لست مسلمًا ولكني سلفي

(ولسوف أظل في (شرم الشيخ) حتى آخر نفس يتردد في صدري، فهي أرض المحيا وهي أرض الممات)...
هكذا أتخيل (المخلوع) وقد كان يعني (شرم) وليس (مصر) التي في خاطري، والغريب أنه رغم تشكيل لجنتين لتحديد حالته الصحية تمهيدًا لنقله إلى (طرة لاند)، إلا أنه مازال متشبثًا بجناحه الملكيّ في مدينة السلام والبكيني..
ستة أنباء وصلته وهو في جناحه، وفي أرض المحيا والممات، اثنان جيّدان، واثنان بين وبين، واثنان سيئان، أمّا الجيدان، فكان أولهما خبر توقيع المصالحة الفلسطينية بين الفصائل وعلى رأسها (فتح) و(حماس)، وهي المصالحة التي كان وجود المخلوع حجرَ عثرةٍ لإتمامها بعد أربع سنوات عجاف من المقاطعة المخزية أمام عدو إسرائيلي خبيث وجبان ينتظر الانقضاض على ما تبقى من (القدس) في أيّة لحظة، ولا رَيب أنه استقبل هذا النبأ الساحق الذي أعاد (القاهرة) لصدارة المشهد العربي الإقليمي بالكثير من القهر والتنَمُّر والتلمظ!
ثاني الخبرين الجيدين، كان توقف (إثيوبيا) عن توقيع اتفاقية تقسيم مياه (النيل) ولو مؤقتًا، حتى تستقر الأوضاع لدينا ببرلمان منتخب وحكومة ثابتة وليست حكومة تسيير أعمال أو إدارة أزمة كما تسمي نفسها، ولابد أنه عندما عرف بالخبر الجميل قد سَبّ (زيناوي) رئيس وزراء (إثيوبيا) الذي كان يمقت (مبارك)، وقال له: شَمَّتَّ فيَّ البعيد والقريب يا (زيناوي) الـ…..!
أما الخبران البين بين، فأولهما هو اغتيال (أسامة بن لادن) الذي تحمس له البعض لدرجة الاحتفالات، وكرهه البعض لدرجة إقامة صلاة الغائب على روح الإرهابي الفقيد، وثانيهما الحكم أخيرًا وبعد حوالي مائة يوم كاملة على الثورة على أول رجال العهد البائد، وذلك عندما ألقى القاضي الصارم (قنصوة) بـ (العادلي) خلف قضبان السجون 12 عامًا في القضية الأولى فقط، وهو الخبر الذي ولابد أنه أسعد المخلوع كثيرًا، فهو يعرف أن رأس الأفعى لم يتم القضاء على باقي بدَنِها بعد، وأن كلاب وزير الداخلية السوداء ستنطلق من عقالها لمعاقبة الجميع على ما اقترفوه بحق قائدها المظَفّر المفَدَّى..
وهو ما حدث في الخبرين السيئين، حيث تقدم مجموعة من البلطجية الذين أسماهم البعض بالسلفيين، وقاموا بغزوة (صول) خير قيام بهدم كنيسة هناك والوقوف على أطلالها، وفي الخبر الثاني أحرقوا كنيستين في غزوة (إمبابة) وكالعادة، ربتَ المجلس العسكري على السلفيين الذين حرضوا البسطاء بالمكبرات الصوتية أمام الجيش والشرطة بلا أدنى مضايقة من قوات الأمن، وعندما سمع المخلوع بالخبرين عرف إلى أي مدى يسيرون على توجيهات سعادته السابقة التي كانت تعتمد أيضًا على قاعدة "فرِّق تسُد" لإلهاء المصريين بانقسامات داخلية كانت تبعدهم عن الالتفات لديكتاتورية الحاكم فيما سبق، والآن تحاول إجبارهم على الندم والتعطش ليوم واحد من القبضة الأمنية المشددة والسلطوية القهرية..
الآن لا يطفو على الساحة سوى قضية الفتنة الطائفية وخطاب كراهية الآخر التحريضي، ورغم كل ذلك، نرى المواقع والمجموعات الألكترونية التي تنشأ لا يقول أصحابها (أنا مسلم) بل يقولون (أنا سلفي)..
 
كتاب المئة تدوينة. Powered by Blogger.

التصنيفات

القائمة الكاملة للتدوينات

 

© 2010 صفحة التدوينات المرشحة لكتاب المئة تدوينة