أنا عايزه أتجوز

ميكانيكي! أيوه بجد، هو ده الحل الأمثل لمشاكل البنات مع عربياتهم اللي بتخليهم رايحين جايين على الميكانيكية ولا كأنهم الكوافير! وكل مرة يقولها لأ دي حاجة بسيطة والعربية زي الفل، وهي غلبانة على قدها في موضوع الميكانيكا وتصدقه وتكع المبلغ التمام وتأخد عربيتها تطبطب عليها وتروح، وهوب، هي آخرها يومين بالكتير أسبوع وترجع الحلوة تكحكح تاني. يا ست أنتي مش كنت لسه عند الدكتور، يوووه، أقصد المكيانيكي؟ ايه انتي بس فيكي ايه؟ دنا حتى ولا هبدتك في الشارع ولا نشفت ريقك ولا جوعتك ومشيتك على آخر لتر بنزين ولا قسيت عليكي وسقتك في شوارع مدشدشة. أنا فاضل أنزل وأشيلك وأمشي بيكي.
بس برضو الحلوة ملهاش دعوة!
طب أروح لنفس الراجل اللي كان بيجرب فيكي المرة اللي فاتت، ولا نروح نفتح فتحة عند أسطى تاني؟ خلينا في نفس الراجل مبدئيا كده. ترجع للميكانيكي وهي بتجز على سنانها وعمالة تلم لسانها عشان الأدب فضلوه على العلم. وييجي عمو الموكانيكي وتشتكيله وهي مركبة الوش الخشب، فيرد عليها بمنتهى الثقة "العربية سليمة وانتِ بيتهيألك!" ولو تطول معاه في الكلام كان ناقص يسمعها طريحة "انتِ ايش أخششك أنتِ في الحاجات دي؟ ده شغلي مش شغلك." طب يعني هي هتكذب اللي حساه في الدريكسيون والفتيس والدبرياج والفرامل والتزييق والصويت وأفلام الرعب اللي بتسمعها وهي سايقة عشان خاطر حضرته؟ طب تعمل ايه، خلاص تمشي تقنع نفسها يا بت يمكن.
تاخد العربية تفسحها يمكن نفسيتها تعبانة ولا حاجة. وعلى ما تغيب خمساية ترجع تلاقي الحلوة حالفة ماهي ماشية. حبكت يا ست؟ يا بنت الحلال محنا كنا هناك وأنتِ عملتي فيها العاقلة الراسية وخلتيه يضحك عليا. طب أنا لازم أعرف فين المشلكة بالضبط وأجمع الأدلة والبراهين عشان الكلام يكون موثق وميتهمنيش بالغباء تاني.

وكأن العربية كانت شاهدة على نبرة الاستعلاء اللي اتكلم بها الأسطهندس، فقررت متحرمش صاحبتها من حاجة. الفتيس مبينقلش ماشي، الرادياتير بينقط ميه تغيير وطراوة، الكلاكس بيعلق بلا دوشة، دي كلها حاجات رفايع يعني. ومرة واحدة الحلوة حبت تكرمها قامت نطرت حاجة كدة ووقفت محلك سر! في ايه يا ست؟ فين الدبرياج؟ هو كان تقيل بس كان موجود. وتنزل من العربية تفتح الكابوت عينيها ما تشوف إلا النور: الموتور ساقط! وتبص عالدبرياج تلاقيه نط وخرج عن تنظيم الدواسات!
دي كده هاصت وزاطت ومفيش غير نجدة السيارات تيجي تشيلك هيلا هوب! أنت كان نفسك تتمرجحي من زمان، أنا عارفة. اتفضلي اركبي بس متستهبليش وتنطي من فوق.

غيرت الميكانيكي بأه. البشمندس المرة دي قالها إن المسألة بسيطة يعني. قواعد الموتور وقعت. (مين القواعد دول وايه اللي وقعهم؟ هما دول الحاجة اللي سمعتها بتدحرج على الأرض؟). دول أصلا المفروض بيتغيروا عادي يعني. (طب وأنا ليه معرفش الحكاية دي؟). خلاص يا بشمهندس خلي العربية معاك تقضي الويك أند وشوفلها كمان تسريب الميه وربط العفشة لحسن بتحسسني إنني مرة واحدة هلاقي كل حاجة في حتة وأنا ماشية بالكرسي والدركسيون وبجدف برجلي في الأرض. خليها عندك وأنا لما أعوزها هآجي أخدها.
الغريبة بأه إنني تقريبا غيرت كل حاجة كان ممكن تتغير في العربية ما عدا السواق (اللي هو أنا) وكان الميكانيكي يعمل علي أفلام من نوعية لأ متحطيش مية من الحنافية، دي تأخد ميه خضراء (ولما أسمع حد الكملتين دول يضحك!)، لأ العربية مية مية والعفشة تمام، وأنا أمشي أسمع كركرة وتخبيط، لأ مش محتاجة أي حاجة (هو أسبوع وتكون مصيفة عند ورشة غيره)، لأ أنا هغيرلك خرطوم الميه (يقص مينفعش يغير تشتغل حلاوة وأرجعله بعد أسبوعين عشان بتنقط تاني!) لما كنت بفكر أحول المرتب عند الورشة وأخلص.
الأغرب بأه سبحان الله، فعلا الكريم، يوم ما جيت أبيعها المشترين جابوا واحد ميكانيكي فعص فيها وفلاها، وطلع بنفس النتيجة: العربية دي زي الفل. (أومال العيب فيا أنا؟ أنا اللي بجيبلها العصبي يعني؟) على العموم الحمد لله راحت لصاحب النصيب وهو كمان زحلقها لصاحب النصيب (كنت مستنية صاحب النصيب الأولاني يكلمني يشتمني ولا حاجة ولا يستدعيني أشوف الحلوة مالها، لكن ده محصلش عشان وربنا ستر). أهي عربيات وبتسوقنا وميكانيكية ويستعبطونا وفي الآخر يوم ما العربية تمشي الشارع يقف. أرزاق! 
صديقتي الصدوقة فعلا كانت عند الميكانيكي الأسبوع ده وغيرلها قواعد الموتور وروق العربية ولما جت تخرج بيها لقيت صوتها عالي والفتيس والدبرياج غريبين. رجعتله فهمها إن دي تهيآت وهلاوس فخدت العربية وخرجت وقبل ما تروح كان الفتيس بينقل بالعافية والدبرياج مش فاكرة فيه ايه.. المهم إن الميكانيكي شايف إنها خيالات! تعمل ايه الغلبانة في العربية اللي مش هتمشي لحد أي حتة النهاردة؟

نستقيل ونقعد نعيط جنب العربية؟ نشتري بسكيلته؟! نولع في شهادتنا ونروح نتعلم ميكانيكا (أروح أنهي كلية؟)

 
كتاب المئة تدوينة. Powered by Blogger.

التصنيفات

القائمة الكاملة للتدوينات

 

© 2010 صفحة التدوينات المرشحة لكتاب المئة تدوينة