إليك أيها الرجل

إلهي.. وكأن شيئًا لم يكن.. وكأن قلبي البارحة لم ينكسر...
جاءتني لتقول لي بأن الحب بينهم قد انتهى.. ولأول مرة هي التي تنهيه.. داست على قلبها كعادتها ولكن هذه المرة انتهى كل شئ..
ما الجدوى في حب عقيم لا يجدي؟.. ما فائدة حب فيه شك الحبيب بمن يحب...؟
أحبَّته بكل مشاعرها وبكل كينونتها كامرأة، ولكنه أبَى وتكبر.. وشك واتهم.. وعندما يبرر.. يقول بأنه يغار.!!
أي غيرة هدّامة هذه؟!!
ألم تعلم يا هذا بأنها لأجلك تركت كل شئ؟..
ألا تعلم بأن الحب تضحية وعطاء ووفاء؟..
ألم تعلم بأنك لولا الحب ما كنت، وبدونه.. أنت لا شئ؟!!
أوَلم يعلموك بأن الحب كيان يسري في دمائنا منذ خلقنا على سطح البسيطة؟
إلهي.. ما بال الرجال؟؟ وما بال النساء في زمننا هذا؟!!
الكل لا يعطي إلا بمقابل وكأن الدنيا أصبحت سوقًا لبيع الرخيص.. أليس هناك من يقدّر ذات الإنسان ويحبه لأجلها؟
هل أصبحت كل نساء العالم عاهرات في نظر الرجال.. والرجال أصبحوا خزائن أموال متحركة في أعين النساء؟
أوَلا يفكر الرجل إلا بجسد المرأة كسلعة يشتهيها.. يأكلها.. ثم تعاف نفسه إياها!!
ما بالي لا أكاد أعرف رجلاً إلا وأدخلني في أحلامه غرفة نومه، وأجبرني على طاعته...
ألا يعلم رجالنا بأننا نساء نعشق الكلمة قبل الأفعال؟!!..
إلا يعلم أشقاؤنا بأننا قوارير خُلقنا رقيقات.. وكسرونا؟!!
أنا امرأة أحتاج للرجل لا أنكر.. ولكن أحتاجه شغفًا لأنه يحتويني، وليس لساعة أقضيها معه ينهي فيها حاجته ثم يتركني!
أنا لست ضد الرجل.. بل أنا أومِن بقوامته عليَّ.. وأومن بأني لولاه ما كنت وبدونه أموت.. ولكن أيها الرجل ترَفّق بامرأة عانت.. تعبت.. انتهت بسببك..
أوَلستَ أنت من سدد لي الضربة القاضية؟
أولستَ أنت أبي الذي تخليتَ عني وأنا في بطن أمي وعشت لا أعرف ملامحك حتى؟
ألستَ أنت الزوج الذي تزوجته على ورق.. وأعيش يومي وأنت غائب حاضر؟
ألستَ أنت الأخ الذي تمنيته.. واكتشفت بأنك ألَدّ أعدائي؟
ألستَ أنت من أحببت إلا أنك لم تحبني إلا كجسد أردت الاستمتاع به؟
آه يا رجل، حطمت أحلامي كامرأة.. وقتلتَ روح نورا.. وسفكت دمي في مذابح الأيام..
إليك أيها الرجل.. بقايا جراحي معك التي لم ولن تندمل.. فهل أعاتب أبي.. أم زوجي أم من؟
أعاتب نفسي لأنني لا أستطيع منع نفسي منك..
إليك أيها الرجل تناهيد امرأة مشوبة بمرارة الأحزان أكتب..
إليك أيها الرجل.. فهل فهمت ما كتبتُ؟ أم أنك جلف قاسٍ لا تفهم؟
إليك أيها الرجل أخطّ.. فما عاد في جوفي إلا قلبٌ ينبض بروح سلبتَها أنت..
فهل تعلم ما أعلم؟.. أم أنك لا تعلم؟!!
 
كتاب المئة تدوينة. Powered by Blogger.

التصنيفات

القائمة الكاملة للتدوينات

 

© 2010 صفحة التدوينات المرشحة لكتاب المئة تدوينة