئة التدريس من الابتدائي إلى الجامعة ابناء وأحفاد قراقوش المقرقش ويمكن يكون كمان المقرمش ..
درس الإحصاء تسجيل أعلى نسبة غباء عن العام الماضي ..
كل هذا داخل نظام تعليمي مقيد ومعقد كيف له التغيير على ما اعتقد إن العيب ليس فقط في الأنظمة والمناهج بل العيب في أمثال هؤلاء الذين تشربوا بالأنظمة ورضعوا المناهج ..
اتمنى أن نجد حلا قبل أن اكره الكشري واضعه في القائمة مع المكرونة بالبشاميل ...