فِي ساحةِ الذِّكرياتِ أَتجوَّلُ، أرَى عيْنَيْكِ لأَوَّل مرَّةٍ فِي مُنتَزَّهِ الْأَحلاَم، تَغْرُبُ الشَّمْسُ وتَخافِينَ أن يَغْربَ وجْهي عنْ حياتِكِ؛ فتبْكينَ، وتَحتَضِنِينَ دمْيتِي وتتشَبَّثينَ بها، أتُوه وَسطَ الزِّحامِ باحثًا عنْ عينيْك فِي كلِّ الأَعيُنِ التِي أقابِلُها، أرَاكِ منْ خلفِي وأنتِ تُهرولِينَ نحْوي تُلَوحينَ لي، والدُّموعُ تغرِقُ وجهَكِ، تُحركِينَ شِفاهَكِ: هتوحشني يا حبيبي.
أراكِ فِي حَديقةِ الزُّهورِ؛ لتَكُونِي أَجملَ زَهرةٍ تُزيِّن حَياتِي، نَجلسُ لنَشربَ عصيرَ الفراولة، تَموءُ القططُ من حولِنَا، تُرفرفُ حَوْلنا نحلةٌ تحملُ عسلَ الحُبِّ، أُهْديكِ وردةً باسمةً، أقرأُ لكِ الْكفَّ، فتَمُرُّ حياتُنا أمَامِي، أَخافُ أنْ أفقِدَكِ وأُجهِشُ بالْبكَاءِ، آخذُكِ بينَ ذرَاعيَّ لِأتشَبَّثَ بكِ.. هتوحشيني أوي يا حبيبتي.
فِي غفْلةٍ منَ الدُّنيَا ننْتَشِي بِسكْرَةِ الحُبِّ، نهَرْوِلُ في الشَّوَارعِ كالمَجَانِينِ، نضحَكُ عَلَى نِكَاتٍ لمْ تُقَلْ، نُلْقِي بِهمُومِنَا فِي طرُقاتِ المَدينَةِ الْكَئِيبَة، وتَشْدُو مِنْ حولِنَا أم كلثوم: بعيد عنك حياتي عذاب.
أُسَافرُ آلافَ الأيَّامِ، فتَضَعِينَ رأْسَكِ علَى كَتِفِي، يَبْتَعدُ خوفِي وخوْفُكِ، نسِيرُ عَلى جانبِ جدْولِ ماءٍ، تُعطينَنِي قطعةَ شيكُولاه، فأرتشِفُ رحيقَ حُبِّكِ، أنسَى الوقْتَ، وتَنْسَينَه، تعطشِينَ فتُشِيرينَ لرجلٍ يحملُ زجاجةَ مياهٍ: عطشانة يا حبيبي، اِتصرف مش أنت الراجل.
على شَاطئِ النيل ننْسى مشاكِلَنا، نَكتُبُ بأحلاَمِنَا أجمَلَ قصةِ حبٍّ، نحلمُ بالذَّهابِ لجزيرةِ الموز، لِنزَيِّنَ تُرَابَهَا بِرِقَّةِ حبِّنَا، نَحْلُمُ ببَيَاضِ شَعرِنَا، وتَجَاعيدِنَا سَويَّا، نحلمُ بالزواجِ وبِطفلِنَا الأولِ، أنامُ على صَدرِكِ كالطفلِ الذِي يتعلَّمُ النُّطقَ.
تغيبُ شمسُنَا، ويذْهبُ القَمرُ، تُزرَعُ النعوشُ على جانِبَيْ طريقِنَا، ونفْتَرِق.
تبكِي الجُدرَانُ، ويَئنُّ الكتابُ الذِي لامَسَتْهُ يدَاكِ ذاتَ يومٍ، شَنَقَتْ رابطةُ العُنُقِ التي أهْديْتِها لي نفْسَهَا على مِسمارِ بابِ غرْفتِي، كُسِرَ جناحُ الدُّمية التي لها شكلُ الحمامَةِ التِي أهديتِهَا لي عندَ نشرِ أوَّلِ مقالٍ لي.
أنتظرُكِ بلا موْعِدٍ في مكانِنَا المفضَّلِ، أدعُو اللهَ: يا رب تيجي.
أراكِ منْ بعيدٍ وقد نَحُلَ جسَدُكِ، فَلا أعْرفُكِ، قلبي يتعرَّفُ عليكِ، وعيْنَايَ تعرِفَانِ حركةَ يدِكِ وأنتِ تمسَحِينَ وجهَكِ بمندِيلٍ ورقيٍّ.
نجلسُ، ويُعيدُ الزمَنُ على قلُوبنَا حكايةَ أولِ لقاءٍ، نفسُ الألوانِ نرتدِيهَا، نفسُ المرأةِ تبيعُ لنا نفسَ الوردةِ، لكنَّها هذِهِ المرَّةَ وردةٌ حزينةٌ،
يطولُ الصَّمتُ، تظهَرُ نحلَةٌ تخِيفُكِ، تحُومُ حولَكِ، تقِفُ على هاتفِي المحمولِ، فنَنْفجرُ ضحِكًا، وَنَبكِي.
أراكِ على شاطئِ البحرِ، بلوْنِكِ الوردِيِّ، نسيرُ، نَأكُلُ آيس كريم، تَرْتاحُ رأسي على رأسِكِ، ترفُضِينَ أنْ تشْربِي كوبَ عصيرِ الفراولة الأخِيرِ، تتشَبَّثُ يدي بيدِكِ:
هتوحشني أيامنا سوا يا حبيبي.
هل ذهبتِ وسطَ الظلامِ،
هل رحلتِ، وحملتِ معكِ راحَتِي؟
مزَّقتِ آخرَ صفحةٍ منْ قصَّتِنَا،
تركَ الأبطالُ الكتابَ، أخذُوا يبحثُونَ عنْ كتابٍ آخرَ بلا عنوانٍ.
ضاعتِ الْحكايةُ وسطَ الحياةِ، ضاع الخوْفُ،
فُقدَ الحبُّ، ولم يتِمَّ العثُورُ عليهِ بعْدَ أن ألقَى آخرَ وُرُودهِ علَى أَعْتابِ قصتِنَا،
حملتِ الرِّياحُ البَتلاتِ ونثَرتْها في كلِّ اتجاهٍ.
يطيرُ قلبي مُبْتعدًا حيثُ تعيشُ،
حيثُ تزينُ عيناهَا كلَّ شيءٍ حولَهَا،
أتذَكَّرُها؛ فتَحُومُ الفرحةُ حولِي خَجِلةً، تعطينِي باقةَ وردٍ بلا لونٍ.
أراكِ فِي حَديقةِ الزُّهورِ؛ لتَكُونِي أَجملَ زَهرةٍ تُزيِّن حَياتِي، نَجلسُ لنَشربَ عصيرَ الفراولة، تَموءُ القططُ من حولِنَا، تُرفرفُ حَوْلنا نحلةٌ تحملُ عسلَ الحُبِّ، أُهْديكِ وردةً باسمةً، أقرأُ لكِ الْكفَّ، فتَمُرُّ حياتُنا أمَامِي، أَخافُ أنْ أفقِدَكِ وأُجهِشُ بالْبكَاءِ، آخذُكِ بينَ ذرَاعيَّ لِأتشَبَّثَ بكِ.. هتوحشيني أوي يا حبيبتي.
فِي غفْلةٍ منَ الدُّنيَا ننْتَشِي بِسكْرَةِ الحُبِّ، نهَرْوِلُ في الشَّوَارعِ كالمَجَانِينِ، نضحَكُ عَلَى نِكَاتٍ لمْ تُقَلْ، نُلْقِي بِهمُومِنَا فِي طرُقاتِ المَدينَةِ الْكَئِيبَة، وتَشْدُو مِنْ حولِنَا أم كلثوم: بعيد عنك حياتي عذاب.
أُسَافرُ آلافَ الأيَّامِ، فتَضَعِينَ رأْسَكِ علَى كَتِفِي، يَبْتَعدُ خوفِي وخوْفُكِ، نسِيرُ عَلى جانبِ جدْولِ ماءٍ، تُعطينَنِي قطعةَ شيكُولاه، فأرتشِفُ رحيقَ حُبِّكِ، أنسَى الوقْتَ، وتَنْسَينَه، تعطشِينَ فتُشِيرينَ لرجلٍ يحملُ زجاجةَ مياهٍ: عطشانة يا حبيبي، اِتصرف مش أنت الراجل.
على شَاطئِ النيل ننْسى مشاكِلَنا، نَكتُبُ بأحلاَمِنَا أجمَلَ قصةِ حبٍّ، نحلمُ بالذَّهابِ لجزيرةِ الموز، لِنزَيِّنَ تُرَابَهَا بِرِقَّةِ حبِّنَا، نَحْلُمُ ببَيَاضِ شَعرِنَا، وتَجَاعيدِنَا سَويَّا، نحلمُ بالزواجِ وبِطفلِنَا الأولِ، أنامُ على صَدرِكِ كالطفلِ الذِي يتعلَّمُ النُّطقَ.
تغيبُ شمسُنَا، ويذْهبُ القَمرُ، تُزرَعُ النعوشُ على جانِبَيْ طريقِنَا، ونفْتَرِق.
تبكِي الجُدرَانُ، ويَئنُّ الكتابُ الذِي لامَسَتْهُ يدَاكِ ذاتَ يومٍ، شَنَقَتْ رابطةُ العُنُقِ التي أهْديْتِها لي نفْسَهَا على مِسمارِ بابِ غرْفتِي، كُسِرَ جناحُ الدُّمية التي لها شكلُ الحمامَةِ التِي أهديتِهَا لي عندَ نشرِ أوَّلِ مقالٍ لي.
أنتظرُكِ بلا موْعِدٍ في مكانِنَا المفضَّلِ، أدعُو اللهَ: يا رب تيجي.
أراكِ منْ بعيدٍ وقد نَحُلَ جسَدُكِ، فَلا أعْرفُكِ، قلبي يتعرَّفُ عليكِ، وعيْنَايَ تعرِفَانِ حركةَ يدِكِ وأنتِ تمسَحِينَ وجهَكِ بمندِيلٍ ورقيٍّ.
نجلسُ، ويُعيدُ الزمَنُ على قلُوبنَا حكايةَ أولِ لقاءٍ، نفسُ الألوانِ نرتدِيهَا، نفسُ المرأةِ تبيعُ لنا نفسَ الوردةِ، لكنَّها هذِهِ المرَّةَ وردةٌ حزينةٌ،
يطولُ الصَّمتُ، تظهَرُ نحلَةٌ تخِيفُكِ، تحُومُ حولَكِ، تقِفُ على هاتفِي المحمولِ، فنَنْفجرُ ضحِكًا، وَنَبكِي.
أراكِ على شاطئِ البحرِ، بلوْنِكِ الوردِيِّ، نسيرُ، نَأكُلُ آيس كريم، تَرْتاحُ رأسي على رأسِكِ، ترفُضِينَ أنْ تشْربِي كوبَ عصيرِ الفراولة الأخِيرِ، تتشَبَّثُ يدي بيدِكِ:
هتوحشني أيامنا سوا يا حبيبي.
هل ذهبتِ وسطَ الظلامِ،
هل رحلتِ، وحملتِ معكِ راحَتِي؟
مزَّقتِ آخرَ صفحةٍ منْ قصَّتِنَا،
تركَ الأبطالُ الكتابَ، أخذُوا يبحثُونَ عنْ كتابٍ آخرَ بلا عنوانٍ.
ضاعتِ الْحكايةُ وسطَ الحياةِ، ضاع الخوْفُ،
فُقدَ الحبُّ، ولم يتِمَّ العثُورُ عليهِ بعْدَ أن ألقَى آخرَ وُرُودهِ علَى أَعْتابِ قصتِنَا،
حملتِ الرِّياحُ البَتلاتِ ونثَرتْها في كلِّ اتجاهٍ.
يطيرُ قلبي مُبْتعدًا حيثُ تعيشُ،
حيثُ تزينُ عيناهَا كلَّ شيءٍ حولَهَا،
أتذَكَّرُها؛ فتَحُومُ الفرحةُ حولِي خَجِلةً، تعطينِي باقةَ وردٍ بلا لونٍ.
الكاتب: | أحمد سعيد (نيجر) | المدوّنة: | مدونة أحمد سعيد |