بعد رحيلك

وفي يوم من الأيام..
سأصحو لأجدني قد تخلصت من بقايا ملابسك وتصدقت بها على روحك لشحاذي المدينة، كي أراك فيهم كل يوم. سأعود إلى منزلنا وسأوقد كل الشموع التي كنت تطفؤها. سأفتح النوافذ كي أستقبل شمس يوم جديد، ورائحة المطر لاتزال في أنفي، سأفعل كل هذا وأنا أحتسي قهوتي الصباحية.
أعرف تلك الدمعة التي ستنحدر من عيني على أيام ذهبت إلى صناديق الذكريات، لكنني سأمسحها سريعًا عندما أنظر إلى مقعدك المفضّل لأراه فارغًا، وستزداد طُمأنينتي عندما تطغَى رائحة المطر على رائحة التبغ الكامنة في أنسجة المقعد. سأرفع عيني لأرى ذلك الجزء المكسور من المرآة، ذلك الجزء الذي أصر ألا يتحطم في آخر معركة لك هنا، عندما استقر قرينُه بعد تناثرت شظاياه في ذراعي. سأكشف ذراعي لأرى كل الجروح قد التأمت، وسأنظر لركن المرآة المكسور لأرى ابتسامتي قد عادت لتقول لي: "البقاء لله".
 
كتاب المئة تدوينة. Powered by Blogger.

التصنيفات

القائمة الكاملة للتدوينات

 

© 2010 صفحة التدوينات المرشحة لكتاب المئة تدوينة