المرأة ذلك العار الدائم

في مجتمعنا العقيم فكريا ونفسيا واجتماعيا تجد الأنثي مجرد عار على المجتمع ويعتبرها دائما كائن بشري موجود لغرض معين ولا يحق لها تعدي هذا الغرض. يرى الرجل مهما تطورت أفكاره وتقدمت أنها أنثي ويختلف مفهوم الأنثي من رجل لآخر متناسين أنها في الأصل إنســـــان. ففى أفضل الحالات يظل يحترمها كإنسانة لها الحق في الحياة بأكلمها من عمل وفن ورياضة وسياسة وغيرها طالما هي بعيدة عن أسرته أو معارفه المقربين وإذا إقتربت لتصبح زوجة أو أم أو أخت أو.. أو.. يتحول الأمر ليرى في نفسه الرجل القادر الذى لا يتم الاستغناء عنه لأي سبب و يرى فيها الأنثي الضعيفة دوما.
تجد لفظ اسم المرأة في الشارع عار، بل مجرد وجودها في الشارع عار وسبب في انتشار الرزيلة. ويتفق الأغلبية على كون ماضي المرأه عار وماضي الرجل مجرد تجارب.. كما يعتقدون بالمثل القائل أن الشيطان أستاذ الرجل وتلميذ المرأة. في الصعيد يظل محرما على المرأه أن تطالب بحقها في الميراث وحقها في الحياة ككل.. ويظل محرما عليها الحب والعشق ورغم ذلك يطالبونها لتكون العبدة الخادمة في فراش الزوجية.

المرأة في المسيحية يجب أن تشعر بالعار لمجرد أنها أمراة .. كما قال العلامة أكلمندس السكندري. والمرأة في الإسلام يرونها ناقصة عقل ودين لا يجب عليها الخروج من خيمتها السوداء.. لابد أن تتمسك بأكبر قدر ممكن من القيم والأخلاق وإلا انهارت وانهار وراها كل من عرفها..
وعلى النقيض، يرى البعض أن الأنثى هي السبب وراء كل كوارث العالم.. فهي السبب وراء كل حاكم مستبد استغل نفوذه ليفعل ما يشاء.. وهي وراء اندثار كثير من الحضارات كحضارة طراودة وغيرها.. كما كانت سوزان سببا في ما وصل له مبارك مثلا، وصل الأمر لدرجه أن فرنسا قامت بإنشاء مؤسسة كاملة في تحليل سؤال بات مؤرقا لهم.. هل المرأة إنسان أم لا؟
ألهذا يريدون حبسها في الصندوق الخشبي المكتوم؟؟ أيخافون من كونها عار فعلا؟ أم يخافون من تفوق قدرات المرأة عن الرجل؟ ففي المجال السياسي يضعون المرأة في عدد محدد من مقاعد الكوتا وفقط!! بالرغم من أن قدرات المرأة في التنظيم ومعايشة الواقع أكبر من قدرة الرجل. في المجال الفني يستخدمونها في الإغراء وفقط!! رغم أن الأنثي تستخدم مشاعرها في التمثيل بشكل جبار يسمح لها بفعل كل شيء. في المجال العملي يتجاهلونا إن لم تفرض نفسها على مجتمعها الذكوري الغض!! رغم أن الدراسات قد أثبتت أن المؤسسة التي تديرها إمرأة أكثر قدرة على الإنتاج بالمقارنة بنشاط نفس مؤسسة يديرها رجل.
يعترف الكثيرون بحق المرأة ودورها في الحياة عموما.. ولكن كيف يتم تجسيد هذا الاعتراف؟؟
إلى متى سنظل نراهم خادمات تعملن على سعادة الرجال أو على أفضل المقاييس قطعة جميلة مكانها بالمنزل وفقط؟ مستخدمين الكثير من الحجج والبراهين كالخوف عليها وحمايتها ومتناسين أنها قادرة جدا على حماية نفسها.. ففي بنجلاديش قامت امرأة بقطع العضو الذكري لرجل عندما فكر في اغتصابها، وفي صعيد مصر لا تطالب النساء بحقوقها رغم أنهن قادرات على رفع السلاح واستخدامه جيدا.. إذن فالمرأة تستطيع حماية نفسها جيدا وقتما أرادت.
إلى متى سنظل نتمسك بهذه الازدواجية الغبية في علاقتنا بالنساء؟ إلى متى سنسجن المرأة داخل أسوار حديدية في حين أننا نعترف بحقوقها كاملة؟ إلى متى ستعتبر المرأة ملكية خاصه للرجل (أب أو أخ أو زوج أو أيا كان ) تباع تحت مسمي الزواج.. و تشترى تحت مسمي الحب.. ليتحكم الرجل بعقلها و يحولها من أنسانه متكامله إلى قطعه لابد وأن تكون منه ؟؟ إلى متى سيقف القانون بجانب الرجل وضد المرأة في الكثير من القوانين لمجرد أنها إمرأة؟؟ إلى متى كوننا إناث سيمنعنا من التقدم والعمل والانتاج والحرية والشعور بقيمة أنفسنا؟ إلى متى ستتحكم الموروثات بنا؟ أليس من حقها أن تضعف؟ أن تعشق؟ أن تعمل؟ أن تغير مجرى الحياة؟

لابد من تفكيك هذه الموروثات العقيمة ضد إنسانية المرأة.. لابد وأن تعامل كـإنسان
أنــــــا.. أنثى.. وأفتخــر
أحب الحيـاة.. أعشق العمــل.. و لدي طموح لا ينتهي
لدي من القوة ما يكفيني.. ومن الأخلاق ما يغنيني.. ومن المشاعر ما يسعدني
كفى تنازلات لن أتنازل عن كوني أنثي.. ولن أتنازل عن حقوقي.. و لن أتنازل عن طموحي بعد اليوم "طموحي انا"
فخورة بكوني أنثي وسحـقــــًا لـك أيهــــا المجتمع المريض.
 
كتاب المئة تدوينة. Powered by Blogger.

التصنيفات

القائمة الكاملة للتدوينات

 

© 2010 صفحة التدوينات المرشحة لكتاب المئة تدوينة