إلى التلفزيون المصري.. اللي اختشوا ماتوا في الثورة

هتكلم النهارده عن الإعلام المصري بشكل عام. ولما أقول الإعلام المصري في ناس كتير هتفتكر إن أنا هتكلم عن التلفزيون. لأ.. هتكلم عن نقطتين مهمين جدًا...
أول نقطة: ماسبيرو الذي أبهر العالم بالخداع والكذب.
تاني نقطة: شبكة رصد التي أبهرت العالم بالأخبار الحقيقية.

هنتكلم الأول عن التلفزيون المصري التابع للنظام حينذاك. طبعًا كلكم شفتوا وتابعتوا.عن نفسي كنت وأنا بقلب في التلفزيون كنت بعدي على قنوات النيل عشان أضحك مش اكتر. ففي أول أربع أيام ما شاء الله. الدنيا كانت مولعة وهم ما شاء الله جايبين صورة النيل ومفيش حد في الشارع. زي ما يكون المظاهرات هتطلع من النيل. هتطلع من المية وهم مستنيين ياخدوها حصري. وخد عندك بقى الأخبار الكذب والتضليل، واستخدام بعض المشاهير لجذب تعاطف الشعب مع النظام. من المشاهير دي بعضهم اللي كان عارف إنه بيكذب وداخل يستفز الناس. وبعضهم كان مضلَّل لإنه مكنش بيشوف إلا التلفزيون المصري. ولكن في الحالتين ميتسماش ده إلا (غباء فكري).
أنا أمي كانت بالنهار بتقعد عن سيدي الله يرحمه قبل ما يموت ويتفرجوا عالتلفزيون المصري. فتيجي لما تلاقيني بتكلم عن الثورة تتخانق معايا وإنتوا هتضيعوا البلد ومش عارف إيه. ولما تقعد تتفرج معايا عالجزيرة أو أفرجها على فيديوهات من على يوتيوب. تغير رأيها 180 درجة وتقول التلفزيون ده بيضلل الناس ليه كده؟. تيجي تاني يوم، تروح عند سيدي وتتفرج عالتلفزيون ومش عارف إيه ونفس القصه تحصل كل يوم.
فالتلفزيون المصري قام بحرب، آسف في اللفظ (وسخة) ضد الثورة، واستغل إن الطبقة الأكبر في مصر من الناس الطيبة البسيطة وابتدا يلعب على مشاعرهم. ولما وقع مبارك.. والله والله والله عمري ما أنسي اللحظه دي. يادوبك عمر سليمان كان بيقول خطاب التنحي وكنت أنا في اللحظه دي بقلب ووقفت عالمصرية. بعد ما قال التنحي، قام التلفزيون في لحظة جايب ميدان التحرير وجايب شوارع مصر والناس بتجري وفرحانة. ومشغل أغاني بقى وهايص. كنت ساعتها بدمع من التاريخ اللي بيحصل ده. بس كنت بضحك على سذاجة الناس دي بجد.

التلفزيون أبهر العالم وعلّم العالم معنى التضليل. وفي ناس بقت تقول ما احنا مكناش عارفين وكنا متضلَّلين..!! طب يا جماعة هو يعني كنتوا هتخترعوا الذرة لما تعرفوا الحقيقة؟. ده واقع وبيحصل. يقولوا الجزيرة كدابة. طب يعني هي بتجيب صور من الصومال يعني ولا إيه؟

نيجي للإعلام المحترم. بغض النظر عن الجزيرة مش هتكلم عنها لإن بصراحة وأنا شايف إنها تتحدث عن نفسها. هتكلم عن نموذج مصري أفتخر بيه كشاب مصري:
شبكة رصد.. كلنا طبعًا شفنا شبكة رصد على الفيس بوك. يوم 26 يناير صحيت من النوم عايز أعرف إيه اللي بيحصل. والتلفزيون طبعًا مشغل أفلام ومفيش في دماغه أي حاجة. كتبت في جوجل أخبار مصر حالاً وحاجات كده. لقيت موقع لسة جديد لانج اسمه شبكة رصد. دخلت عليه لقيته لسة لانج. لقيت صفحه ليهم عالفيس بوك ضغطت عليها وخشّيت. لقيت عليها أخبار كتير لحظة بلحظة. أول ما عملت لايك كانت الصفحه لا تتعدي الــ 4000 ميمبر. على ما قريت الأخبار كلها وعملت ريفرش للصفحة عشان الأخبار الجديدة. لقيت الصفحة زادت 10.000 فانز. وهكذا.. كل ما اعمل ريفرش ألاقي أكثر من 10.000 فانز زادوا. والصفحة انتشرت بسرعة جدًا. وجُم في عز الثورة قالوا شبكة رصد عميلة ومهياش من مصر زي ما كانوا بيقولوا على جروب خالد سعيد. ولكن بعد كام يوم ظهر فريق شبكة رصد. والشباب اللي عملوها كلهم طلبة جامعيين. معظمهم اللي نفذوا الفكرة من جامعة المنصورة. ثم أصحابهم من كل محافظة كانوا بينقلوا لهم الصور والأخبار من هناك.
وبكده شبكة رصد كانت هي المصدر الوحيد للأخبار. حتى الجزيرة كانت بتاخد منهم أخبار عشان اللي تعرضت ليه الجزيرة مكنش شوية. والأيام دي بجد كنت فخور بالشباب دي إنهم عملوا شيء من لا شيء. لكن كان شيء خرافي وشيء هيحسب ليهم في التاريخ. شكرًا شبكة رصد.

"هارد لك" تلفزيون النظام السابق وانسى إن حد يرجع يشوفك.
 
كتاب المئة تدوينة. Powered by Blogger.

التصنيفات

القائمة الكاملة للتدوينات

 

© 2010 صفحة التدوينات المرشحة لكتاب المئة تدوينة