حب أم تعود؟!

 في أشياء كثيرة في حياتنا لا ندرك قيمتها إلا عندما نفقدها مرة, ونبحث عنها ولا نجدها, ثم نجدها, بعدها نعود مرة أخرى لإهمالها وتلك المرة لا نعطيها الاهتمام للبحث بجدية عنها.. ربما لأننا نثق أننا سنجدها ولكن إن لم نجدها أو ضاعت واختفت.. أسنتركها أم سنبحث ونبحث بشدة عنها؟! وربما وإن لم نجدها هذه المرة نشعر بفارق شديد. قد تكون هذه الأشياء بسيطة وعادية نجدها يوميا في أي مكان وكل مكان ولكن نشعر بهذا الفرق احتياجنا إليها... أهذا حب فيها أم تعود عليها؟ هي ليست غيرها أو شبيهتها؟!!
إن القدرة على معرفة الفرق ما بين الحب والتعود هي الضمان لكي يصبح الحب حقيقيا وله أساس وواقع, ليس حكم رؤية يوميا وتعود
عليه.
في بعض الوقت نجد شخص بيقول لأحد: " انت ربنا بعتك ليا من السماء", "انت ابن حلال كنت لسه هكلمك"
وجدت فيديو عجبنى جدا ووجدت دراسة علمية أو مقال لا أتذكر فى الواقع بس كان فيه معنى رائع جدا، كان بيقول إن الأشخاص الذين يدخلون حياتنا يأتون لثلاث أسباب:
ممكن أن يكونوا for a reason يكونون لسبب
ممكن أن يكونوا for a season يكونون لفترة معينة
أو أن يكونوا for a life time طول العمر
القصد في أشخاص بيدخلوا حياتك لسبب معين
يعنى ربنا يأتي بشخص لكي يساعدك في شيء فى حياتك لم تستطع أن تنجزه لوحدك. أو تكون في مشكلة أو أزمة وشخص يكون بجوارك وفي حياتك لكي تخرج من هذه الأزمة لا يمكن أنت وقتها بعقلك تجعل وجوده لفترة أطول، يعني أيضًا لا يمكن أن نجعل شخصًا موجودًا لسبب في حياتنا نبقيه في حياتنا زيادة قليلة، لما تمر هذه الزيادة يكون داخلنا شيء نرغب في وجوده أكثر. من الممكن أن أشخاصًا يظهرون في حياتك لفترة معينة ويختفون يكون لوجودهم سبب معين ودور في حياتك ولكن بمدتهم أطول، أيضًا لا نستطيع أن نجعل وجودهم لفترة أطول رغم أي شيء.
طول العمر هذه الفترة أو الوقت في حياتنا يكون للأشخاص الموجودين في حياتنا مثل أهلنا وأولادنا وبعض أصدقائنا، أشخاص موجودون طول عمرهم في حياتك. لا يمكن فى ذلك الوقت تغير قدرة الله وهذه الإرادة لأننا نكون بذلك نغير شيئا في البشرية أو نغير طريق حياتنا على جهل منا أننا نجعله أفضل لنا وذلك خطأ.
يوجد اختيار وثقة في حياتنا ربنا بيجعلها لنا ويكون لنا فيها كل الخير فذلك يكون اخيار وتعود فقط قد نعتقده حبًا للأشخاص ولكنه يظل تعود. الحب يمتاز أنه انحياز القلب بأكمله اتجاه شخص معين وازدياد ذلك الانحياز رغم مرور الوقت بل يزداد قوة وتماسكًا. وأيضا يمتاز بالاشتياق وكثرة المشاعر عند رؤيته, ويكون ذلك الوضع خارجًا عن الإرادة أو التفكير. وهناك فرق أن نحب شخصًا معينًا أو أان نعتاد وجود شخص فى حياتنا اليومية. وبين الراحة النفسية في وجود شخص في حياتنا والراحه العاطفية في وجود من نحب.
الحب لا يخضع للعادة أو التعود, بل يجعل كل ما في حياتنا رائع وجميل, وصحتنا تكون جيدة فى وجوده. إن كان حب أم تعود فيظل لكل شخص في حياتنا لسبب معين, وإن كثرت الأسباب وطالت الفترات لنرجع ونثق في الله بأن لكل حدث وكل شخص بل وكل شيء في حياتنا يكون لسبب لا ندركه حينها ولكن نكتشفه بعدها.
 
كتاب المئة تدوينة. Powered by Blogger.

التصنيفات

القائمة الكاملة للتدوينات

 

© 2010 صفحة التدوينات المرشحة لكتاب المئة تدوينة