هو وطن نعرف عنه الكثير برغم أننا لم نره يومًا... وأكاد أقول –خشية اتهامي بالغرور- بأننا نعرفه أكثر من معرفة غيرنا بأوطانهم... ولكن في الوقت نفسه هو وطن نعرفه لم نشم رائحته أبدًا.... لم نر أغصان زيتونه يومًا... لم نر فيه سنابل عكا أبدًا... ولم نر فيه مزارع حيفا يومُا... ولم نمش على شاطئ غزة يومًا... ولم نُصَلِّ بأقصانا فجرًا... ولم نرسُ في ميناء يافا يومًا... ولم نتذوق طعم كعكه عيدًا... ولم نر مقام نبينا صالح ذات ليلة... هو وطن لم نقاسمه نهارنا يومًا، ولم يقاسمنا مساءنا أبدًا... هو وطن نتمنى أن نصبح ذات يوم عليه... هو وطن أتوَهّم بأني أرى ملامحه في فنجان قهوتي كل صباح... ولكني أدرك بأن مرارة قهوتي لا تختلف كثيرًا عن مرارة حياتي بدونه....هو وطن دُفع من أجله الغالي والنفيس واستشهد على أعتابه من أتعبه الاشتياق... فالبيت بيتنا، وعتبة الدار لنا.
يسألونني عنك يا وطن.. فأقول لهم: هو وطن أنجب أبا عمار، والشيخ ياسين، وأبا جهاد، ومحمود درويش، وغسان كنفاني، وناجي العلي، ودلال مغربي، ويحيى عياش، ومروان البرغوثي... والقائمه تطوووول...
يسألونني عنك يا وطن.. فأقول لهم: هو وطن أراه في أعين أجدادي فقط ...
يسألونني عنك يا وطن.. فأقول لهم بأنني أحببتك حتى قبل أن ألتقيك.
يسألونني ما مدى علاقتك بالوطن؟؟ فأقول لهم: ممنوعٌ منه لدرجة أنني لا تجمعني به حتى الذكريات.
يسألونني ما مدى علاقتك بالوطن؟ فأقول لهم: الوطن بالنسبة لي كأمي.. فعيناها منفى، وحضنها وطن.
يسألونني عنك يا وطن.. فأقول لهم بأنك نورٌ بداخلي، فلا أخشى السير في الظلمات...
يسألونني عنك يا وطن.. فأقول لهم: هو كتاريخ يكتب على سبورة فصل... لا يمكن الرجوع إلى ما قبل ذلك التاريخ.
يسألونني عنك يا وطن.. فأقول: هو بئر حفره جدي ولم يكمله.. فجاؤوا وردموا البئر عن آخره...
يسألونني عنك يا وطن.. فأقول: ذات ليلة أمست جدتي معه، وأصبحت بدونه...
يسألونني عنك يا وطن.. فأقول وأقول وأقول... ولكن في المنفى هم يعتبرونك كالحبر على ورق.
فما أصعب أن تعيش بعيدًا عن الوطن.... فالعيش بعيدًا عن الوطن كعيش الفقير بلا زاد، وإن أكل من كل زاد الشتات. وبرغم ذلك، فـها أنا الطفل الذي وُلد دون أن يرى أمه... وها أنا الشاب الذي أحبك ولم تطأ قدماه أرضك... وها أنا الصبية التي لم تجلس بأفياء شجرك يا وطن... وها أنا الكاتب الذي سخر قلمه ليحفر ذكراك وسيرتك وقضيتك على ورق... وها أنا الرسام الذي يزين بريشته ألوان علمك.
ولأن القلوب وحدها هي من تستطيع اجتياز المساحات... فلقد اخترت مكانك في قلبي يا وطن... فلي من المساحات ما شئت.
............................
تلك السطور إهداء إلى كل فلسطيني لاجئ.
يسألونني عنك يا وطن.. فأقول لهم: هو وطن أنجب أبا عمار، والشيخ ياسين، وأبا جهاد، ومحمود درويش، وغسان كنفاني، وناجي العلي، ودلال مغربي، ويحيى عياش، ومروان البرغوثي... والقائمه تطوووول...
يسألونني عنك يا وطن.. فأقول لهم: هو وطن أراه في أعين أجدادي فقط ...
يسألونني عنك يا وطن.. فأقول لهم بأنني أحببتك حتى قبل أن ألتقيك.
يسألونني ما مدى علاقتك بالوطن؟؟ فأقول لهم: ممنوعٌ منه لدرجة أنني لا تجمعني به حتى الذكريات.
يسألونني ما مدى علاقتك بالوطن؟ فأقول لهم: الوطن بالنسبة لي كأمي.. فعيناها منفى، وحضنها وطن.
يسألونني عنك يا وطن.. فأقول لهم بأنك نورٌ بداخلي، فلا أخشى السير في الظلمات...
يسألونني عنك يا وطن.. فأقول لهم: هو كتاريخ يكتب على سبورة فصل... لا يمكن الرجوع إلى ما قبل ذلك التاريخ.
يسألونني عنك يا وطن.. فأقول: هو بئر حفره جدي ولم يكمله.. فجاؤوا وردموا البئر عن آخره...
يسألونني عنك يا وطن.. فأقول: ذات ليلة أمست جدتي معه، وأصبحت بدونه...
يسألونني عنك يا وطن.. فأقول وأقول وأقول... ولكن في المنفى هم يعتبرونك كالحبر على ورق.
فما أصعب أن تعيش بعيدًا عن الوطن.... فالعيش بعيدًا عن الوطن كعيش الفقير بلا زاد، وإن أكل من كل زاد الشتات. وبرغم ذلك، فـها أنا الطفل الذي وُلد دون أن يرى أمه... وها أنا الشاب الذي أحبك ولم تطأ قدماه أرضك... وها أنا الصبية التي لم تجلس بأفياء شجرك يا وطن... وها أنا الكاتب الذي سخر قلمه ليحفر ذكراك وسيرتك وقضيتك على ورق... وها أنا الرسام الذي يزين بريشته ألوان علمك.
ولأن القلوب وحدها هي من تستطيع اجتياز المساحات... فلقد اخترت مكانك في قلبي يا وطن... فلي من المساحات ما شئت.
............................
تلك السطور إهداء إلى كل فلسطيني لاجئ.