هل قلت أني أحبك؟

اليوم يوم جميل، بل في الواقع، ربما أكثر من جميل
فقد حللت المشكلة التي كانت تعترضني منذ فترة
أحس بالإنتصار و تملأنى السعادة
ولكن ليس هذا ما أريد أن أقوله
أريد فقط ان أقول.. أني.. أحبك

اليوم يوم عادي، بل في الواقع، ربما أقل من عادي
أشعر بإنقباض في قلبي، لا أرغب في فعل أي شيء
تحوم حول روحي الكثير من المخاوف والآلام
ولكن ليس هذا ما أريد أن أقوله
  1. أريد فقط أن أقول.. أني.. أحبك

اليوم يوم سيئ، بل في الواقع، ربما أكثر من سيء
أشعر بألم في رأسي، أعاني من المرض
سبب لي الدواء كثيرا من الأعراض الجانبية
ولكن ليس هذا ما أريد أن أقوله
أريد فقط أن أقول.. أني.. أحبك

فأنا لا أريد أن أطلب منك شيئا، لن أطلب منك أن تنجز مهمة ما من أجلي، لن أطلب منك مالًا يا أبي، لن أطلب منك نوع من الطعام يا أمي، لن أطلب منك أن تذاكر يا ابني، و لن أطلب منك أن تختاري لي فستانا أخرج به يا ابنتي، لن أطلب منك أن تذهب معي إلى مكان ما يا زوجي، لن أطلب منك أن تأخذي بذلتي إلى المغسلة يا زوجتي، فأنا أريد فقط أن أقول.. أني.. أحبك.

لماذا لا يعتبر التعبير عن الحب جزءًا من ثقافتنا كعرب؟ أقصد هنا الحب بمعناه الواسع كما هو واضح، لماذا لا نقول لمن نحبهم أننا نحبهم، و أستثني من سؤالي العشاق الذين يفعلون ذلك غالبا، و المخطوبين الذين يفعلون ذلك مؤقتا حتى يصيبهم الخرس الزوجي، لماذا لا نقول لآبائنا وأمهاتنا وأقاربنا  أصدقائنا وأبنائنا وأزواجنا وزوجاتنا أننا نحبهم؟ فكلمة "أحبك" كلمة بسيطة للغاية، قصيرة ومؤلفة من أربعة حروف فقط، فلماذا يصعب علينا نطقها لهذه الدرجة؟ فلنجرب إذا أن نكتبها ربما تكون الأمور أسهل، و إذا خجلنا من كتابتها بالعربية فلنجرب لغة أخرى، فالكلمات المحرجة في لغتنا الأم تصبح أقل إحراجا باللغات الأخرى، و لكن لماذا تسبب لنا كلمة تعبر عن أرقى شعور في هذه الدنيا الإحراج بينما يفترض أن يسعدنا قولها؟
أفكار دارت برأسي وأنا أراقب صديقتي الإنجليزية التى يقترب عمرها من الستين تنهي مكالمتها مع زوجها بقولها: "أنا أحبك"، فتبادلت أنا وزوجى إبتسامة، أعجبنا ما قالته و لكننا لا نفعل ذلك عادة رغم أننا نصغرها هي وزوجها بعقود طويلة.

أرجوكم قولوا لمن تحبونهم أنكم تحبونهم قبل فوات الأوان، فمن منا يدري إلى متى سيظل في هذه الدنيا، قولوها ولن تندموا، تجاوزوا حرج عدم التعود حتى تجعلوا منها عادة، قد يكون هذا حلما غير قابل للتحقق ولكني إنسانة حالمة، على الأقل الجزء مني الذي يكتب في هذه المدونة كذلك، لهذا فسأتمسك بالحلم و إن كان قريبا من المستحيل.
 
كتاب المئة تدوينة. Powered by Blogger.

التصنيفات

القائمة الكاملة للتدوينات

 

© 2010 صفحة التدوينات المرشحة لكتاب المئة تدوينة