إذا سألك التاريخ عني

أكتب لك يا ولدي....
و أنا أعلم أنكم على مشارف ثورة جديدة في البلاد
لعلكم اليوم تنجحون فيما فشلنا فيه البارحة

إذا سألك التاريخُ عني، قل له: إنه كان من الحالمين
الذين تشبثوا بالأمل في زمن كان الأملُ فيه شيئًا مكروهًا
قل له: إنه ممن جُرحت حناجرُهم
فى ندائهم على الفجر البعيد
في أحيائهم لا في الميتين

إذا سألك التاريخُ عني
قل له: إنه ممن رسمَ طرقَ الحرية للميدان
إنه ممن اخترق الكردونات الأمنية بهُتاف "الله أكبر"
و ذاق جسدُه ضرب العِصِيِّ
و سال دمُه من الرصاص المطاطيِّ و الخرز
و اختنق صدره من دخان قنابلهم المسيلة للدموع
و احترقت عيناه بدخان الظلم و الكبت
قل له: إنه قدَّم روحه قربانًا للحرية

إذا سألك التاريخُ عني
قل له: إنه كان من أهل الميدان
الذين تعانقوا مع أسفلت الطريق
و رأوا نجوم السماء تباركهم
و تنفسوا أولى نسمات الحرية
و ارتعش جسدهم من برد الليل

إذا سألك التاريخُ عني
قل له: إنه صاحب نفس طويل من الإيمان
و إنه لم يبع الحرية من أجل الأمن
إنه لم يرضَ بالحلول الوسط
و رفع شعار ثورة كاملة
إنه ممن لم يقبل التفاوض على الدم
و إنه ممن قال لا في وجه من قال نعم

و تذكر يا ولدي تلك الكلمات
فانها تعرقل أيَّةَ ثورة
نعم للاستقرار
كفَى
البلطجية
الفلول
ثورة مضادة
عجلة الإنتاج
فإنها كلمات تخفي داخلها الكثير

و تذكر يا ولدي
ثورة كاملة
ثورة كاملة
ثورة كاملة
 
كتاب المئة تدوينة. Powered by Blogger.

التصنيفات

القائمة الكاملة للتدوينات

 

© 2010 صفحة التدوينات المرشحة لكتاب المئة تدوينة