كفى استخفافٌ بالعقول

إلى متى ستظل تلك المحظورة تستخف بعقولنا كمصريين واعين ناضجين؟.. أو حتى بعقول أولئك من تركوا عقولهم جانبًا واستخدموا عقول قادتهم؟ تستفزني دائمًا تصريحاتهم. وخاصة الذي اعتبر النساء من غير الأخوات لا يفرقن شيئًا عن بنات الشوارع، ولن أناقش هذا لأنه رأي وليس تصريح باسم الجماعة، رغم أنه لم يختلف كثيرًا عن رأي الجماعة.. ولكن أن يعتبر المرشد العام (أي أكبر عقل لديهم) أن الهزيمة في الحرب انتقامٌ إلهي.!

«بديع»: هزيمة مصر في حربي 56 و67 وسقوط نظام مبارك «انتقام إلهي بعد اعتقالات الإخوان».
عندما يعتقد مرشد عام لجماعة إسلامية بأن سبب هزيمة دولة كاملة تكمن في اضطهاد بعض المسلمين فيها.. فما موقفه من نجاح وعظمة دول كثيرة يُرفع فيها من شأن غير المسلمين، ويتم اضطهاد المسلمين فيها؟؟ هل يكون هذا هو التحليل العلمي والواقعي للهزيمة من وجهة نظر قائد كبير مثله؟؟ ألا يعتبر ذلك تأليها لجماعة الإخوان على حساب أيَّة جماعة أخرى؟ ولنفترض أن الهزيمة كانت تنكيلاً فعلاً، فلِمَ الإخوان؟ ألا يمكن أن تكون تنكيلاً بالشيوعيين؟ أم أنه لا يوجد غيرهم على الساحه؟ أعتقد أنه حينما هُزم المسلمون في غزوة أحُد، تم تفسيرها باستعجال المسلمين للحصول على الغنائم وغيرها، "أي تفسير علمي واقعي، وليس استهزاءً بعقول المسلمين، رغم قِلّتهم حينها".

هل بذلك يجب أن نعرف أنهم كانوا سعداءً بالهزيمة؟ أم لأن إسرائيل كانت سببًا في هزيمة الحكومة المصرية فسيعرفون بها الآن؟؟ هل يمكننا الآن أن نُخرج فئة الإخوان من مصطلح (مصريون خائفون على بلادهم)؟؟.. أم أن من وضعوهم في السجون لم يكونوا مسلمين أيضًا؟؟
يناقض بديع نفسه في الخطاب ذاته، بقوله: «القرارات المتعلقة بشؤون البلاد يحددها المصريون بإرادتهم الحرة» أليست نفسها الإرادة الحرة التي قرّرَت بأن نعم للتعديلات هي نعم لله ولإعلاء كلمة الحق؟؟
ويكمل: «وبالطرق الدستورية المعروفة عبر صناديق الانتخابات والاستفتاءات، وليس عبر الحوارات الفضائية أو الضغوط الخارجية».. بمعنى أنه يرفض التظاهرات بشكل لا يؤخذ عليه.. أهذه هي الثورة التي شاركوا فيها على حد قولهم!!
وفي نفس الخطاب قالت الجماعة إنها تدعم مبادرة الدكتور أحمد زويل العلمية، ودعت الشعب المصري والعربي إلى التبرع لها.. وهنا من حقي أن أسأل، أين الشاطر الذي يستعد لإنشاء مركز دراسات بمرجعية إسلامية وأمواله المجهولة المصدر هو وغيره من ممولي الجماعة؟؟ وهل يكون دعم المبادرة عن طريق "الشحاتة عليها"؟؟ أم يكون الدعم بإيصال المبادرة للمسؤولين لتكون أولى خطط الدولة لتحقيق الازدهار بدلاً من الخطط الكثيرة غير المفيدة؟؟

لقاء قيادات الإخوان مع تليفزيون إسرائيل.

شعارهم: "على القدس رايحين، شهداء بالملايين" و"الله غايتنا، والرسول قدوتنا، والقرآن دستورنا، والجهاد سبيلنا، والموت في سبيل الله أسمَى أمانينا"... شعارات رائعة وخادعة.. كل أهميتها أن تستخف بالعقول لا أكثر. شعارات ترفع طوال الوقت لتجد وقت المصلحة شعارات أخرى تتمسك بكامب ديفيد وتعترف بإسرائيل وتضع يدها بيد كل من معه مصلحة الجماعه وقياداتها، وفقـــط.. لا أستطيع إلا أن أطلق عليهم لقب "الإخوان المكيافيلون المخادعون المنافقون".. أسمع الكثير من الشعارات ولا أرى سوى "الغايه تبرر الوسيلة".

فلن أنسي أنهم يوم 18 يناير أعلنوها، لسنا مع نزول الشارع يوم 25 يناير، ووضعوا 10 مطالب للتهدئة.. وبعد أن اعتلوا الموجة وشاركوا في الثورة، كانوا مع الحوار مع عمر سليمان.. وبعد الثورة أعلنوا عدم النزول يوم 1 أبريل، جمعة إحياء الثورة.. وجمعة 27 مايو قالوا إنها للوقيعة بين الشعب والجيش، والمشاركون من العلمانيين والشيوعيين فقط.. كما لو كان الإخوان معصومين من الخطأ، وكما لو كان الحفاظ على الثورة حرامًا شرعًا.

وتجد أبا الفتوح يستخف مرة أخرى بعقول المصريين لينفي اللقاء. أبو الفتوح ينفي إجراءه لقاءً مع التليفزيون الإسرائيلي، رغم اعتراف الجماعة بالفيديو ونفيها أن يكون هذا هو رأي الجماعة. بعد لقاء بتليفزيون إسرائيل.. الإخوان: أبو الفتوح لا يمثل إلا نفسه.. ومع عدم تناسي الماضي الملوث بالاتفاقات بين الجماعة والسلطة وأيّة جهة تساندهم، لنفترض حسن النية وأنه لم يكن يعلم أنها قناة إسرائيلية.. إذَن لِمَ يجد ممثلو الإخوان في شباب الثورة صعوبةً في الحديث مع قيادات الإخوان؟؟.. ممثل الإخوان في ائتلاف الثورة: فشلنا في لقاء المرشـد.. ونواجـه الاغتيال المعنوي.

وفي حين ظهور هذا الخبر: مرشد «الإخوان»: لن نرشح أحدًا لـ«الرئاسة» ومن يخالف فلينتظر قرارًا بالفصل من الجماعة.. أعلن أبو الفتوح نفسه ترشّحَه للرئاسة، وقال مستخفًا بعقولنا: «إن ولائي الأول والأخير للمصريين البسطاء والفقراء، وليس لي علاقة حالية بالجماعة، إلا أنني أكِنّ لهم كل الاحترام والتقدير». هل تغير فكر 30 سنة بهذة السهولة؟؟ ولنفترض صدقه وابتعاده عن الجماعة، هل يمكن لشخص تغير فكره بهذه البساطة وترك الجماعة الوحيدة التي تمثل فكره، أن يتحمل مسؤولية توجيه فكر شعب بأكمله؟؟
كما أكد على أنه يجب الفصل بين الدين والسياسة، في حين أنه المرشح الوحيد حتى الآن ذو الخلفيه "الإخوانيه" بالتأكيد سوف تدعمه جماعة الإخوان، متناسيةً تعهّدها، ومتناسية قوله بفصل الدين عن السياسة، ومتناسية كل شيء.

لو أني أمتلك الوقت، لكتبت ساعات وساعات عن مدى الاستخفاف بالعقول...
ولكن.. إلى متى؟؟
إلى متى يخونون المصريين؟
إلى متى يبحثون عن مصالحهم متناسين مصالح باقي الحثالة (أقصد المواطنين من وجهة نظرهم)؟؟
إلى متى يفعلون أفعالاً مشينة ويكذبونها على الفور بتصريح مثير للجدل؟؟
إلى متى ستظل نسبة كبيرة من الشعب مقتنعة بأنهم ملائكة الله على الأرض؟؟
إلى متى سنسمح لهم أن يستخفوا بعقولنا؟!!
 
كتاب المئة تدوينة. Powered by Blogger.

التصنيفات

القائمة الكاملة للتدوينات

 

© 2010 صفحة التدوينات المرشحة لكتاب المئة تدوينة