إن غاب عنكوا بطرس غالي، فكلكم بطرس غالي!!

الأول كده خلونا نتفق على إن أحد الأسباب الهامة جدًا في نجاح الثورة كان العامل المادي.. لاحظ إني قلت نجاح الثورة وليس اندلاعها، لأنها بدأت في البداية مع شباب النت بسبب الكرامة والحقوق السياسية وشغل أمن الدولة، لكن تركيزي هنا على مرحلة انضمام رجل الشارع العادي وهم عادة أغلبية صامتة مطحونة تحت وطأة عجلة الإنتاج ودوامة الفلوس اللي أكيد كان من أكبر دوافعهم الحالة الاقتصادية السيئة ومعدلات النمو اللي محدش حاسس بيها والمرتبات اللي بتدفع دفع للرشوة والسرقة علني. وطبعًا كان بطل تلك المأساة وزيرنا الغالي بطرس غالي اللي كان بياخد مننا ضرائب على النفس والهواء وإن كان غير نقي.

* 10% ضريبه مبيعات : بمعنى أي حاجة بتُباع وتشترى الدولة ليها فيها 10% وإن بيعَت أكثر من مرة فمش مهم أهو كله مكسب.. وده يتضمن قطع غيار العربيات وبالأمارة شوف فاتورة الميكانيكي بتاعك, يتضمن ماكندونالدز وهارديز وبيتزا هت وغير هت، بمعنى إن حتى قرارك أن تخرج مع أصحابك تاكل برة بتدى الدولة -من غير أي تعب أو تكلفه منها- 10% مما تدفع فإن كان الحساب 50 جنيه وجب أن تدفع 55 جنيه والباقى في إيد عمو بطرس غالي وإن كانت الضريبة دي بالذات إبداع شخصي وكامل لوزير الماليه الأسبق محمد أحمد الرزاز، اللي حظى بأكبر قدر ممكن من الكراهية المصرية.. وقد قيل عنه:
- لو لم أكن رزازيًا لوددت أن أكون رزازيًا.. حكمة يحفظها عن ظهر قلب كل محصل للضرائب الرزازية.. لدرجة أن أحد المحصلين أبدع قصيدة شعرية حبًا فى الزاز، ومطلعها:
فات المعاد ووجب السداد فات فات تفيد بإيه يا ندم وتعمل إيه يا عذاب

ورد عليه أحد الفقراء بقصيدة مطلعها:
أخى جاوز الرزاز المدى فحق الجهاد وحق الفدا

- بالكشف في المعاجم المتخصصة عن كلمة رزاز.. نجد أنها من الفعل رزز أي نكّد وكدّر وعكّر.. والترزيز أي السرقة بالإكراه.. ولا بد أن المؤلف كان يقصد أنها كانت تحت سمع وبصر الحكومة وجهازها الأمني وقانونها المعروف بالطوارئ!

- قريبًا سيصدر كتاب "الطريقة المصرية في جمع الأوراق المالية" لمؤلفه جابى –رزاز– رع.. وفيه شرح دقيق لكيفية استخلاص الأوراق المالية من الجيوب الشعبية وإدخالها إلى الجيوب الثرية.. وربما يستفيد منها الحرامية وذلك بعد مرورها على وزارة المالية!!

- ودي عينة من "نص كلمة" لأحمد رجب في تلك الأوقات: من شكاوي المقهورين ضحايا وزارة الابتزاز -المالية سابقًا- إن المموِّل الذي يتوجه لدفع ما عليه من ضريبة المبيعات يطلبون منه رسمًا جديدًا «جنيهين» اسمه رسم فتح الخزينة لوضع فلوس المموِّل بداخلها، وننبِّه وزير المالية على وجوب فرض رسم آخر «جنيهين أيضًا» اسمه رسم إغلاق الخزينة حتى لا يُضطَرَّ الموظف إلى ترك الخزينة مفتوحة، لأن «أولاد الحرام كتير».

* الضريبة العقارية : وما أدراك ما الضريبة العقارية نار الله الموقدة, تخيل الدولة بتاخد منك فلوس على سكنك وإن لم تكن تمتلك غيره, بتاخد ضرائب على شئ لم تكسب منه ولا يدخل أصلاً في دائرة الإنتاج فيتم تقييم بيتك على سعر السوق وتدفع عليه ضريبة، مع إنك مش هتبيعه أصلاً..... بغض النظر عن كونك بتدفع كتير أو لأ، لكن الفكرة نفسها تعصب جدًااا... بالمناسبة، إمبارح طلع سمير رضوان مع عمرو أديب وقال نية الحكومة على إرجاع "العوايد" التي تصل نسبتها لـ 40%.

* ضريبة التركات : بمعنى إن الدولة بتلهف فلوس ونسبة من تركة المتوفَّى وتقاسم أهل الميت في فلوس الراجل... يعني لو واحد مات وعنده ولد وبنت يتحسب إن عنده ولد نصيبه كذا وبنت نصيبها نص كذا، وبطرس غالي نصيبه ضعف كذا... طب الحكومة اتغرّمت إيه في موت الراجل عشان تاخد فلوس منه؟؟

*الجمارك : آآآآه من الجمرك وأي حد سافر عارف المأساة اللي بتكلم عنها من أول جمرك العربية اللي أغلى من العربية لحد غسالة الأطباق..

وكأن كل ده مش كفاية، فجاء سي سمير رضوان وزير المالية الحالي في حكومة سي شرف، الأستاذ شرف فتح الباب جاب ضرف... ليكمل علينا ويسويها بالأرض مع رمي بعض الفتات يسدّوا أفواهنا....

الكلام الجاي من موزانة 2011/2012 بختم سمير رضوان:

* 10% زيادة في ضريبة مبيعات السجائر: كالعادة طبعًا زي كل سنة وكل ما يتزنقوا يكملوا الميزانية من السجائر ودي عادة بطرسية غالية قديمة...

*وفرض ضرائب تصاعدية على الدخل، بإضافة شريحة جديدة قدرها 25%، لمن يزيد دخله عن 10 ملايين جنيه سنويًا من الأفراد أو الشركات. وسلم لي على الاستثمار، إزاي تقدر تجذب استثمار أجنبي وانت عامل ضرائب 25 في المئة؟ في حين إن دولي أيرلندا عاملة ضرائب 6.5 % عشان تبقى مغناطيس اسثثمار لكل العالم تشد الفلوس من أمريكا نفسها... ولما سألوا الوزير المبجل، قال: الناس بتحب مصر وتحب تستثمر فيها، هو من إمتى الاقتصاد بيتعاملوا فيه بالحب؟

* فرض ضريبة أرباح رأسمالية تقدر بـ 10%، على توزيعات شركات الأموال والأشخاص والدمج والاستحواذ وإعادة تقييم الأصول، عارفين يعنى إيه أرباح رأسماليه؟؟ طب ركزوا بقى في الحتة دي عشان مهمة جدًااااا:
- لو اشتريت حتة أرض المتر بـ 100 جنيه وبعدين بعتها المتر بـ 150 الدولة تاخد منك 10% من المكسب.

- لو اشتريت سهم في البورصة بـ 6 جنيه وبعته بـ 8 جنيه الدولة تاخد 10% من المكسب.

- لو عملت دمج بين شركتين الدولة تاخد 10% من المكسب.. وسلم لي عالاسثتمار.

دعني أسجل براءة الاختراع لهذا المولود الضريبي لأستاذ سمير رضوان.

* فما سبق، فكان الضرائب، فأما اللاحق، فالفتات اللي رماه:
إنه سيتم تحديد قيمة الحد الأدنى للأجور بـ 700 جنيه شهريًا، في العام المالي المقبل (2011 / 2012)، وقال وزير المالية، إن الحد الأدنى للأجور سيزيد تدريجيًا ليصل إلى 1200 جنيه خلال خمس سنوات، أحد أكبر الحاجات اللي كانت بتغيظني في النظام السابق وحكوماته إنه مكنش بينفذ أحكام القضاء وأهمها حكم الـ 1200 جنيه، فعلى الرغم من إني مش من مؤيدي فكرة 1200 وشايفاهم كتير عالدولة، لكن على الرغم من إن 700 مش قليل لكنه برضه مش تنفيذ للحكم، وبالمناسبة الناس رفعت قضية عالحكومة تاني.

ملحوظة : كنت آمل أن الثورة تمحو خطايا الضرائب، وجوّ "فواتيرك ولا أظبّطك" ثم جاءت الصاعقة بالإبقاء على الماضي وإضافة معاناة جديدة.... ومحدش يقول لي يعني يعمل إيه، بلاش جو اديله باليمين واسحب منه من الشمال... وإن غاب عنكوا بطرس غالي والرزاز، فكلكم بطرس غالي والرزاز ولا عزاء للدافعين.
 
كتاب المئة تدوينة. Powered by Blogger.

التصنيفات

القائمة الكاملة للتدوينات

 

© 2010 صفحة التدوينات المرشحة لكتاب المئة تدوينة