كنت أود أن أصمت بخصوص فيلم "بنتين من مصر "، و كنت أود ألا أتحدث عنه، لكنني بعدما رأيت أنه ساهم في ضياع المستقبل المهني الباهر لإحدى اللاتي أعرفهن، أعتقد أنه من الجرم ألا أتحدث بلسان من هن في مثل سني .
لقد تسبب هذا الفيلم في شياع حالة من القلق الرعب بين الفتيات الغير متزوجات و اللاتي اقتربن من الثلاثين أو تعدينها، و هذا ما لا يعجبني، ولا أحبه، و لن أكذب فأقول أن الأمور وردية في هذه السن خاصةً في مجتمع عربي يضغط كثيرًا على فتياته ليتزوجن و ليحملن لافتة "متزوجة" مبكرًا قبل أن تصيبهن عدوى التأخر التي أصابت فلانة وعلانة.. وترتانة أيضا..!!
ما أعرفه وما بدا واضحًا جليًا هو أن كم المبالغة في حالة السواد الطاغية على الفيلم بألوانه شديدة الكآبة.. التي جعلت المناظر غامقة للرائي، والتزام المخرج بوحدات لونية كئيبة وقاتمة يبعثان على القلق والتوتر، وتكدير المزاج ،وعدم الراحة بالنظر المجرد إليها.
شيء آخر، إن هذه المشكلة تبدو محدودة للغاية في الطبقة المتوسطة والفقيرة، و لكن اللاتي يعانين حقًا من التأخر هن المنتميات إلى الطبقات الأعلى بالمجتمع، حيث تصير فرصة الحصول على شخص مناسب صعبة، وأنا أعي ما أقول، و هذا يزداد صعوبة كلما صارت الفتاة مستقلة أكثر، وكلما كانت أكثر نجاحًا و علمًا فإن الأمور عادة تصل إلى حدٍ أعلى من التعقيد، وبالحسابات العادية للأشياء فإن الوسط الذي تنتمي إليه الفتاتان بالفيلم لا تشيع فيه مشكلة تأخر سن الزواج كثيراً . وبالمناسبة ، فإن المجتمع العربي يصنف وجود فتيات غير متزوجات إلى شيء بحجم الكارثة، فيتزوجن تحت الضغط و يصير المجتمع يحمل كارثة أكبر، طلاقات و محاكم أسرة و مشاكل رؤية و حضانة..!!
ما أريد ان أقوله، هو أن هذا الحجم من السواد لن يسمح الله بوجوده في حياتنا مادمنا مؤمنين بوجوده، و بعدله و بقدرته على تقسيم الأرزاق سبحانه، و أنه لا داعي للخوف أو للإرتجاف رعبًا من اقتراب الفتاة من الثلاثين، فيوم عيد مولدي الثلاثين حصلت على حفلتين في يوم واحد، و قد قال لي أحد أصدقائي : " مرحبًا بكِ في السنوات الأفضل من حياتكِ "
و هذا حقيقي، فوصولك إلى الثلاثين لا يعني أبداً أن حياتك إنتهت، فكونك في الثلاثين يعني أنكِ عرفتِ طريقك، و صرتِ مستقرةً مهنيًا وحققتِ بعض طموحاتكِ، وصرتِ أكثر خبرة في الحكم على الآخرين وبالتالي فإنك تستطيعين حماية نفسكِ من أن يعبث بكِ أحد، أو أن يستنزف مشاعركِ أحد، مما سيجعلك أكثر نضجًا في اختيار شريك حياتك، وأكثر انفتاحًا و مرونة ،و لا يعني هذا أبدًا أن فرص الزواج انتهت أو ذهبت، لكنك ستصيرين أكثر دقة، وأكثر قدرة وحكمة، وهذه الصفات لا يقدرها ولا يفهمها إلا نوعٌ خاص من الرجال، الذي يؤمن بكِ، و يحترم قناعاتك ولا يسفه من اهتماماتك وطموحاتك، و الذي عادةً ستكون ثقافته تقارب ثقافتك، بدلاً من التسرع واختيار شخص ربما لا يتحدث لغة تفهمينها لأنه مختلف عنكِ اجتماعيًا أو يخشى من تفوقك و استقلالك، وأنا أعرف أن هذا موجود.. ورأيت أمثلة حية بل إنني عشتُ فيها كطرف أيضًا..!!
أتفهم أن هناك صعوبات نمر بها، وأتفهم أن لدينا احتياجات كثيرة، لكنني على قدر كبير من التأكد بأن حياتنا جميلة كما هي و تستحق أن نعيشها وأن نستمتع بكل لحظة فيها، خاصة وأن الله خلقنا لعبادته ولإعمار الأرض، وواجب العبادات يجعل الحياة أسعد وأكثر هدوءًا واتزانًا واستقرارًا، و تعمير الأرض لا يتحقق فقط بالزواج وإنجاب الأبناء، بل يتحقق أيضًا بالعمل وبخدمة عباده والقيام على حاجاتهم.
لن أقول أنني أكره هذا المجتمع الذي يضغط علينا كل يوم لنتزوج، لكنني أود أن تتغير مفاهيمه، وأن تتغير موروثاته، فيصير من حق الإنسان أن يختار شريكه وأن يتزوج وقتما أراد، دون قيود زمنية كتلك التي نستعملها لإنجاز المشاريع، لأننا بشر، والمشاريع تختص بالجمادات والآلات.
لا أؤيد ثقافة القلق التي ينشرها أنصاف الفاهمين في هذا المجتمع، ولا أؤيد ثقافة الرعب أيضًا، لكنني مع التفهم، مع التغيير، مع الانتقال إلى العصر القادم حيث يمكن للإنسان أن يعيش بحرية وأن يتمكن من التنفس دون أن يعد عليه المجتمع أنفاسه، وخطواته وكيلومترات سيارته، بدلًا من أن يعد إنجازاته، وخبراته و مواهبه.
الأمور ليست سيئة في الثلاثينات، أي أنكِ لن تضطري إلى النوم على كرسي أو النوم في حديقة مثل امرأة يائسة، فقط لا تصدقي الأفلام التي تعرض قضيتي وقضيتك على أنها مأساة بألوان كئيبة مفجعة، فحياتي ليست مأساة ولا تدعو إلى الشفقة، ولا أي شيء من هذه الأشياء، لكنني أعمل بجد، مستقلة ماديًا، وأسير بخطوات ثابتة نحو طموحاتي العملية، أمارس هواياتي دائمًا، وأهتم بأناقتي وثقافتي.
هكذا يجب أن تكوني في ثلاثيناتكِ، واثقة، ناجحة، مستقلة، خبيرة، قوية، أنيقة ومثقفة .
لن تكوني يائسة أو بائسة، لن تكوني وحدكِ إلا إذا اخترت ذلك، و سيكون لديك بالفعل من يمدك باحتياجاتكِ النفسية من الدعم والعاطفة، فالله الذي يرزقك أعلم بكِ، و لن يترككِ وحدكِ.
أحسب أنني بهذا استطعت أن أفند إدعاءات هذا الفيلم، الذي جعل صديقتي تتزوج وتسير إلى المحاكم بعد ثمانية شهور من الزواج، ما بين مؤامرات زوجها و أهله، وما بين القوانين الضائعة. فكرن جيداً، استمتعن بالقهوة وبصحبة الآخرين، اقرأن الكتب، انفردن بأنفسكن في عبادة الله سبحانه، و اعملن بجد .
تحية إلى كل بنات تاء التأنيث.. و قبلة على جبين كل منهن..
لقد تسبب هذا الفيلم في شياع حالة من القلق الرعب بين الفتيات الغير متزوجات و اللاتي اقتربن من الثلاثين أو تعدينها، و هذا ما لا يعجبني، ولا أحبه، و لن أكذب فأقول أن الأمور وردية في هذه السن خاصةً في مجتمع عربي يضغط كثيرًا على فتياته ليتزوجن و ليحملن لافتة "متزوجة" مبكرًا قبل أن تصيبهن عدوى التأخر التي أصابت فلانة وعلانة.. وترتانة أيضا..!!
ما أعرفه وما بدا واضحًا جليًا هو أن كم المبالغة في حالة السواد الطاغية على الفيلم بألوانه شديدة الكآبة.. التي جعلت المناظر غامقة للرائي، والتزام المخرج بوحدات لونية كئيبة وقاتمة يبعثان على القلق والتوتر، وتكدير المزاج ،وعدم الراحة بالنظر المجرد إليها.
شيء آخر، إن هذه المشكلة تبدو محدودة للغاية في الطبقة المتوسطة والفقيرة، و لكن اللاتي يعانين حقًا من التأخر هن المنتميات إلى الطبقات الأعلى بالمجتمع، حيث تصير فرصة الحصول على شخص مناسب صعبة، وأنا أعي ما أقول، و هذا يزداد صعوبة كلما صارت الفتاة مستقلة أكثر، وكلما كانت أكثر نجاحًا و علمًا فإن الأمور عادة تصل إلى حدٍ أعلى من التعقيد، وبالحسابات العادية للأشياء فإن الوسط الذي تنتمي إليه الفتاتان بالفيلم لا تشيع فيه مشكلة تأخر سن الزواج كثيراً . وبالمناسبة ، فإن المجتمع العربي يصنف وجود فتيات غير متزوجات إلى شيء بحجم الكارثة، فيتزوجن تحت الضغط و يصير المجتمع يحمل كارثة أكبر، طلاقات و محاكم أسرة و مشاكل رؤية و حضانة..!!
ما أريد ان أقوله، هو أن هذا الحجم من السواد لن يسمح الله بوجوده في حياتنا مادمنا مؤمنين بوجوده، و بعدله و بقدرته على تقسيم الأرزاق سبحانه، و أنه لا داعي للخوف أو للإرتجاف رعبًا من اقتراب الفتاة من الثلاثين، فيوم عيد مولدي الثلاثين حصلت على حفلتين في يوم واحد، و قد قال لي أحد أصدقائي : " مرحبًا بكِ في السنوات الأفضل من حياتكِ "
و هذا حقيقي، فوصولك إلى الثلاثين لا يعني أبداً أن حياتك إنتهت، فكونك في الثلاثين يعني أنكِ عرفتِ طريقك، و صرتِ مستقرةً مهنيًا وحققتِ بعض طموحاتكِ، وصرتِ أكثر خبرة في الحكم على الآخرين وبالتالي فإنك تستطيعين حماية نفسكِ من أن يعبث بكِ أحد، أو أن يستنزف مشاعركِ أحد، مما سيجعلك أكثر نضجًا في اختيار شريك حياتك، وأكثر انفتاحًا و مرونة ،و لا يعني هذا أبدًا أن فرص الزواج انتهت أو ذهبت، لكنك ستصيرين أكثر دقة، وأكثر قدرة وحكمة، وهذه الصفات لا يقدرها ولا يفهمها إلا نوعٌ خاص من الرجال، الذي يؤمن بكِ، و يحترم قناعاتك ولا يسفه من اهتماماتك وطموحاتك، و الذي عادةً ستكون ثقافته تقارب ثقافتك، بدلاً من التسرع واختيار شخص ربما لا يتحدث لغة تفهمينها لأنه مختلف عنكِ اجتماعيًا أو يخشى من تفوقك و استقلالك، وأنا أعرف أن هذا موجود.. ورأيت أمثلة حية بل إنني عشتُ فيها كطرف أيضًا..!!
أتفهم أن هناك صعوبات نمر بها، وأتفهم أن لدينا احتياجات كثيرة، لكنني على قدر كبير من التأكد بأن حياتنا جميلة كما هي و تستحق أن نعيشها وأن نستمتع بكل لحظة فيها، خاصة وأن الله خلقنا لعبادته ولإعمار الأرض، وواجب العبادات يجعل الحياة أسعد وأكثر هدوءًا واتزانًا واستقرارًا، و تعمير الأرض لا يتحقق فقط بالزواج وإنجاب الأبناء، بل يتحقق أيضًا بالعمل وبخدمة عباده والقيام على حاجاتهم.
لن أقول أنني أكره هذا المجتمع الذي يضغط علينا كل يوم لنتزوج، لكنني أود أن تتغير مفاهيمه، وأن تتغير موروثاته، فيصير من حق الإنسان أن يختار شريكه وأن يتزوج وقتما أراد، دون قيود زمنية كتلك التي نستعملها لإنجاز المشاريع، لأننا بشر، والمشاريع تختص بالجمادات والآلات.
لا أؤيد ثقافة القلق التي ينشرها أنصاف الفاهمين في هذا المجتمع، ولا أؤيد ثقافة الرعب أيضًا، لكنني مع التفهم، مع التغيير، مع الانتقال إلى العصر القادم حيث يمكن للإنسان أن يعيش بحرية وأن يتمكن من التنفس دون أن يعد عليه المجتمع أنفاسه، وخطواته وكيلومترات سيارته، بدلًا من أن يعد إنجازاته، وخبراته و مواهبه.
الأمور ليست سيئة في الثلاثينات، أي أنكِ لن تضطري إلى النوم على كرسي أو النوم في حديقة مثل امرأة يائسة، فقط لا تصدقي الأفلام التي تعرض قضيتي وقضيتك على أنها مأساة بألوان كئيبة مفجعة، فحياتي ليست مأساة ولا تدعو إلى الشفقة، ولا أي شيء من هذه الأشياء، لكنني أعمل بجد، مستقلة ماديًا، وأسير بخطوات ثابتة نحو طموحاتي العملية، أمارس هواياتي دائمًا، وأهتم بأناقتي وثقافتي.
هكذا يجب أن تكوني في ثلاثيناتكِ، واثقة، ناجحة، مستقلة، خبيرة، قوية، أنيقة ومثقفة .
لن تكوني يائسة أو بائسة، لن تكوني وحدكِ إلا إذا اخترت ذلك، و سيكون لديك بالفعل من يمدك باحتياجاتكِ النفسية من الدعم والعاطفة، فالله الذي يرزقك أعلم بكِ، و لن يترككِ وحدكِ.
أحسب أنني بهذا استطعت أن أفند إدعاءات هذا الفيلم، الذي جعل صديقتي تتزوج وتسير إلى المحاكم بعد ثمانية شهور من الزواج، ما بين مؤامرات زوجها و أهله، وما بين القوانين الضائعة. فكرن جيداً، استمتعن بالقهوة وبصحبة الآخرين، اقرأن الكتب، انفردن بأنفسكن في عبادة الله سبحانه، و اعملن بجد .
تحية إلى كل بنات تاء التأنيث.. و قبلة على جبين كل منهن..