أكان فعلا صديق؟

عندما سلمت عليه.. أخذني بالحضن.. نادني باسمي كأنه يعرفني جيدًا منذ زمن.. كان مع أصدقائي.. يتكلمون يضحكون.. بالتأكيد يعرفونه جيدا.. لا أقدر أن أشك فى ذلك.
تكلم معي.. حدثني عن ذكريات عشنها مع بعض.. بل وصل الحديث إلى بعض الأسرار الخاصة بي.. التي ليس لها معنى إلا أنه صديق قديم لي. الغريب أني لا أتذكره ولا أتذكر اسمه أو أتذكر أني رأيته قبل هذا اليوم.. و لكن الذكريات والأسرار التي تكلم عنها صحيحة ولكنه في ذاكرتي.. ليس هناك.. هل من الممكن أن يمحى شخص من الذاكرة بهذا الشكل..؟! و كيف حدث ذلك.. ولماذا هو بالذات الذي لا أتذكره.. هل هو فعلا صديق لي.. أم أن هناك أمر ما يدور ورائي؟
تكلمت معه بشكل طبيعي كأني أعرفه كما يعرفني.. عرفت اسمه وبعض الأمور عنه.. كان شخص لطيف ذو حس فكاهي وعقل مفكر.. هل يريدني أن أثق فيه.. أم أنه يثير إعجابي به.. أم أنه على طبيعته؟

قال أني ليست في المود اليوم وأنى كثير السرحان.. قلت أن ذلك بسبب حرارة الجو العالية.. رد بإبتسامة صافية جعلتني أبادله الابتسامة بتلقائية.. هل أبدأ صداقتي معه بهذه الابتسامة.. أم يجب أولا البحث في الماضي عنه؟.. هل الماضي على الرغم من عدمه شيء حاضر يرسم مستقبلنا.. أم أننا قادرون على أختيار الطريق في كل لحظة ؟
أعرف جيدا أن ذاكرتي ضعيفة وكثيرا لا أتذكر أسماء ووجوه الكثيرين.. و لكني دائما ما أجيد التعامل مع هذة المواقف كأنى ألعب إحدى لعب الاكتشاف.. و لكن أن أنسى صديق -إذا كان صديق- بهذا الشكل فهذا شيء جديد.. كان لابد من الاختيار.. دائما لابد علينا الاختيار.. و ها أنا قد أخترت.. فإذا تنكر لك الماضي.. أجعل من حاضرك ماضي جديد.


الكاتب:  أحمد غازي المدوّنة: أهل الشاطئ الآخر
 
كتاب المئة تدوينة. Powered by Blogger.

التصنيفات

القائمة الكاملة للتدوينات

 

© 2010 صفحة التدوينات المرشحة لكتاب المئة تدوينة