قرأت ذات مرة مقالة علمية طويلة عن النباتات الاستوائية وعن أنها تصدر ذبذبات كهرومغناطيسية معينة حار فيها العلماء حتى أتى عالم مسلم أثبت بالترددات فوق الصوتية أن تلك الموجات ماهي إلا أن النباتات تسبح بحمد الله.. أعجبتني المقالة وكنت قد قرأتها في إحدى المنتديات فطلبت من كاتبة المقالة مصدر تلك المعلومة لأنها استهوتني بالفعل.. لأكتشف بعدها أنها رواية ملفقة. وقد بررت ذلك بقولها أننا لا ننكر أن النباتات تسبح بحمد الله.
قرأت أن انهيار برجي مركز التجارة العالمي مذكور في القرآن وأن البرجين على شارع يدعى جرف هار.. لأكتشف بعدها أنها رواية ملفقة وأنه لايوجد في نيويورك كلها شارع اسمه جرف هار. قرأت عن إسلام ويل سميث وبيل جيتس ثم اكتشفت بعدها أنها روايات ملفقة لا أساس لها من الصحة. منذ ما يزيد عن ثمانية أعوام تصلني رسالة من حامل مفاتيح الحرم المكي الذي رأى الرسول -عليه أفضل الصلاة والسلام- في منامه يوصيه بالأمة و..و..و.. وستظل الرسالة تصلني كأنما يراه كل يوم في منامه.
مازالت الدانمارك حتى الآن تصرخ من المقاطعة الاقتصادية.. مازال الرسام الذي رسم تلك الرسوم يحترق يوميا داخل بيته مع عائلته. كما أن الأندومي يسبب بطء التفكير ويؤدي إلى السرطان، والبيبسي يحتوي علي تلك المواد المسرطنة التي تحرق الثياب وتحلل الأسنان رغم انه من الثوابت العلمية أن مايتبقى من الجسم بعد تحلله هو الأسنان.
والسبب؟؟هي تلك الرسائل التي تأتي يوميا على بريدي الإلكتروني والتي يراعي كاتبها أن تبدأ بـ"أقسم بالله أن أنشرها وأرسلها لعشرة من أصدقائي" أو ذلك التهديد الذي يرعب العديدين: "إذا لم تنشرها فإن ذنوبك قد منعتك" أو"فلنر إذا ما كان الشيطان قادر علي إيقاف تلك الرسالة" أو "أنك لا تستحق ثواب نشرها".
أعود فأقول.. إن الشعوب العربية عامة اعتادت أن تتعايش تعايشا تاما مع نظرية المؤامرة مع لمسة المعرفة المميزة.. مايقال على شبكة الانترنت هي معلومات نقية خاصة بالصفوة... والكثير على أي حال يرسل تلك الرسائل الخالية من الدقة والموضوعية بغرض توعية الأمة أو إثبات قيمة الدين الإسلامي الذي ينكره الغرب الكافر المنحل. بقليل جدا من الجهد والتدقيق تكتشف أن هذا محض هراء... وتسوء صورة الإسلام والمسلمين أكثر كونهم تلك الشعوب التي لا تملك ذرة من التفكير إذا ما اقترن الأمر بصيغة الرسائل الإسلامية المعروفة عند مرتادي الإنترنت.
ما الذي استفاده الإسلام من تلك الرسائل المغلوطة أكثر من السخرية؟؟ ماذا عن فتوى إرضاع الكبير العبقرية؟؟...
مازالت الدانمارك حتى الآن تصرخ من المقاطعة الاقتصادية.. مازال الرسام الذي رسم تلك الرسوم يحترق يوميا داخل بيته مع عائلته. كما أن الأندومي يسبب بطء التفكير ويؤدي إلى السرطان، والبيبسي يحتوي علي تلك المواد المسرطنة التي تحرق الثياب وتحلل الأسنان رغم انه من الثوابت العلمية أن مايتبقى من الجسم بعد تحلله هو الأسنان.
والسبب؟؟هي تلك الرسائل التي تأتي يوميا على بريدي الإلكتروني والتي يراعي كاتبها أن تبدأ بـ"أقسم بالله أن أنشرها وأرسلها لعشرة من أصدقائي" أو ذلك التهديد الذي يرعب العديدين: "إذا لم تنشرها فإن ذنوبك قد منعتك" أو"فلنر إذا ما كان الشيطان قادر علي إيقاف تلك الرسالة" أو "أنك لا تستحق ثواب نشرها".
أعود فأقول.. إن الشعوب العربية عامة اعتادت أن تتعايش تعايشا تاما مع نظرية المؤامرة مع لمسة المعرفة المميزة.. مايقال على شبكة الانترنت هي معلومات نقية خاصة بالصفوة... والكثير على أي حال يرسل تلك الرسائل الخالية من الدقة والموضوعية بغرض توعية الأمة أو إثبات قيمة الدين الإسلامي الذي ينكره الغرب الكافر المنحل. بقليل جدا من الجهد والتدقيق تكتشف أن هذا محض هراء... وتسوء صورة الإسلام والمسلمين أكثر كونهم تلك الشعوب التي لا تملك ذرة من التفكير إذا ما اقترن الأمر بصيغة الرسائل الإسلامية المعروفة عند مرتادي الإنترنت.
ما الذي استفاده الإسلام من تلك الرسائل المغلوطة أكثر من السخرية؟؟ ماذا عن فتوى إرضاع الكبير العبقرية؟؟...
وبذلك تجد أن الخطاب الإسلامي في الفترة السابقة والذي له للأسف مريديه ومصدقيه قد تراجع تراجعا مزريا.. ما حدث بعد الثورة أن التيار الإسلامي واصل خطاباته بنفس الطريقة الخالية من الموضوعية.. من يقول لا في الاستفتاء هو كافر زنديق وموالي للتيارات الصهيوصليبية.. وإن إعلان الجهاد ضد فرنسا وسويسرا أمر مفروغ منه فسويسرا منعت بناء المساجد وتحارب الإسلام بينما فرنسا تجبر المحجبات على خلع الحجاب. ولا أحد يعبأ بأن سويسرا لها قوانينها التي نصت على ألا ترتفع المئذنة عن ارتفاع معين.. إذن فهي لم تمنع ذلك فقط نصت قوانينها على وضع حد معين لارتفاع المئذنة.. ماذا عن فرنسا التي منعت ارتداء أي رمز ديني كطاقية الحاخامات وزي الرهبان؟ فقط حين يكون الأمر في مصر لابد وأن يحترم السائح قوانين البلد الذي فيه ولا يعاقر الخمر ولا يتعرى، سياسة الكيل بمكيالين التي نرفضها جميعا.
أنا لا أهاجم الإسلام والمفكرين الإسلاميين وبينهم محمد عمارة والقرضاوي ومحمد سليم العوا وعبد المنعم أبو الفتوح.. فقد تأتي تلك المرحلة التي يكون فيها أي ليبرالي كافر يحاول إثبات العكس وأن العلمانية تغزو مصر وتدعو للزندقة وتحييد الدين, بينما أي إسلامي هو رجعي لا يفكر بما يناسب الزمن ويأتي من يقول بأن الله لم يقل شيئا منذ 1400عاما -وهو تعبير صادم حقا- بينما تجد أن البسطاء في الشارع لايهمهم سوى عودة الأمن والأمان ويفكر كل منهم في الحد الأدني للأجور -كيف تهاجم شخصا يسمع يوميا عن ملايين الأفدنة التي تم نهبها ومليارات الجنيهات التي تم تحويلها إلى الخارج ألا يقوم باعتصام مطالبا بزيادة دخله بضع جنيهات؟؟
في الوقت الذي أغلب المفكرين السياسيين والمحللين في حيرة من أمرهم.. لم تقم ثورة في التاريخ حسبما أعلم لم يتملك ثوارها من الحكم.. وهذا ما وضع الثورات العربية في مشكلة. الثورات العربية قامت لتغيير أنظمة فاسدة ظالمة والإطاحة بها لكي يحكمها الأفضل متناسيين حقيقة بالغة الأهمية؛ أن ثقافة الكادر الثاني معدومة.. لقد أزلت الأسوأ لكنك لا تعلم من هو الأفضل.. ولذلك فإن نظرية المؤامرة هي الفيصل. المجلس العسكري يتآمر لعدم محاكمة مبارك.. الأخوان تعقد صفقة مشبوهة مع المجلس العسكري.. البرادعي خائن وعمر سليمان وعمرو موسي أتباع للنظام البائد.. عدم الثقة والتخوين هي الثقافة السائدة رغما عنا خاصة حين يحدث ما يؤكدها.
أنا لا أهاجم الإسلام والمفكرين الإسلاميين وبينهم محمد عمارة والقرضاوي ومحمد سليم العوا وعبد المنعم أبو الفتوح.. فقد تأتي تلك المرحلة التي يكون فيها أي ليبرالي كافر يحاول إثبات العكس وأن العلمانية تغزو مصر وتدعو للزندقة وتحييد الدين, بينما أي إسلامي هو رجعي لا يفكر بما يناسب الزمن ويأتي من يقول بأن الله لم يقل شيئا منذ 1400عاما -وهو تعبير صادم حقا- بينما تجد أن البسطاء في الشارع لايهمهم سوى عودة الأمن والأمان ويفكر كل منهم في الحد الأدني للأجور -كيف تهاجم شخصا يسمع يوميا عن ملايين الأفدنة التي تم نهبها ومليارات الجنيهات التي تم تحويلها إلى الخارج ألا يقوم باعتصام مطالبا بزيادة دخله بضع جنيهات؟؟
في الوقت الذي أغلب المفكرين السياسيين والمحللين في حيرة من أمرهم.. لم تقم ثورة في التاريخ حسبما أعلم لم يتملك ثوارها من الحكم.. وهذا ما وضع الثورات العربية في مشكلة. الثورات العربية قامت لتغيير أنظمة فاسدة ظالمة والإطاحة بها لكي يحكمها الأفضل متناسيين حقيقة بالغة الأهمية؛ أن ثقافة الكادر الثاني معدومة.. لقد أزلت الأسوأ لكنك لا تعلم من هو الأفضل.. ولذلك فإن نظرية المؤامرة هي الفيصل. المجلس العسكري يتآمر لعدم محاكمة مبارك.. الأخوان تعقد صفقة مشبوهة مع المجلس العسكري.. البرادعي خائن وعمر سليمان وعمرو موسي أتباع للنظام البائد.. عدم الثقة والتخوين هي الثقافة السائدة رغما عنا خاصة حين يحدث ما يؤكدها.
وأخيرا أقول أنه لم يقم شعب في التاريخ بثورة في الميدان.. ثم يتركها تتآكل فيما بينها كالنار حين تأكل بعضها البعض..!
فلتستقيموا.. يرحمنا ويرحمكم الله.
فلتستقيموا.. يرحمنا ويرحمكم الله.