لماذا خذلتني؟

أفكر الآن بشدة في تلك الأسباب التى قرَّرتَ لأجلها أن تبتعد وتفضل حياةً أخرى بلا معنى.. أفكر في إحصاء مراتٍ طلبتُ فيها منك أن تحافظ على أشياء جميلة وُلدت بيننا.. أحاول أن أتذكر على وجه التحديد كم المرات التي طلبت منك فيها ألا تخذلني أمام ذاتي.. ألا تجعلني أنظر في مرآتي فلا أعرفني.
في تلك المرات التي طلبت منك فيها ألا تخذلني.. كنت خائفة حقًا.. خائفة من ردود فعل قد يصنعها المستقبل داخلنا.. وخائفة من هزائم قد تلحق بنا.. لكني يومًا لم أخشَك، ولم تتهاوَ ثقتي بك..
كنت أنت مصدر الأمان لقلبي.. كما كنت أشياءً كثيرة ما ظننتها يومًا ستُسحق
أكتب اليك الآن ولا أريدك أن تقرأ أيًا من أحرفي.. فأنت تعرف جيدًا كم أدّعي القوة وأرفض الهزائم.. أضحك كثيرًا ويرتفع صوتي وأنا أوقن.. أنها محاولة ساذجة لملء فراغ الوجع الذي تركته قسوتك بروحي..
تلك الندبات والخدوش شديدة الدقة.. مازلت أخفيها باقتدار.. مازلت أحافظ على سكونها حتى لا تثور وتعلن عن وجودها في جسدي الذي آلمتَه بأفعالك...
لا شئ يرهقني سوى حقيقيتي معك.. هل كنت تشعر بها؟ هل كنت تقدرها؟ هل كنت تخشاها؟
أجد الآن صعوبةً بالغةً في كتابة مزيد مما أشعر به.. ومما كنت أشعر به.. أجري مقارنات خاسرة بغيضة بين ما كنا عليه وما أصبحنا فيه..!!
أعلن لنفسي…. أن مزيدًا من التفكير يعنى مزيدًا من الضعف الذى بت أمقته تمامًا كما أمقت نفسي حين أتذكر كيف كانت تثق فيك دون أدنى مساحة من الشك.. كان حبك ضمانًا وحيدًا.. سارِيَ المفعول.. كافيًا لقدر من الطمأنينة يكفيني لأحيا عليه.
 
كتاب المئة تدوينة. Powered by Blogger.

التصنيفات

القائمة الكاملة للتدوينات

 

© 2010 صفحة التدوينات المرشحة لكتاب المئة تدوينة